الأربعاء 5 تشرين الأول/أكتوبر 2022
سوريا اليوم – أربيل
تعدّد “نافية”، ما صنعته من مؤونة شتوية، حيث حضّرت المكدوس ودبس البندورة والملوخية والمربيات بأنواعها والأجبان والطحينة، ويبّست البامية والباذنجان وغيرها؛ من أصناف المواد التي ترتفع أسعارها في الشتاء.
تقول اللاجئة السورية، نافية شيخو، “اعتدنا على تحضير المؤونة مُذ كنا في سوريا، فالمرأة السورية منتجة، تحضّر كل أطباقها في منزلها لاستخدامها في الشتاء”، بحسب ما ينقل عنها تحقيق أعدته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة).
رغم غلاء أسعار الخضراوات وقلة فرص العمل، لم تستغنِ العائلات السورية اللاجئة في مخيّم “كوره كوسك”، في مدينة أربيل، عن عادة سورية شهيرة بتحضير مؤونة الشتاء، حيث واظبت النساء على هذه العادة الاجتماعية التي توارثنها عن أمهاتهنّ.
وبينما تعلّق “نافية”، البامية والباذنجان اليابسة على أحد جدران منزلها، تُضيف، “نحن لا نعتمد على الأطباق الجاهزة أو المعلّبات، نعتمد على ما تصنعه أيدينا، نحضّر طعام الشتاء في المنزل، لأنه يوفّر نقودنا، ويحافظ على صحتنا”.
وتتابع قائلة “خلال الشتاء يمكن لأفراد العائلة تناول ما يرغبون من الثلاجة، خاصة أنه خلال الشتاء ترتفع الأسعار، وتقل فرص العمل، فكل ما هو متوفر داخل المنزل خير وبركة”.
وتعتبر عادة تحضير المؤونة، عادة اجتماعية سورية معروفة بدأها الأجداد، عندما لاحظوا قساوة الشتاء، وصعوبة الخروج لتوفير الطعام، إضافة إلى أن بعض أصناف الطعام لا تتوفر خلال الشتاء، فبدلاً من شرائها معلّبة ومضافاً إليها مواد حافظة، فضّلوا تحضيرها في المنزل والاحتفاظ بها في الثلاجة.
ويبدأ طقس تحضير مؤونة الشتاء السوري، في آب/أغسطس، ويستمر حتى بدايات أيلول/سبتمبر، من كل عام؛ حيث تنهمك ربات المنزل بأعمال التخمير والتجفيف والسلق والتخزين كطقسٍ سنوي.
وتتضمّن مواد المؤونة؛ المربيات بكافة أنواعها، وتجفيف الخضراوات والفاكهة، والألبان والأجبان، والمواد المخلّلة، والمكدوس، ورب البندورة، ودبس الرمان، والعنب، والفلفل وغيرها.
وتعتمد بعض العائلات السورية في المخيّم؛ على زراعة أصناف من الخضراوات بالقرب من المنزل، كالملوخية والبامية والبصل والبندورة، وبالتالي لا تحتاج إلى إنفاق الكثير من المال لتحضير طعام العائلة.
وفي محله الخاص ببيع الخضراوات بمخيّم كوره كوسك، يقول شيار علي، إن سكان المخيّم يشترون مواد المؤونة بكميات قليلة، بسبب ارتفاع أسعار الخضراوات.
ويُباع الكيلوغرام من الباذنجان بـ500 دينار (35 سنت)، فيما يتراوح سعر الكيلوغرام من البندورة ما بين 500 و750 دينار (35 سنت – 50 سنت).
ويصل سعر الكيلوغرام من البامية إلى 2000 دينار(ما يعادل دولار ونصف)، ويتراوح سعر الكيلوغرام من الفليفلة والخيار ما بين 500 و750 دينار.
أسعار الجوز والفستق تكون أغلى، حيث يُباع الكيلوغرام من الجوز ما بين 8000 و12000 دينار(ما يعادل 6 إلى 9 دولارات)، في حين يُباع الكيلوغرام من الفستق بـ4000 دينار(2.75 دولار).
ودفع ارتفاع الأسعار وقلة المساعدات، بعائلة فرحة محمد، لتقليل الكميات المنتجة، وخاصة أنه لا معيل للعائلة، حيث يعيشان هي وزوجها في المخيّم لوحدهما.
وتقول “فرحة”، إنها فضّلت تحضير المؤونة؛ لأن أسعارها في الصيف أرخص من الشتاء، “وبذلك نوفِّر نقودنا ونحافظ على صحتنا، بالتأكيد تحضيرها بأيدينا أفضل، إنها عادة توارثناها عن أجدادنا”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.