الأحد 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
سوريا اليوم – متابعات
قالت مصادر صحفية إن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أجرى اتصالًا هاتفيًا بمركز عمليات قيادة القوات الجوية التركية القتالية، وبالطيارين المشاركين في العملية الجوية التركية التي استهدفت الليلة الماضية مواقع ضمن نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال سوريا، للتهنئة باستكمال العملية الجوية بنجاح.
وقال أكار، “هدفنا ضمان أمن 85 مليون مواطنًا لدينا وحدودنا، والرد على أي هجوم غادر على ببلدنا”، مؤكدًا أن العملية جرى التخطيط لها والتنفيذ بعناية ونجاح، وفق بيان لوزارة الدفاع التركية.
وخلال العملية جرى تدمير الملاجئ والمخابئ والكهوف والأنفاق والمخازن التابعة لـ”الإرهابيين” بنجاح كبير، إلى جانب قصف “مقر التنظيم الإرهابي” بإصابات مباشرة، “فقط الإرهابيون والمنشآت التابعة لهم جرى تدميرها”، أضاف أكار، بحسب ما نقل موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض) اليوم الأحد.
وحملت العملية التركية اسم “المخلب – السيف”، وانطلقت فجر اليوم الأحد مستهدفة مناطق في شمال العراق وسوريا، كانت تستخدم كـ”قاعدة من قبل الإرهابيين في هجماتهم ضد تركيا”.
وذكرت الوزارة أن العملية تأتي لمنع ما وصفتها بـ”الهجمات الإرهابية، ضد الشعب التركي والقوى الأمنية، من خلال تحييد “حزب العمال الكردستاني”، و”العناصر الإرهابية الأخرى” ( KCK / YPG)، لضمان أمن الحدود و”القضاء على الإرهاب من منبعه”، وفق البيان.
كما اعتبرت أن العملية تأتي تماشيًا مع حق الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وانحصرت العملية في نطاق الضربات الجوية، وقادها وأدارها من مركز عمليات القوات الجوية، كل من وزير الدفاع، ورئيس الأركان العامة، وقائد القوت البرية، وقائد القوات البحرية، وبدأت بعد تلقي الوزير إحاطة عن العملية من رئيس أركان القوات الجوية التركية.
وقال أكار “من الآن نبدأ عملية (المخلب – السيف)”، لتبدأ العملية وتقلع الطائرات لتنفيذ ضربات جوية أصابت أهدافها، قبل عودتها بأمان إلى قواعدها.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعطى أمر تنفيذ العملية خلا عودته من إندونيسيا بعد مشاركته في قمة قادة الدول العشرين، وفق ما نقله حساب “الرئاسة التركية” عبر تويتر.
عن بُعد
الصحفي التركي، ليفينت كمال، ذكر عبر “تويتر“، أن الطائرات الحربية التركية لم تدخل الأجواء السورية التي تخضع لسيطرة روسيا، خلال العملية، موضحًا أن الضربات انحصرت في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، وجرى قصفها على ارتفاعات عالية من الأجواء التركية.
وتولت الطائرات المسيرة “دون طيار” الاستهداف والكشف عن الأهداف في المجال الجوي السوري الخاضع لسيطرة الروس.
كما نقل الصحفي التركي لدى “ميدل إيست آي”، راغب صويلو، عن مصادر لم يسمها، أن الطائرات التركية لم تستخدم الأجواء السورية الليلة الماضية، خلال الغارات الجوية على أهداف تابعة لـ”وحدات حماية الشعب الكردية”.
التفجير عجّلها
الباحث في العلاقات الدولية، محمود علوش، أوضح لعنب بلدي أن العملية كانت متوقعة بطبيعة الحال، بناءً على تصريحات تركية متكررة، لكن ما سرّع بها ربما، التفجير الإرهابي الذي تعرضت له استانبول مؤخرًا.
علوش لفت إلى أن الاكتفاء بالضربات عبر الجو، دون تنفيذ عملية عسكريية برية، لا يعني بالضرورة أن خيار العمل البري غير مطروح على الطاولة، لكن العملية البريية لها الكثير من الشروط والظروف التي تتطلبها في هذه الحالة.
وبحسب الباحث، فالأمر لا يقتصر بالنسبة لتركيا على الاستعداد العسكري فحسب، في ظل وجود لاعبين فاعلين في هذا الملف (روسيا والولايات المتحدة وإيران)، إلى جانب مسار جديد للعلاقات التركية مع النظام.
