الخميس 27 حزيران/يونيو 2024
سوريا اليوم – متابعات
تبدي دمشق إيجابية بخصوص المبادرات المطروحة للتقارب بينها وبين تركيا مؤخراً.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله ألكسندر لافرنتيف المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، أمس الأربعاء، أكد “انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى، مشدداً على أن تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سورية والمنطقة عموماً”.
وبدا واضحاً من خلال تعليق الأسد وجود مساعٍ روسية جديدة لدفع مسار التقارب بين الطرفين السوري والتركي.
وتأتي هذه الأنباء وسط الإعلان أمس الأربعاء عن فتح “معبر أبو الزندين” بين مناطق سيطرة المعارضة السورية والحكومة التي مقرها دمشق، أمام حركة التجارة، بينما كان المعبر مقتصراً على مرور المدنيين في السابق.
الغضب التركي من “قسد”
من جهته، قال موقع تلفزيون سوريا (معارض) إنه علم من مصادر خاصة أن روسيا تعمل على استثمار الغضب التركي من الانتخابات المحلية التي تعتزم الإدارة الذاتية التابعة لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إجراءها في آب/أغسطس المقبل، بعد أن أجّلت الانتخابات التي كانت مقررة في حزيران/يونيو الجاري.
وبدا واضحاً الغضب التركي من الانتخابات، حيث لوّح الرئيس رجب طيب أردوغان بالخيار العسكري لمنع مثل هذا السيناريو، وذلك خلال تصريحات تلفزيونية في عيد الأضحى الفائت. وتعتبر تركيا الإدارة الذاتية و”مسد” تابعتين لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د)، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني (ب ك ك) المصنف إرهابياً في تركيا.
وأجرى وزير الخارجية هاكان فيدان لقاءً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة دول البريكس التي انعقدت منتصف حزيران/يونيو الجاري، وناقشا الملف السوري ومسألة الانتخابات المحلية التي تعتزم “مسد” القيام بها.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن الدول الضامنة لمسار أستانا تعتزم عقد جولة جديدة نهاية حزيران/يونيو ومطلع تموز/يوليو المقبل، بناء على توافقات روسية تركية.
تقارب بين أنقرة ودمشق
ووفقاً لما علمه موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة، فإن الجانب الروسي يجري اتصالات مع أنقرة ودمشق من أجل دفع مسار التقارب إلى الأمام، خاصة أن موسكو تلمّست رغبة تركية في تعزيز التنسيق بشأن سوريا. واستنتجت هذه الرغبة من خلال زيارة فيدان إلى موسكو، وقبلها المرونة التي أبدتها أنقرة تجاه الوساطة العراقية.
ويقوم الطرح الروسي الحالي على إعطاء زخم جديد لمسار أستانا وتفعيل الآلية من أجل معالجة مخاوف تركيا الأمنية، والعمل على تطبيق مذكرات التفاهم السابقة التي تتضمن إبعاد “التنظيمات الإرهابية” من المناطق الحدودية التركية مثل تل رفعت ومحيطها، ومنبج.
وفي المقابل، يتم العمل على حل الخلافات العالقة في إدلب وتنفيذ الاتفاقيات بخصوصها وتسهيل عمل “مؤسسات الدولة” فيها، وفتح الطرقات الدولية، بحسب المقترح الروسي.
وترى موسكو أن العودة إلى طاولة المفاوضات بين أنقرة ودمشق يجب أن تكون بلا شروط من طرف النظام السوري، ثم يتم نقاش إعادة انتشار القوات التركية بشكل تدريجي، بعد بناء الثقة بين الجانبين.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، ناقش الجانبان التركي والروسي مسألة تسهيل التبادل التجاري بين الشمال السوري والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وتُوّج الأمر بإعادة فتح معبر أبو الزندين في منطقة الباب، الذي سيكون متاحاً أمام حركة الشاحنات التجارية المتجهة إلى حلب اعتباراً من اليوم الخميس، 27 حزيران/يونيو 2024، مما سيقلص من حجم الاعتماد على منطقة منبج (الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”) كنقطة ربط بين مناطق الشمال والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
مستقبل الطرح الروسي
ومن غير المستبعد أن تتطور التفاهمات إلى افتتاح طرقات أخرى تصل إلى مدينة حلب، لكن هذا مرهون بالوصول إلى تفاهم واستكمال عمليات مكافحة الإرهاب من أجل إبعاد “قسد” عن بعض المواقع الضرورية لفتح هذه الطرقات.
وعلى الرغم من أن أنقرة تركز جهودها على تقويض سيطرة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، فإنها تبدو مستعدة للخيار العسكري في سوريا، لأنها ترى في الانتخابات التي تريد “قسد” إجراءها خطوة لفرض أمر واقع جديد. وهذا يدفع بطبيعة الحال إلى تفعيل التفاهمات مع الدول الفاعلة في الملف السوري، خاصة الجانب الروسي، إلا أنه من المبكر الحديث عن توافقات كاملة.
تركيا تؤيد التفاهم بين النظام والمعارضة في سوريا
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال إن بلاده تحث النظام السوري على استثمار حالة الهدوء وتوقف الاشتباكات بغية حلّ المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.
وأضاف فيدان خلال لقاء أجرته معه قناة “خبر تورك” التركية الاثنين الماضي، أن أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
وأوضح: “ما نريده، هو أن يستغل النظام السوري بعقلانية هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه”، معتبراً أن “سوريا الموحدة التي تجمع بين المعارضة والنظام ستكون لاعباً هاماً في الحرب ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني”، بحسب تعبيره.
كما دعا الوزير النظام السوري إلى انتهاز فرصة الهدوء بغية “إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها”.
واستدرك: “إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.