الأحد 28 تموز/يوليو 2024
سوريا اليوم – الجولان المحتل
شيع آلاف المواطنين السوريين في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، اليوم الأحد، جثامين 12 طفلاً شهيداً إلى مثواهم الأخير، بأكفان بيضاء دون رايات أو أعلام.
وفي الوقت نفسه، أعرب المتظاهرون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء (جنوب سوريا) عن تضامنهم مع أُسر ضحايا القصف الصاروخي الذي استهدف ملعباً لكرة القدم في بلدة مجدل شمس أمس السبت.
وطافت النعوش البيضاء في البلدة السورية المحتلة، فيما لا يزال قرابة 40 مصاباً في المستشفيات، جروح بعضهم خطيرة.
ونشرت صفحات محلية في الجولان المحتل أسماء الضحايا الأطفال:
- فجر ليث أبو صالح 16 سنة
- أمير ربيع أبو صالح 16 سنة
- حازم أكرم أبو صالح 15 سنة
- جون وديع إبراهيم 13 سنة
- إيزيل نشأت أيّوب 12 سنة
- فينيس أدهم صفدي 11 سنة
- يزن نايف أبو صالح 12 سنة
- ألما أيمن فخر الدين 11 سنة
- ناجي طاهر حلبي 11 سنة
- ميلار معضاد الشّعّار 10 سنوات
- ناظم فاخر صعب
وقال الصحفي السوري نور جولان في تغريدة على منصة “إكس“: “أهل مجدل شمس لفوا فلذات أكبادهم باللون الأبيض فقط، بدون أي علم، لا أزرق ولا أحمر. رسالة واضحة”، في إشارة إلى العلمين الإسرائيلي والسوري.
وطرد عدد من أهالي مجدل شمس وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست (برلمان) من البلدة حضروا اليوم الأحد، من بينهم نير بركات وعيديت سيلمان، و يوآف كيش.
كما هاجم عدد من أهالي مجدل شمس وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه “ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”.
ورفع المتظاهرون في السويداء اليوم لافتات تندد بالمجزرة التي وقعت في مجدل شمس، وتستنكر قصف “حزب الله” اللبناني للبلدة، كما حملوا عبارات أخرى تتضامن مع الأهالي.
ومن ضمن العبارات التي حملها المتظاهرون: “11 طفلاً بريئاً دخلوا لعبة الموت، مجدل شمس مجد الشمس لم ولن تركع، مجدل شمس يا عزتنا، حسن نصر الله الوجه الحقيقي للإرهاب الذي يدعي المقاومة، أهالي مجدل شمس قلوبنا معكم”.
الشيخ حكمت الهجري يستنكر قصف مجدل شمس
وذكر موقع تلفزيون سوريا (معارض) أن الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، استنكر حادثة القصف التي طالت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً.
وقال الهجري في بيان أمس السبت: “نستنكر بشدة الجريمة النكراء التي طالت الأبرياء والأطفال في قرية مجدل شمس الآمنة المسالمة، ونهيب بكل الأوساط الأممية والدولية تأكيد ملاحقة الجهة المجرمة، مع وضوح الرؤية للجهة الفاعلة لدى الجميع”.
وأضاف: “نؤكد على طلب معاقبتها (الجهة) عبر القانون الدولي على ما فعلته أيديها الآثمة، غير قابلة لأي تبرير، لأن أبناءنا ليسوا مواقع تدريب ولا مواقع تجريب، وليست سماؤنا ساحات حرب لأحد، ولا تحقيق غايات لأحد عبر دماء أبنائنا، ولا يمكن تصور خطأ بهذه البشاعة وهذه الصفات”.
قرية سورية محتلة قد تشعل حرباً إقليمية
وتأتي هذه التطورات، بينما يخيم شبح حرب إقليمية على المنطقة بعد قصف الأمس، وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” بشأن القصف، الذي نفى الحزب اللبناني مسؤوليته عنه رسمياً.
وكررت وزارة الخارجية الإيرانية التأكيد على نفي مسؤولية “حزب الله” عن القصف الذي استهدف قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل أمس وراح ضحيته 12 طفلاً، في حين يشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسؤولية الحزب بل حدد اسم القيادي المسؤول عن القصف، ما يثير مخاوف حقيقية من اندلاع حرب شاملة محتملة منذ أشهر بين “حزب الله” وإسرائيل.
وكان “حزب الله” نفى مسؤوليته ببيان رسمي وأبلغ الأمم المتحدة أن حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي، لكن هذا النفي لا يبدو كافياً لوقف اللهجة التصعيدية الإسرائيلية والاصطفاف الأميركي الواضح والسريع، ولذلك فإن قصف القرية السورية المحتلة قد يكون الشرارة لحرب شاملة لا يمكن التنبؤ بمدى اتساعها.
