الخميس 10 آب/أغسطس 2023
سوريا اليوم – دمشق
عادت قيمة الليرة السورية للانخفاض مجددًا، بعد أيام على تسجيل تحسن طفيف في قيمتها أمام العملات الأجنبية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على بث مقابلة تلفزيونية مع الرئيس السوري بشار الأسد على قناة “سكاي نيوز عربية“.
وسجل سعر مبيع الدولار الأمريكي اليوم الخميس 13450 ليرة سورية، وسعر شرائه 13250 ليرة.
بينما سجل سعر مبيع اليورو 14769 ليرة وسعر شرائه 14544، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
وعدّل مصرف سوريا المركزي أمس الأربعاء، سعر العملات الأجنبية أمام الليرة في نشرة “الحوالات والصرافة” الصادرة عنه، وحدد فيها سعر صرف الدولار بـ10100 ليرة بدلاً من 9900 ليرة، وهو إجراء لم يقم به منذ 18 تموز/يوليو الماضي رغم تذبذب قيمة الليرة.
وبحسب موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض) فقد عادت قيمة الليرة السورية للانخفاض بعد أيام على تسجيلها تحسنًا ملموسًا في قيمتها دون إعلان الأسباب الحقيقية وراء ذلك، إذ سجل الدولار في نهاية تموز/يوليو الماضي نحو 13200 ليرة سورية، فيما سجل منذ مطلع آب الحالي أرقامًا أقل، ووصلت قيمة الليرة إلى نحو 11700 ليرة للدولار الواحد خلال هذه الفترة.
وفي 11 تموز/يوليو الماضي، كسر الدولار الأمريكي للمرة الأولى في تاريخ الليرة السورية حاجز عشرة آلاف ليرة، لتبدأ مسيرة التدهور المتسارع.
وبعد أسابيع على التدهور، تعهدت حكومة النظام باتخاذ إجراءات لضبط سعر الصرف، إذ أشار رئيس الحكومة، حسين عرنوس، إلى ما وصفه بـ”سلسلة من القرارات ومن مشاريع الصكوك التشريعية التي تعطي المزيد من الارتياح لقطاع الأعمال ولتوفير التمويل اللازم لعملية الاستيراد”، وفق عدة ملامح.
مقابلة الأسد
ويتساءل المراقبون إن كان ثمة علاقة بين عودة الليرة السورية إلى الانخفاض وبين المقابلة التي بثتها قناة “سكاي نيوز عربية” مساء أمس الأربعاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد فيها مواقفه السابقة من الأزمة السياسية في البلاد دون تغيير، في الوقت الذي اعترف فيه بغياب الخدمات الأساسية في سوريا من كهرباء وماء وصحة وتعليم.
وفي حديث خاص للقناة التي مقرها أبوظبي، استغرق نحو نصف ساعة، تناول الأسد مجموعة من المواضيع والقضايا على المستوى الداخلي والعربي، من خلال إجابته على 26 سؤالاً.
ونفى الرئيس السوري وجود مطالب داخلية برحيله عن السلطة رغم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن والبلدات السورية منذ عام 2011، معتبرًا أن “الرئيس” يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل، وليس بسبب ضغط خارجي أو حرب خارجية، “أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة، والهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق”، على حد قوله.
كما قلل من حجم الاحتجاجات التي طالبت برحيله، معتبرًا أن العدد الكبير للمتظاهرين لم يتجاوز في أحسن الأحوال مئة ألف ونيّف، على حد تعبيره.
وحمّل الأسد ما قال إنه “الإرهاب” مسؤولية الدمار في سوريا، وتطرق أيضًا إلى العلاقات مع الدول العربية، ووصف العلاقات العربية- العربية بـ”الشكلية”، موضحًا أن العودة إلى الجامعة العربية ستبقى شكلية مالم يجري الوصول إلى مرحلة وضع الحلول، وأن الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي.
وفيما يتعلق بالمعارضة، أشار الأسد إلى أنه يعترف بالمعارضة “المصنعة محليًا” التي تمتلك قاعدة شعبية، لا “المصنعة خارجيًا”، على حد تعبيره.
عودة اللاجئين
وجدد الأسد ربطه عودة اللاجئين السوريين بالواقع المتردي في مناطق سيطرة حكومته، نافيًا سجن أي شخص من أقل من نصف مليون سوري عادوا خلال السنوات الماضية، رغم وجود مطالب تركية ضمن مسار التقارب، وعربية ضمن “المبادرة الأردنية” تركز على ضرورة الحصول على ضمانات لعودة اللاجئين، إلى جانب تقارير إعلامية وحقوقية حول اعتقال سوريين عادوا إلى مناطق سيطرة النظام، بحسب ما ذكر موقع “عنب بلدي“.
وقال الأسد، “لماذا توقفت هذه العودة؟ توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب”.
وحول المخدرات، نفى الأسد صلة نظامه بمسألة تهريبها، محملاً المسؤولية لـ”الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا”، وفق تعبيره.
وسبق هذا النفي من الأسد في أيار/مايو الماضي، الحديث عن عرض سعودي قدمته الرياض للرئيس السوري خلال زيارة وزير خارجيتها إلى دمشق في 18 نيسان/أبريل الماضي، ومفاده أن السعودية اقترحت تعويض النظام السوري خسارة تجارة “الكبتاغون” في حال توقفها.
ونقلت حينها وكالة “رويترز”، أن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، وفق تقديرات الرياض لقيمة التجارة.
“تحت شروط أردوغان”
وعند سؤاله عن إمكانية لقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الأسد إن الهدف بالنسبة له هو الانسحاب التركي من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان “شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، مشددًا على أن اللقاء لا يمكن أن يتم “تحت شروط أردوغان”، وفق قوله.
