الجمعة 6 تشرين الأول/أكتوبر 2023
سوريا اليوم – دمشق
قُتل 15 مدنياً وأصيب 81 آخرون بينهم أطفال ونساء من جراء هجمات ممنهجة شنتها قوات الجيش السوري في تصعيد مستمر على مناطق شمال غربي سوريا لليوم الثالث على التوالي.
وقال موقع تلفزيون سوريا (معارض) إن حصيلة اليوم الجمعة، بحسب الدفاع المدني، بلغت 15 مدنياً قتلوا وأصيب 81 آخرون بينهم 19 طفلاً و13 امرأة من جراء هجمات إرهابية ممنهجة شنتها قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أكثر من 15 مدينة وبلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب.
وكان 89 شخصاً مدنيين وعسكريين قُتلوا، وأصيب 277 شخصاً، نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص أمس الخميس، وجهت فيه دمشق أصابع الاتهام إلى جهات “إرهابية” لم تسمّها، إلا أنها ألمحت إلى انتمائها للمعارضة.
ورداً على “مجزرة حمص” و”مجازر الشمال السوري” بين أمس الخميس واليوم الجمعة، وجه حزبان سوريان معارضان تحذيرات بشأن استهداف العملية السياسية في البلاد، معتبرين عمليات القتل تخدم “تجار الحرب والدمار”.
“الإرادة الشعبية”: أعداء الحل يشترون الوقت بالدم السوري!
فقد قال حزب الإرادة الشعبية (معارض) إن “الكارثة الفظيعة” التي حدثت أمس الخميس في الكلية الحربية في حمص أعادت إلى الذاكرة السورية الجريحة، مشاهد العنف والألم والموت التي سادت البلاد طوال سنوات طويلة متتالية.
وأضاف الحزب، الذي يرأسه قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري السابق، في بيان: إن “هذه الكارثة الجديدة، وقبل أي شيء آخر، تعيد التأكيد على أنّ المأساة السورية ستبقى مستمرة، وستزداد عمقاً طالما لم يتم حلها بشكلٍ جذري، وعلى أساس الحل السياسي الشامل المستند إلى القرار 2254 الذي لا يعني فقط امتلاك الشعب السوري لحقه في تقرير مصيره، بل ويعني أيضاً القضاء على الإرهاب بشكل كامل، ويعني خروج القوات الأجنبية جميعها من الأرض السورية”.
وتابع البيان يقول: “أياً تكن الأدوات التي نفذت هذه الجريمة البشعة، فإنّ أصحاب المصلحة الأولى والأخيرة فيها هم أعداء الحل السياسي الخارجيون وفي مقدمتهم الصهيوني والأمريكي، والداخليون وفي مقدمتهم تجار الحرب والموت، والذين كانوا وما يزالون يشترون الوقت بالدم السوري، ويعملون ضد الاستحقاقات التي تفرضها الوقائع، والتي تدفع باتجاهها القوى الوطنية السورية، والدول ذات المصلحة في الاستقرار وإنهاء الأزمة”.
وختم الحزب بيانه بالقول: “إنّ الاستحقاقات المتعلقة بكسر الحصار والعقوبات الغربية، بالتوازي مع انطلاق الحل السياسي وبدء عملية التغيير الحقيقية لمصلحة سورية والسوريين، هي استحقاقات قائمة لن يمنعها هدر مزيد من الدماء السورية، حتى ولو حاول أعداء الحل استخدامها لتأجيل تلك الاستحقاقات أو تأخيرها أو تعطيلها”.
“التجديد الوطني”: الرد على المجزرة يكون بالحل السياسي
من جهتها، قالت حركة التجديد الوطني (معارضة) إنها تدين بأقسى العبارات “مجزرة الخميس الدامي” في حمص، والمجازر التي تلتها منذ الأمس في الشمال السوري، حيث قُتل ويُقتَل عشرات الضحايا ويسقط مئات المصابين مصدومين يبحثون عن تفسير ما جرى، ولماذا يتم استهدافهم، بحسب تعبيرها.
وأضافت الحركة، التي يرأسها عبيدة نحاس، في بيان: “وإذ تقدم الحركة تعازيها إلى العائلات المكلومة في طول سورية وعرضها، وتعزي جميع الأمهات والعائلات السورية بأبنائهن الذين سقطوا في محرقة الأعوام الاثني عشر الأخيرة من مئات آلاف السوريين الذين قُتلوا دون ذنب، فإنها تحذر من أن يكون الرد على “جريمة قتل مدنيين دون تمييز”، هو ارتكاب المزيد من “جرائم قتل المدنيين دون تمييز” في باقي الوطن السوري”.
وتابعت تقول: “من المؤلم أن أبناء شعبنا بكل أطيافهم ومناطق تواجدهم ما زالوا يتجرعون سمّ الموت، الذي يحلّ عليهم من كل صوب، فيُدمر عائلاتهم، ويثكل أمهاتهم، ويرمّل نساءهم، وييتّم أطفالهم. ولكن من العبث أيضاً نسبة جرائم القتل إلى “مجهول”، إذ لا بد من التأكيد أن الشعب السوري كله اليوم يدفع ثمن قرارات سياسية خاطئة ارتُكبت، وما زالت تُرتكب، منذ أكثر من 12 عاماً”.
وأكدت الحركة أن “الأزمة الوطنية الشاملة بدأت منذ قرار استهداف المدنيين من متظاهري “الثورة السورية” سلمياً بالرصاص في عام 2011، ثم انتشار القتل العشوائي لأبناء الشعب السوري بكل أنواع الأسلحة، والذي تورطت فيه حكومة البلاد التي كان منوطاً بها رعاية مواطنيها جميعاً وحمايتهم، ثم التحقت بالركب ميليشيات وفصائل مسلحة، مثل “داعش” وأخواتها، لينتهي الأمر بأن يصبح الوطن مستباحاً من قوى خارجية وجدت فرصتها السانحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية، على أرضنا، وبأجسادنا”.
ومضى البيان موضحاً: “ونحن اليوم، بدل أن نحيي الذكرى الخمسين لحرب العاشر من رمضان (6 تشرين الأول) 1973، التي حقق فيها السوريون الانتصار على عدوهم حين حاربوا جنباً إلى جنب، من أجل تحرير أرضهم؛ نجد أنفسنا نتجرع مرارة آلام القتل على أيدي شركاء الوطن، والغرباء، ويتبادل أبناء وطننا القتل، والتخوين والاتهامات، أو صيحات الشماتة القبيحة”.
وأشارت الحركة إلى أن “استمرار رفض الحوار السوري – السوري، المفضي إلى توافقات وطنية، يتحمّل مسؤوليته الذين يعطّلون قطار التسوية، مفسحين المجال أمام المتعطشين لسفك الدماء السورية، وتاركين باب المستقبل مفتوحاً على الخراب”.
واختتمت بيبانها بالقول: “في وجه القتل والدمار، تؤكد حركة التجديد الوطني أنها سوف تستمر بالعمل جاهدة، جنباً إلى جنب، مع العاملين المخلصين من أجل مخرج حقيقي من الأزمة الوطنية الشاملة، عبر حوار وطني ينتج حلاً سياسياً، يقطع الطريق على تجار الدم والحرب الذين يسعون لتدمير أي إمكانية للحل، لاسيما وقد أعلنت الأطراف السورية توافقها على العمل ما جاء في القرار 2254”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.