الأربعاء 27 آذار/مارس 2024
سوريا اليوم – دمشق
تعتزم غرف التجارة السورية التابعة لحكومة دمشق إرسال وفد إلى السعودية، الشهر المقبل، في خطوة جديدة باتجاه تطبيع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين عقب عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض بعد قطيعة دامت أكثر من عقد.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية (موالية) عن محمد أبو الهدى اللحام، رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، قوله إن “الاتحاد يعتزم إرسال وفد إلى الرياض”، مشيرا إلى أنه “من المقرر أن تتم الزيارة في الرابع والعشرين من شهر نيسان/أبريل المقبل”.
وكشف أن الاتحاد يحضّر للزيارة “من أجل الوصول إلى نتائج مهمة جداً لتحسين العلاقات التجارية”، مضيفا أن “العلاقة مع السعودية متميزة”.
وأشار اللحام إلى أن “الرياض سمحت منذ نحو 8 أشهر بتصدير المواد والبضائع من السعودية إلى سوريا، سواء أكانت هذه المواد ذات منشأ سعودي أم ذات منشأ أجنبي وموجودة في السعودية”.
واعتبر أن “هذا القرار من التسهيلات الكبيرة التي صدرت عن السعودية وساهم في تحسن العلاقات التجارية بين البلدين”، مشيراً إلى أن “المنتجات الزراعية السورية باتت مرغوبة ومطلوبة في السعودية”.
وكان اللحام قد زار المملكة في منتصف العام الفائت للمشاركة في مؤتمر الأعمال العربي الصيني، والتقى في الرياض مع رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي، واتفقا على إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي واستئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية بين الجانبين، بحسب صحيفة “العربي الجديد“.
وكانت الرياض قد أغلقت سفارتها في دمشق في آذار/مارس عام 2012، بسبب ما اعتبرته تعنّت النظام السوري ورفضه التجاوب مع الجهود العربية لحل الأزمة السورية بعد عام من انطلاق الثورة.
ونشطت السعودية بعد ذلك في دعم المعارضة السورية من خلال “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي كان قد تشكل في عام 2012.
ودفعت الرياض هيئات ومجالس وتيارات المعارضة السورية إلى عقد اجتماع في المملكة في أواخر عام 2015، عُرف بـ”الرياض 1″، انبثقت منه “الهيئة العليا للمفاوضات” التي تشرف على التفاوض مع النظام.
ولكن الموقف السعودي تجاه الحكومة السورية بدمشق تبدل في بداية العام الفائت، حيث كان للرياض الدور الأهم في تعويم نظام دمشق عربياً من خلال إعادته إلى الجامعة العربية في القمة التي عقدت في مدينة جدة في أيار/مايو من العام الفائت، وحضرها الرئيس السوري بشار الأسد.
وتأثر حجم التبادل التجاري بين سوريا والسعودية بعد انطلاق الثورة السورية وتحديداً في عام 2013 مع خروج معبر نصيب الحدودي مع الأردن عن سيطرة حكومة دمشق.
وفي العام الفائت، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن الصادرات السعودية إلى سوريا تجاوزت 83 مليون ريال (نحو 22 مليون دولار) في الربع الرابع من عام 2022.
وبحسب الهيئة، بلغت الواردات السعودية من سوريا خلال الفترة نفسها حوالي 273 مليون ريال، مرتفعة بنسبة 7.9% على أساس سنوي.
وتعد المنتجات النباتية من أهم الصادرات السورية إلى الأسواق السعودية بقيمة أكثر من 139 مليون ريال سعودي في الفترة ذاتها، وفق الهيئة.
وهذه الأرقام متوضعة جداً بالنسبة لاقتصاد البلدين، وتمثل تدهوراً في العلاقات الاقتصادية مقارنة بما قبل عام 2011.
فوفق وسائل إعلام تابعة لحكومة دمشق فقد “شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تراجعاً ملحوظاً في سنوات الحرب الماضية، حيث سجلت المبادلات التجارية مع السعودية والإمارات تراجعاً واضحاً بنسبة 60%”.
وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين سورية من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى عام 2010 نحو 1.724 مليار دولار، بينما لم تتجاوز قيمتها عام 2020 أكثر من 675 مليون دولار.
وعلى الرغم من توجه البلدين العربيين إلى استعادة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دمشق، فإن أزمة تهريب المخدرات (ولاسيما الكبتاغون) عبر البضائع المصدّرة من إليهما من سوريا، شكلت تهديداً جدياً للتبادل التجاري، وعطّلته في بعض الفترات.
وفي السياق، قال الباحث الاقتصادي ياسر الحسين، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “حجم التبادل التجاري شهد تراجعاً كبيراً بين البلدين بسبب العقوبات والقيود التي فرضتها الدول الغربية على النظام السوري، بالإضافة إلى التوترات السياسية والأمنية بين البلدين”.
وأضاف أنه “من الصعب تحديد حجم التبادل التجاري حالياً بدقة، لكنه يمكن أن يكون محدوداً نظراً للظروف الراهنة”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.