وبيّن علوش أنه حتى لو لم تدخل الطائرات التركية المجال الجوي السوري، فإن مجرد تنفيذ العملية على طول الشريط الحدودي، في منطقة شرق الفرات، يحظى بالطبع بموافقة ضمنية روسية، قد تكون متأثرة بالشراكة المتنامية بين أنقرة وموسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي خلقت “تناغمًا أكبر” بين الطرفين، ربما، فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
“وقت الحساب”
وشمل القصف الجوي التركي مواقع متفرقة في أرياف حلب والرقة، تسيطر عليها “قسد”، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع التركية بدء عملياتها بالقول إن “وقت الحساب على الهجمات الغادرة بدأ”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، حينها، أن أصوات انفجارات متسلسلة دوت في مدينة المالكية شرقي محافظة الحسكة، وسط معلومات عن إخلاء “قسد” لنقطتين عسكريتين لها في محيط بلدة الدرباسية الملاصقة للحدود التركية.
مراسل عنب بلدي شمالي حلب، قال، إن غارات جوية تركية أيضًا طالت مواقع لـ”قسد” شمال وشرقي محافظة حلب، دون معلومات عن مواقع الاستهداف بدقة.
ونشر الصحفي التركي ليفينت كمال، عبر “تويتر”، أسماء سبع مدن وقرى شمالي سوريا قال إنها تعرضت لقصف جوي تركي مع بدء العملية التركية في المنطقة.
خسائر على الضفة الأخرى
وقالت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”، إن هناك 15 مفقودًا ومصابًا من قوات النظام السوري، في القصف التركي على منطقة شوارغة، إلى جانب تدمير مستشفى خاص بمرضى “كورونا المستجد”، في مدينة عين العرب.
الوكالة تحدثت يضًا عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في المالكية، بالإضافة إلى مقتل مراسلها عصام عبد الله، جراء قصف تركي تعرضت له قرية تقل بقل التابعة لمدينة المالكية.
وكالة “نورث برس”، ذكرت عبر “فيسبوك”، أن 15 عنصرًا من قوات النظام السوري بين قتيل ومصاب بغارات تركية استهدفت ريف حلب الشمالي.
كما نقلت الوكالة عن هيئة الصحة في “الإدارة الذاتية”، أن حصيلة القصف التركي خلال 12 ساعة بلغت 11 قتيلًا.
من جانبها، اكتفت الوكالة السورية للأنباء الحكومية “سانا” بالنقل عن مصدر عسكري، أن “عدداً من العسكريين ارتقوا شهداء نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم”، دون تحديد عدد القتلى.
وذكرت “سانا“، نقلًا عن مراسلها، أن الطيران التركي استهدف عددًا من المواقع جنوب غرب الدرباسية، ومحيط المالكية، وقرية تل حرمل، شمال بلدة أبو راسين، بالريف الشمالي، ما أدى إلى “ارتقاء شهداء وأضرار مادية كبيرة في المنازل”.
منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أكد خلال كلمته في “حوار المنامة” الذي بدأ أعماله أمس السبت، في العاصمة البحرينية، دعم الولايات المتحدة أمن واستقرار الحدود التركية، مجددًا إدانة بلاده لهجوم اسطنبول وأي هجوم إرهابي، “لا نريد ما يهدد الاستقرار”.
تهديد؟
من جانبه، اعتبر قائد “قسد”، مظلوم عبدي، أن القصف التركي يهدد المنطقة بأسرها، وأنه لا يصب في مصلحة أي طرف، مشيرًا لبذل جهود في سبيل تجنب وقوع كارثة كبرى، وفق قوله.
عبدي اعتبر أيضًا بالتزامن مع انطلاق العملية التركية، أن الهجمات لن تقتصر على مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، ودعا العائلات للبقاء في المنازل والالتزام بتوجيهات القوى الأمنية.
وجاء في بيان لـ”الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، اليوم الأحد، أن “دولة الاحتلال (في إشارة إلى تركيا) تبحث عن حجج ومزاعم توهم بها الداخل التركي، للقيام بعمليات عسكرية عدوانية في الخارج لمحاولةً إلقاء فشل سياستها على تلك الجهات”، وفق نص البيان.
تحذير سابق
وكانت القنصلية الأمريكية في أربيل حذرت رعاياها من السفر إلى شمال شرقي سوريا وشمالي العراق، مشيرة إلى مراقبتها “تقارير موثوقة، عن عمل عسكري تركي محتمل، في سوريا والعراق”.
وعلّقت الحكومة السورية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، على حادثة التفجير في منطقة تقسيم بمدينة استانبول التركية (13 من الشهر نفسه)، بأن “سوريا تدين الإرهاب أينما كان”، وذلك على لسان وزير الخارجية، فيصل المقداد، الذي حذّر أنقرة من استغلال للحادثة، للقيام بنشاطات أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجرًا، وفق تعبيره.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، ارتفاع عدد قتلى الانفجار في شارع الاستقلال، إلى ستة أشخاص وإصابة 53 آخرين، إلا أن عدد المصابين ارتفع لاحقًا إلى أكثر من 80، وفقًا لبيانات رسمية.
وسبق لأنقرة أن لوّحت بعمليات عسكرية في المنطقة، لتأمين أمنها القومي، الأمر الذي تقابله واشنطن، التي تدعم “قسد”، بالرفض.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.