الاثنين 13 حزيران/يونيو 2022
سوريا اليوم – دمشق
قال وزير الزراعة التابعة للحكومة السورية بدمشق إن حكومته لن تشتري القمح المزروع في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الذي كان مصدره بذوراً “فاسدة” وزعتها واشنطن على مزارعين في مناطق محددة بناحية القامشلي شمال شرقي سوريا.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية (موالية) عن وزير الزراعة “حسان قطنا” أن المحافظين التابعين للحكومة السورية يواصلون جمع القمح من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ومناطق خارجة عن سيطرة النظام أيضاً، باستثناء مناطق جرى توزيع بذور القمح فيها سابقاً من قبل “هيئة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”.
وبحسب ما نقلته الصحيفة تقوم الحكومة السورية بدفع “100” ليرة سورية زيادة على ثمن كل كيلوغرام قمح يأتي من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وذلك تشجيعاً للمزارعين من أجل البيع لحكومته، لكن الحكومة استثنت من هذا الدعم مناطق محددة تخضع لـ”قسد”.
ولم يشر الوزير إلى هذه المناطق بالاسم، وأضافت الصحيفة نقلاً عن الوزير أن الاستلام من المزارعين في مناطق (قسد) “يتم عبر شهادة المصدر (شهادة المرور)، وبالنسبة للمناطق التي زرعت بالبذور الفاسدة فهي معروفة والمزارعون الذين قاموا بزراعتها معروفون، وإنتاج هذه المناطق تحت الرقابة بما يضمن عدم وصولها إلى مراكز الاستلام”، بحسب ما يقول تقرير نشرته صحيفة “العربي الجديد” اليوم الاثنين.
ويقصد الوزير بـ”البذور الفاسدة” القمح الأميركي، وهي البذور الذي قامت واشنطن سابقاً بالإعلان عن توزيعها على فلاحين في منطقة القامشلي عبر “هيئة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” في إطار دعم المنطقة التي تحكمها “الإدارة الذاتية” التي تعدها واشنطن شريكاً لها في المنطقة.
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو موسم زراعة بذور القمح أعلنت السفارة الأميركية في سوريا عبر صفحتها على “فيسبوك” تقديم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ما يقارب 3 آلاف طن من بذور القمح العالية الجودة للمزارعين شمال شرقي سوريا مع بدء موسم زراعة القمح.
وذكرت مصادر مقربة من “قسد” لـ”العربي الجديد” أن الكمية التي كانت تريد واشنطن توزيعها لا تكفي حتى لأرض مزارع واحد في المنطقة، وكان هذا القمح الأميركي سيوزع في ناحية (تل حميس) التابعة لمدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة.
وذكرت واشنطن أن هذه الخطوة كانت لدعم “مئات المزارعين لإنتاج ما يقرب من 32 ألف طن متري من القمح العام المقبل، مما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع المزيد من الأزمات الاقتصادية”.
وتقول مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” إن رفض الحكومة السورية شراء هذا القمح لا يؤثر على المزارعين في المنطقة لأن “قسد” تشتريه أيضاً وإن كان أميركي المصدر، بل إن الأخيرة تجبر المزارعين على بيعه لها مهما كان مصدر بذوره، أميركياً أم سورياً أم تركياً، وتضيف أن تصريحات النظام هي للاستهلاك الإعلامي فقط.
وقالت المصادر إن معظم الكمية التي أعلنت واشنطن عنها في بداية الموسم ربما جرى طحنها وتحويلها للخبز لأنها أصلاً كمية غير كافية للزراعة، ويمكن لأي مزارع خلطها بالقمح السوري إذا كان لديه النوعان وبيعها في السوق.
وذكرت مصادر أن الكثير من الفلاحين بعد استلام الكميات من “الإدارة الذاتية” قاموا ببيع الكميات للمطاحن بعدما سمعوه من إعلام الحكومة السورية، وهناك مزارعون أكدوا أن هذا القمح تركي، وجاءت به أميركا من كردستان العراق، وهو ليس قمحاً أميركياً.
وبحسب مصادر محلية تتنافس “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قسد” مع الحكومة السورية في جمع القمح من الفلاحين في الحسكة شمال شرقي سوريا، وهي المنطقة الأكثر إنتاجية للقمح والشعير في سوريا وتعد خزان سوريا الغذائي، وهناك صراع إعلامي أيضاً.
وتضيف المصادر أن النظام حارب إعلامياً في وقت سابق بذور القمح ذات المصدر الأميركي والتركي بحجة أنها تهدد الزراعة والأراضي في سوريا بآفات وأمراض وتشكل خطراً عليها ونشر تقارير بذلك، لكن “الإدارة الذاتية” قالت حينها إنها لن تقوم بتوزيع القمح الأميركي إلا بعد إخضاعه للفحص والتحليل والتأكد من صلاحيته للزراعة.
وتعيش معظم مناطق الحكومة السورية، ومناطق “قسد”، أزمة مستمرة على مستوى الطحين والخبز رغم سيطرة الطرفين على المساحات الأوسع من الأراضي المزروعة بالقمح في سوريا.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.