وعند سؤاله عن تصريحات الرئيس التركي التي تشدد على بقاء القوات التركية في سوريا لمحاربة “الإرهاب”، صعد الأسد لهجته ضد أنقرة، معتبرًا أن “الإرهاب الموجود في سوريا هو صناعة تركية. جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا، إذاً عن أي إرهاب يتحدث؟ (في إشارة إلى أردوغان)”.
وعلى المستوى الاقتصادي، اعتبر الأسد أن العقبة الأكبر أمام الاقتصاد السوري ليست قانون “قيصر”، بل “تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين”، وصورة الحرب التي تمنع المستثمرين من التعامل مع السوق السورية.
وبالحديث عن العلاقات مع الدول العربية، قال الأسد “نحن لم نبدأ هذه القطيعة ولم نقم بأي عمل ضد أي دولة عربية (..) هل هناك طريقة أخرى أفضل؟ إذا كانت هناك طريقة أخرى أفضل نتمنى أن نُنصح بها لنتبعها، لا يوجد لدينا مانع”.
الدعم الروسي والإيراني والعلاقة مع “حماس”
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، الدعم الذي قدمته إيران وروسيا لنظامه مهماً جداً لسوريا، مؤكداً أن هذا الدعم ساعد سوريا على الصمود في مواجهة الأزمة التي عصفت بالبلاد.
وقال الرئيس السوري: “كان لدعم أصدقائنا (إيران وروسيا) تأثير مهم في بقاء سوريا صامدة”، بحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم” الناطق بلسان الحكومة الروسية بالعربية.
في حين أشار إلى أن العلاقة بين دمشق وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا يمكن أن تعود إلى سابق عهدها في الوقت الحالي.
ورد الأسد على سؤال حول العلاقة مع “حماس” بعد موقفها من النظام في بداية الأزمة السورية، قائلاً: “بعد كل ذلك الوقت، أريد أن أوضح نقطة صغيرة، أن البعض من قادة “حماس” كان يقول إن سوريا طلبت منهم أن يقفوا معنا. كيف يقفون معنا، كيف يدافعون عن الدولة السورية، هم لا يوجد لديهم جيش وهم بضع عشرات في سوريا وهذا الكلام غير صحيح”.
وأضاف الأسد: “الموقف نحن أعلناه بأكثر من مناسبة بأنه موقف غدر، ليس لأننا وقفنا معها، لكن لأنها كانت تدعي المقاومة في ذلك الوقت، وأنا أتحدث عن القيادات، لا أتحدث عن كل “حماس”، فأنا لا أعرف كل “حماس”، التي ادعت أنها تقف مع المقاومة، هي نفسها التي حملت علم الاحتلال الفرنسي لسوريا، فكيف يمكن لشخص يدعي المقاومة أن يقف مع احتلال نتج باحتلال أمريكي وتركي وعدوان إسرائيلي تحت علم محتل فرنسي؟!”.
ورأى الرئيس السوري أن “هذا الموقف هو مزيج من الغدر والنفاق”، متابعاً: “أما علاقتنا اليوم، هي علاقة ضمن المبدأ العام. نحن نقف مع كل طرف فلسطيني يقف ضد إسرائيل لكي يسترد حقوقه، هذا مبدأ عام”.
وعما إذا يمكن أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه في السابق، رد الرئيس الأسد بالقول: “لا، حالياً ليس لديها مكاتب في سوريا، ومن المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء. لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية بالنسبة إلينا”.
تولي السلطة
وفي سياق آخر، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لم يكن لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد أي دور في جعله رئيساً، مؤكداً أنه بلغ منصبه عبر حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بعد وفاة الأسد الأب.
وأشار الأسد في في المقابلة، رداً على سؤال حول وصوله إلى الرئاسة، وهل سيكون لابنه حافظ دور سياسي في مستقبل سوريا، إلى أنه بالنسبة له شخصياً، لم يؤمّن والده الراحل له أي منصب مدني أو عسكري “كي أكون من خلاله رئيساً”، مبيناً أنه لم يناقش معه هذه النقطة حتى في الأسابيع الأخيرة من حياته، كما أضاف أنه “كان (الأب) مريضاً في ذلك الوقت”.
وأضاف: “نفس الشيء، العلاقة بيني وبين ابني هي علاقة عائلة، لا أناقش معه هذه القضايا، وخاصة أنه ما زال شاباً وأمامه مستقبل علمي، أمامه مسار علمي لم ينهه بعد، هذا يعود لرغباته. أما على مستوى العمل العام فهو يعود للقبول الوطني لأي شخص إن كان هو لديه رغبة بالعمل العام، لكن أنا في الحقيقة لا أفضل ولا أرغب بمناقشة هذه التفاصيل معه، لا الآن ولا لاحقاً”، على حد قوله.
وتعتبر هذه المقابلة الإطلالة الإعلامية الأولى للأسد عبر شاشة عربية منذ عام 2013، حين أجرى حديثًا خاصًا لقناة “الميادين” اللبنانية، المقربة من “تيار المقاومة”، وحاوره حينها الإعلامي غسان بن جدو.
وخلال السنوات الماضية، أجرى الأسد لقاءات وأحاديث إعلامية خاصة مع وسائل إعلام روسية ناطقة بالعربية، بشكل متكرر.
كما أجرى عدة مقابلات في آذار/مارس الماضي، خلال زيارته إلى موسكو، وجرى الحديث خلالها حينها عن إمكانية العودة إلى الجامعة العربية، والعلاقات مع العرب، قبل تجلّي “المبادرة الأردنية”، وعقد لقاءات عربية لأكثر من مرة على مستويات وزارية في السعودية والأردن لبحث الملف السوري.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.