وفيما يلي أبرز التصريحات بعد قصف مجدل شمس، كما أوردها موقع تلفزيون سوريا المعارض:
- هيئة البث الإسرائيلية عن إيهود باراك: على إسرائيل أن ترد على حزب الله بشكل موجع من دون أن يؤدي ذلك إلى حرب
- الخارجية الإيرانية: على واشنطن أن تمنع الكيان الصهيوني من إشعال أي أزمات جديدة في المنطقة
- إذاعة الجيش الإسرائيلي: تحقيق أولي للجيش يكشف أنه لم يطلق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ الذي سقط بمجدل شمس
- الخارجية الإيرانية: نحذر من أي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس
- ترمب: ما كان حزب الله ليهاجم إسرائيل لو كنت رئيسا لأميركا
- البيت الأبيض: واشنطن تؤكد مجددا دعمها الحازم لإسرائيل بعد القصف الصاروخي على الجولان
- رئيس مجلس النواب الأميركي: الكونغرس يقف إلى جانب إسرائيل في دفاعها عن أرضها وشعبها
- الجيش الإسرائيلي: المسؤول عن إطلاق الصاروخ على مجدل شمس هو القائد الميداني بحزب الله علي محمد يحيى
- المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس أطلق من لبنان وهو من صنع إيراني
- الجيش الإسرائيلي: تحليلات الأنظمة المعلوماتية تؤكد أن الصاروخ أطلق على مجدل شمس من شمال قرية شبعا جنوبي لبنان
- مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: يجب إجراء تحقيق دولي في حادث مجدل شمس ونحث جميع الأطراف على ضبط النفس
- وليد جنبلاط: نحذر من محاولات العدو الإسرائيلي إشعال الفتن وتفتيت المنطقة… استهداف المدنيين مرفوض ومدان في فلسطين والجولان المحتل وجنوب لبنان… نحن بالمرصاد للعدو إلى جانب المقاومة والمقاومين الذين يواجهون إجرام الاحتلال
- الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف: تلقينا ببالغ الأسى والغضب العارم، أنباء وقوع المجزرة الإرهابية البشعة بحق أطفال مجدل شمس الجولانية، الذين مضوا ضحايا وشهداء أبرياء، على يد من يقدسون الموت والقتل بدل الحياة
- موفق طريف: أدعو كافة أبناء الطائفة الدرزية في كل مكان، إلى تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء المتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي
- طريف: نحن نعيش في دولة ذات قانون وسيادة، ونحملها أمانة ومسؤولية الحفاظ على الأمن العام وعلى حياة وسلامة المواطنين. للحديث بقية والله على الظالمين المعتدين
مجدل شمس: 85% من السكان متمسكون بالهوية السورية
مجدل شمس هي إحدى القرى السورية الواقعة في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، في حين تقدر الإحصائيات عدد السوريين المهجرين والنازحين من الجولان بنصف مليون شخص.
وتُعتبر مجدل شمس أكبر قرية درزية في الجولان، ويعيش فيها قرابة 11,458 نسمة معظمهم من الطائفة الدرزية، بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
وفي الأراضي السورية المحتلة بالجولان 4 مدن وقرى درزية سورية تُعد مجدل شمس أكبرها، وهي: عين قينيا، ومسعدة، وبقعاثا.
ومنذ احتلال الجولان، عانى سكان مجدل شمس من التحديات العديدة. بعد الحرب، إذ تم فصل القرية عن بقية سوريا، مما أدى إلى انقسام العديد من العائلات وقطع الروابط الاقتصادية والاجتماعية مع البلاد. ومع ذلك، حافظ السكان على علاقاتهم الوثيقة مع سوريا من خلال التجمعات على الحدود للتحدث مع أقاربهم عبر مكبرات الصوت، حيث يُعرف هذا المكان باسم “تل الصياح”.
ووفقاً للقانون الدولي، يعتبر الجولان أرضاً محتلة ويخضع لأحكام اتفاقيات جنيف، التي تحظر على الدولة المحتلة ترحيل سكان الأرض المحتلة أو ضم الأراضي بالقوة.
وعلى الرغم من الموقف الدولي الواضح، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2019 اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهو موقف قوبل بإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي أكدت أن وضع الجولان لم يتغير وأنه يبقى أرضاً سورية محتلة، بالرغم من إعلان الاحتلال الإسرائيلي ضم الأراضي السوري المحتلة بالقوة رسمياً عام 1981، وهو الأمر الذي رفضه أهالي المنطقة ورفضت غالبيتهم الحصول على الهويات الإسرائيلية.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.