الاثنين 13 حزيران/يونيو 2022
سوريا اليوم – دمشق
بعد مُضي أكثر من عشرة أيام على البدء بامتحانات الشهادة الثانوية في سوريا، لا يزال التوتر والقلق يرافقان راما محمد وهو اسم مستعار لطالبة بكالوريا علمي من منطقة المزة في دمشق.
وتُعد امتحانات الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي من أهم الامتحانات المرحلة الدِّراسية في سوريا حيث تقرر بموجبها مستقبل الطلاب الجامعي.
وهذا العام، يُعاني الطلبة من صعوبة الوصول إلى مراكز الامتحانات التي تم فرزهم إليها لتقديم موادهم وذلك بسبب قلة المواصلات وبُعد تلك المراكز عن مكان سكنهم، إضافةً إلى التوتر والقلق والخوف الذي يرافق الطلبة وذويهم، وخاصة أنها تقرر مصيرهم ومستقبلهم، بحسب تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم الاثنين.
وتطمح الفتاة (راما) لدخول كلية الطب لكن أسئلة مادة الرياضيات كانت معقدة وتحتاج لوقت أكثر من ثلاث ساعات لحلِّها وجاءت عكس المُتَوَقع.
وتتخوف الطالبة أن لا يتحقق حلمها في حال لم تحصل مجموع العلامات التي تؤهلها لدخول كلية الطب وهي الأعلى من بين جميع الكليات في الجامعات السورية.
وفي الثلاثين من أيار/مايو الماضي، بدأت امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها (العلمي والأدبي) والثانوية الشرعية والمهنية بفروعها (الصناعية والتجارية والنسوية) لدورة عام 2021-2022 في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وستستمر امتحانات الثانوية العامة بفرعها الأدبي إلى التاسع عشر من هذا الشهر ويكمل طلاب العلمي والثانوية الشرعية والمهنية لغاية 21 حزيران/يونيو الحالي.
وتحرص والدة راما، “على مرافقة ابنتها في كل صباح إلى المركز الامتحاني لتقوم بتهدئتها قبل الدخول للمركز”.
تقول الأم وهي في العقد الرابع من عمرها، “ابنتي لا تنام طوال الليل وتبقى مستيقظة والقلق يرافقها، فجميع المواد مرت على خير إلا الرياضيات كانت ضربة للطلبة”.
ومع اقتراب الامتحانات في كل عام، وأثناء تقديمها تزداد حالات القلق والتوتر لدى الطلاب، وهو ما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي، ليضاف إليها هذا العام قلة المواصلات التي زادت من قلقهم، خوفاً من عدم الوصول إلى مراكز الامتحانات في الوقت المحدد.
وهذا العام الدراسي وقبيل صباح الامتحان الأول في الشهادة الثانوية، توفي عمران دياب، وهو طالب في الثالث الثانوي من مدينة حمص، بجلطة دماغية بينما كان يتحضر للامتحان في غرفته.
وتسبب فقدان المواصلات وانقطاعها بتوتر وخوف كبيرين، لأحمد سعيد، اسم مستعار لأحد طلاب البكالوريا في منطقة صحنايا بريف دمشق.
يقول الطالب لـ”نورث برس”، إنه واجه مشكلة في إيجاد وسيلة نقل عامة تقله إلى مركزه الامتحاني الكائن في منطقة الميدان خلالَ تقديم مادة الرياضيات، حيث اضطر لأخذ تاكسي خاص خوفاً من التأخير على ساعة الامتحان.
ويشير إلى أن الخوف لا يزال يرافقه حتى الآن، إذ يخشى أن يحرم من تقديم مادة في حال لم يصل إلى مركز الامتحان في الموعد المحدد.
ذلك الخوف ووفقاً لما يذكره الطالب أثر على تقديمه لمادة اللغة العربية، “رغم أن الأسئلة كانت سهلة إلا أنني استعجلت في كتابة المواضيع بسبب ما مررت به يوم امتحان الرياضيات”.
ومن جانبها، تقول عبير علي (42 عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من سكان منطقة المزة بدمشق، “نعيشُ على أعصابنا منذ عام وزادت الحالة معنا خلال فترة تقديم الامتحانات”.
وتضيف السيدة وهي والدة طالبة بكالوريا علمي وطالب تاسع، “رغم كلّ المعوقات التي تعيشها كل الأُسرة في سوريا، بدءاً من الكهرباء وتأمين مستلزمات الحياة وصولاً إلى تكاليف المعاهد والدروس الخصوصية، نحاول أن نؤمن جواً تعليمياً مريحاً لأبنائنا”.
وتشير “علي” وهي موظفة حكومية إلى أنه لولا مساعدة شقيقها المغترب في دولة الإمارات لما تمكنت من تسجيل أولادها في المعاهد الخصوصية لتقويتهم وزيادة معارفهم لتقديم الامتحانات، “فالتعليم في المدرسة غير كافِ”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.