الأحد 11 شباط/فبراير 2024
سوريا اليوم – القامشلي
فتح فقدان ستة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، حياتهم، يوم الاثنين 5 شباط/فبراير الجاري، نتيجة استهداف مسيرة إيرانية قاعدة حقل العمر النفطي في دير الزور، شرقي سوريا، احتمالات دخول “قسد” على خط النار في الصراع الإيراني – الأميركي.
وتبنى فصيل “المقاومة الإسلامية” في العراق الموالي لإيران، حادثة استهداف مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي دفع “قسد” لإصدار بيان قالت فيه، إن القوات العسكرية أجرت تحقيقاً في الهجوم الذي استهدف أكاديمية تدريب لقوات الكوماندوس في “قسد”، وثبُت تنفيذه من قبل “ميليشيات مدعومة من إيران”.
وأضافت أن الجماعة استخدمت مناطق غربي الفرات؛ حيث السلطة الفعلية للفصائل الإيرانية، لتنفيذ الهجوم على أكبر القواعد الأميركية في سوريا، بحسب تحقيق لوكالة “نورث برس” السورية المحلية (معارضة) اليوم الأحد.
استبعاد التدخل
يقول أيمن عبد النور، الإعلامي والسياسي السوري المقيم في واشنطن، إن هناك تغيراً في المعطيات، بين واشنطن وطهران، بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.
وبحسب السياسي المعارض، فإن المعطيات هي “سحب طهران كبار الضباط والقيادات إلى إيران وإعادة توزيع مناطق تواجدها، فضلاً عن إعادة سحب الميليشيات العراقية التابعة لطهران لجزء من قياداتها وإعادة تموضع الجزء الآخر وتغيير أماكن مخازن الأسلحة”.
ويضيف عبد النور لنورث برس، أن القوات الأميركية وعلى غرار الفصائل التابعة لإيران، قامت بتغيير تموضع قواتها في قواعدها المتواجدة في شمال شرقي سوريا. بمعنى أن مقاتلي قسد باتوا يتمركزون في القواعد التي كانت سابقاً لأميركا.
وعن فقدان ستة مقاتلين من “قسد” حياتهم، الأسبوع الفائت، يقول السياسي، إن “الهدف كان الجنود الأميركيين، ولكن بسبب تغيير الأماكن كانت الضحية مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية”.
ويتواجد 900 عنصر من قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، في خمس قواعد رئيسية في شمال شرقي سوريا، وهي قاعدتين في دير الزور في حقلي العمر وكونيكو، وقاعدة في الشدادي وأخرى في الحسكة، فضلاً عن تواجدها بقاعدة رئيسية أخرى في رميلان، إضافة إلى مراكز مراقبة متنقلة في المنطقة.
ويشير إلى أنه بعد الضربات الأميركية “ما زالت الميليشيات العراقية ترغب بالتصعيد وقتل جنود أميركان”.
ومن وجهة نظر عبد النور، فإن “قسد” لا ترغب في التدخل في الصراع الأمريكي – الإيراني، ولكن “قد تتطور الأمور لمناوشات وليس لهجوم منظم، وهناك احتمالية أن تتعرض قسد لهجوم آخر. خاصة عناصر حماية المخيمات والآبار النفطية والمتواجدة بالقرب من القواعد الأمريكية”.
التعليق الأميركي
وبعد إعلان الفصائل الموالية لإيران استهداف قوات سوريا الديمقراطية، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين الماضي، لنورث برس، إن واشنطن “سترد بشكل مناسب ومتناسب على الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية وقوات التحالف في كل من سوريا والعراق”.
وبين أن شراكتهم مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مستمرة ومتواصلة.
وأضاف: “نحن نعلم أن إيران تدعم هذه الميليشيات التي تواصل مهاجمة قواتنا، والأمر متروك لإيران لوقف هذه الجماعات، وسوف يرد الجيش الأميركي للدفاع عن قواتنا عند الضرورة وبالطرق المناسبة”.
وأشار المسؤول في رده عبر البريد الإلكتروني، أن رسالة الولايات المتحدة بشأن الضربات الأخيرة على مواقع في سوريا والعراق واضحة، مبيناً أنهم لا يريدون زيادة التصعيد والصراع في المنطقة.
وأوضح المسؤول الأميركي، أن الولايات المتحدة ستواصل شراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في جهودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي لا يزال يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
حرب بالإنابة
واعتبر الخبير الأمني، عصام الفيلي، أن استهداف فصيل موال لإيران، لقوات سوريا الديمقراطية يمثل تغييراً في استراتيجية المواجهة الإيرانية – الأميركية.
وقال الفيلي، وهو أستاذ في العلوم السياسية وخبير في الشأن الأمني، إن الضربة الأخيرة جعلت طبيعة المواجهة مفتوحة، عبر استراتيجية “الحرب بالإنابة”، مشيراً إلى أن طبيعة الأهداف تدل على ذلك، إذ تعتبر قاعدة حقل العمر أكبر القواعد الأميركية في سوريا.
وأضاف الخبير العراقي لنورث برس، أن المواجهة الإيرانية الأميركية في سوريا والعراق “تأخذ طابع ضرب الوكلاء”.
ولم تشر “المقاومة الإسلامية” الموالية لإيران في بيان تبني الهجوم، إلى أنه جاء رداً على القصف الأميركي الذي استهدف 85 موقعاً لفصائل إيرانية في سوريا والعراق، وفقاً للفيلي.
وفجر السبت السابق للحادثة، شنّ الجيش الأميركي غارات جوية على 85 موقعاً في سوريا والعراق، استهدفت فصائل مرتبطة بإيران، وخلّفت الضربات نحو 40 قتيلاً وجريحاً.
وقال “الفيلي” إن إيران وأميركا يتجنبان الصدام المباشر عبر ضرب الوكلاء في المنطقة، وتجلّى ذلك في ضرباتها الأخيرة، بينما استُهدفت قاعدة العمر من الأراضي السورية.
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، ونتيجة هجوم حماس على إسرائيل وبدء الحرب الإسرائيلية مع حماس التي تدعمها طهران بدأ فصيل “المقاومة الإسلامية” بالظهور واستهداف القوات الأميركية في الشرق الأوسط “انتقاماً لـ غزة وحماس” وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لـ 169 هجوماً”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.