الجمعة 26 تموز/يوليو 2024
سوريا اليوم – روما
قررت إيطاليا تعيين سفير في سوريا “لتسليط الضوء” على البلاد، حسبما قال وزير الخارجية اليوم الجمعة، مما يجعلها أول دولة من مجموعة السبع (G7) الكبرى في العالم، التي تعيد إطلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية العربية السورية منذ بدء الأزمة في عام 2011.
وسحبت إيطاليا جميع موظفيها من سفارتها في دمشق في عام 2012 وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على “العنف غير المقبول” من “النظام السوري” ضد المدنيين، بعد اندلاع ثورة آذار/مارس 2011 السلمية. وتحولت الثورة لاحقاً إلى حرب أهلية عنيفة دمرت البلاد، وشردت أكثر من نصف سكانها بين نازحين داخليين ولاجئين في الخارج، بالإضافة إلى نحو مليون قتيل ومفقود ومعتقل، ومئات آلاف المصابين.
وأعلنت روما اليوم تسمية “ستيفانو رافانيان”، الذي يشغل حالياً منصب المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الإيطالية لشؤون سوريا، سفيراً بدمشق، ومن المقرر أن يتولى منصبه قريباً، حسبما قال وزير الخارجية أنطونيو تاجاني لوكالة “رويترز“.
إيطاليا تكسر “الإجماع”
ويُعتقد أن الخطوة الإيطالية اليوم باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع حكومة دمشق، تكسر تماسك الموقف الأوروبي السابق ضد إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وهي كذلك كسر لموقف مجموعة السبع التي أكدت في اجتماع عُقد في إيطاليا في نيسان/أبريل الماضي أنه “لن يتم النظر في التطبيع وإعادة الإعمار وكذلك رفع العقوبات إلا في إطار عملية سياسية شاملة ودائمة وذات مصداقية تتوافق مع قرار مجلس الأمن ذو الرقم 2254″، بحسب تعبير البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية في 19 نيسان/أبريل 2024.
وشددت المجموعة، المكونة من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، على “أننا لا نزال ملتزمين التي يقودها ويديرها السوريون، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي ذو الرقم 2254 ونحن نؤيد على نحو كامل ولاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن. كما ندعو النظام السوري إلى المشاركة على نحو هادف في العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة لتحقيق حل سلمي للأزمة والمصالحة الوطنية”، وقالت “نكرر إدانتنا لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية في سوريا”.
8 دول تطالب بتغيير السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تجاه سوريا
إلا أن موقف إيطاليا يأتي منسجماً مع التراجعات العربية والتركية عن التصلب في المواقف إزاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق، إذا عادت سوريا إلى الجامعة العربية ودُعيت إلى القمم العربية والإسلامية مجدداً، بينما تتوسط روسيا بين دمشق وأنقرة لعقد لقاء يجمع الرئيسين السوري والتركي رجيب طيب أردوغان.
كذلك يأتي الموقف الإيطالي عقب رسالة بعثت بها 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بينها إيطاليا، الأسبوع الماضي إلى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مطالبة الاتحاد الأوروبي بأن يلعب دوراً أكثر نشاطًا في سوريا.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قبل أيام أنّه تمّ حثّ بروكسل على إعادة النظر في تعاملها مع سوريا بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب، حيث اقترح تحالفٌ من عواصم الاتحاد الأوروبي المزيد من التفاعل مع الرئيس السوري بشار الأسد، لزيادة “النفوذ السياسي” للاتحاد في الحل السياسي.
وأوردت الصحيفة أنه قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي لمناقشة الشرق الأوسط، دعَت ثماني عواصم، بما في ذلك روما وفيينا، الاتحاد إلى “مراجعة وتقييم” نهجه تجاه سوريا.
وفي رسالة إلى كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اطلعت عليها “فايننشال تايمز”، كتب وزراء خارجية النمسا وكرواتيا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وإيطاليا وسلوفاكيا وسلوفينيا، أنّ “هدفنا هو سياسة أكثر نشاطاً وتوجّهاً نحو النتائج في سوريا. وهذا من شأنه أن يسمح لنا بزيادة نفوذنا السياسي وفعّالية مساعداتنا الإنسانية”.
ويجادل الوزراء بأنه منذ عام 2017، أدى استقرار الصراع، ثم حرب أوكرانيا، والتحرّكات التي اتخذتها الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية إلى تغيير الديناميكيات.
وعلى الرغم من هذه “التطورات المهمة”، فإنّ “سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا لم تتطوّر، ونتيجةً لذلك فإنّ الجهد الإنساني الضخم لا يُترجم إلى دور سياسي مماثل”.
وفي وثيقة منفصلة تمّ توزيعها على عواصم أخرى، اقترح الوزراء إنشاء مبعوث للاتحاد الأوروبي في سوريا يمكنه التواصل ليس فقط مع الجهات الفاعلة السورية ولكن أيضاً مع دول أخرى في المنطقة، إلى جانب إعادة التواصل مع السفير السوري لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وبحسب ما تابعت الصحيفة، اقترح الوزراء أيضاً مناقشة تأثير نظام العقوبات الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، معتبرين أنّ “الإفراط في الامتثال في النظام المصرفي” كانت له “آثار سلبية غير مقصودة على السكان” السوريين.
ورجحت “فايننشال تايمز” في حينها أن أيّ خطوات يُنظر إليها على أنها تخفّف الضغوط على النظام السوري من المرجّح أن تُقابل بمقاومة من عواصم أوروبية أخرى.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.