السبت 15 تموز/يوليو 2023
سوريا اليوم – الرقة
رغم أن منزله لا يبعد عن مياه نهر الفرات سوى مسافة 2 كم، إلا أن حسن يضطر لشراء برميل المياه بـ 3 آلاف ليرة، لقضاء حاجات منزله وتأمين مياه للشرب، بعد انقطاع وشح كبير دام نحو شهر بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.وزيادة على عجزه في تأمين تكاليف المعيشة، يتكلف حسن الحسين (38 عاماً) من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، كغيره من سكان البلدة، لتعبئة خزانات المياه الموجودة في منزله عن طريق الصهاريج، أكثر من 300 ألف ليرة شهرياً ثمن تعبئة خمسة براميل.
وتعاني قرى في ريف الرقة الشرقي قريبة من نهر الفرات، من انقطاع مياه الشرب، حيث أثّر انخفاض منسوب نهر الفرات على محطات المياه في الرقة، شمالي سوريا، وتسبب بتراجع أدائها، إذ اضطرت الكثير منها لتوصيل قساطل للحاق بمجرى النهر، بحسب تحقيق نشرته اليوم السبت وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة).
ونتيجة النقص الحاد في مياه الشرب والذي تزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، لا يجد “الحسين” بديلاً عن شراء المياه من الصهاريج، رغم جهله بمصدرها، ويضطر لذلك نتيجة عدم امتلاكه آلية يجلب فيها المياه من النهر الذي لا يبعد عنه سوى 2كم.
ومنذ شباط/ فبراير 2020، وإلى الآن، تستمر تركيا بحبس مياه نهر الفرات، ما أدى لانخفاض كبير في منسوبه، أدى لتلوث مياهه، وتسببها بأمراض وأوبئة، كما أن مياهه باتت تحتاج الكثير من التعقيم من محطات المياه.
ينذر شراء السكان لمياه الشرب مجهولة المصدر بانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة بعد الانخفاض الكبير في مجرى النهر والذي باتت مياهه ملوثة، وبؤرة لانتشار الأوبئة، من أمراض جلدية وكوليرا وغيرها.
يرى أحمد العيد (43 عاماً) من سكان بلدة الجديدات شرقي الرقة، الذي يعاني من ذات المشكلة، أن الزمن عاد بهم إلى عقود مضت كانت تستخدم فيها “الحمير” لنقل المياه إلى المنازل. يقول الرجل لنورث برس: “بات بعض السكان يجلب المياه على ظهور الحمير”.
ازدادت معاناة سكان في ريف الرقة الشرقي من انقطاع مياه الشرب، بعد توقف 9 مضخات رئيسية عن العمل، بسبب تدني منسوب المياه.
ويقصد “العبد” محطة المياه على نهر الفرات والتي تبعد عنه مسافة 1 كم، إلا أنه يتكلف ثمن تعبئة البرميل 3500 ليرة سورية، لينقلها على حماره وسط غياب الصهاريج.
ونتيجة عدم قدرة سكان على شراء المياه من الصهاريج الجوالة، لجأ بعضهم لطرق بدائية لجلب المياه.
ويستخدم عبد الله المانع (49 عاماً)، وهو من سكان قرية لكسون الواقعة غرب بلدة الكرامة شرقي الرقة، جراره الزراعي لجلب المياه من نهر الفرات، نتيجة عدم قدرته على شرائه من الصهاريج، وكونه لا يثق بمصدرها.
ويقول الرجل إن مياه الشرب أصبحت مصدراً لجني المال من قبل البعض، إذ يستغلون حاجة السكان لها.
ويعد نهر الفرات شرياناً رئيسياً للمناطق المتواجدة على ضفافه، نضراً لاعتمادهم على مياهه في الزراعة والشرب وسقاية ماشيتهم.تواصلت نورث برس، مع عبد الحميد الرحيل، مدير مكتب مياه الكرامة، وخالد الخمري وهو رئيس وحدة مياه الكرامة، للاستفسار عن المشكلة وإذا ما كان هناك حلول، لكنهما رفضا الإدلاء بأي تصريح.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.