الاثنين 29 تموز/يوليو 2024
سوريا اليوم – دمشق
يثير مقترح كشفت عنه محافظة دمشق الأسبوع الماضي بنقل “سوق الهال” إلى منطقة الضمير (بريف دمشق) جدلاً واسعاً في العاصمة السورية، ويتأرجح الخبر بين تأكيد وتريث.
وتقول صحيفة “قاسيون” المحلية السورية (معارضة)، إنه “بين التأكيد والتريث، ما زال موضوع نقل سوق الهال من دمشق قيد البحث والنقاش والمداولة، بانتظار الوقت المناسب للتنفيذ!”.
وكان مصدر مطلع في محافظة دمشق كشف الأسبوع الماضي عن وجود مقترح لنقل السوق إلى منطقة الضمير، لكن أحد المسؤولين في المحافظة أكد لاحقاً أن مجلس المحافظة لم يوافق على المقترح حتى الآن، نظراً لتبعاته المحتملة في زيادة تكاليف النقل وارتفاع الأسعار. ورغم ذلك، أشار المسؤول إلى أن عملية نقل السوق باتت ضرورية لتخفيف الازدحام ومنع دخول الشاحنات إلى المدينة، بحسب رأيه.
وأشارت الصحيفة السورية إلى أنه “بين المقترح الأول والتريث التالي كان هناك الكثير من الأحاديث والتأويلات، فقد نقل عن عضو لجنة مصدري الخضار والفواكه في سوق الهال محمد العقاد قوله (هناك معلومات متداولة عن نقل سوق الهال من الزبلطاني في دمشق) مع تضارب حول الموقع، حيث بحسب محافظة دمشق سينقل إلى الضمير، أما الريف إلى الدوير ولكن بالواقع المنطقتان غير مناسبتين”.
وبيّن العقاد أن التجار مؤيدون للنقل ولكن إلى مكان مناسب على أوتوستراد درعا باعتبار أن 80% من الإنتاج يصدر منها، إلى جانب قربها من معبر نصيب لأجل عمليات الاستيراد والتصدير، مشيراً إلى أن الضمير تبعد عن دمشق 50 كم ما سيزيد من تكاليف النقل على باعة المفرق، وبالتالي تزداد الكلفة على المستهلك.
وأكد عدم وجود أزمة محال في سوق الهال حالياً، بل بساحات العرض والبيع، وبالتالي أصبح نقل السوق أمراً ضرورياً. وقال أيضاً إن يومية العامل في سوق الهال تتراوح بين 40 و60 ألف ليرة، بالتالي تبلغ أسبوعيته 300 ألف ليرة، والسوق بحاجة إلى عمال دوماً.
واعتبرت الصحيفة أن مقترح نقل السوق بناء على هذه المعطيات “بات أمراً حتمياً، وهو على ذلك ربما بانتظار بعض الهامش الزمني لتنفيذه، وذلك على ضوء الخيارات المطروحة كأمكنة بديلة عنه ليس إلا!”، ولكنها اعتبرت “الخيارات المطروحة كأمكنة هي خيارات سيئة بانعكاساتها السلبية بسبب بعد مسافتها عن دمشق، وخاصة على أجور النقل، بالإضافة إلى صعوبات وصول العاملين إليه!”.
وأشارت إلى أن الأمر لا يقتصر على النوايا والمقترحات بهذا الصدد، بل بكل ما يتعلق بمهام وعمل هذا السوق بموقعه الحالي، وما يؤمّنه من خدمات مباشرة على مستوى تسويق المنتجات الزراعية الآتية من مناطق الإنتاج في المحافظات القريبة والبعيدة، من خضار وفواكه ولحوم وغيرها، سواء للمواطنين مباشرة أو للأسواق الشعبية المنتشرة داخل المدينة، وللباعة بالمفرّق فيها ومن ثم للمستهلكين من مرتادي هذه الأسواق بالنتيجة، مع عدم تغييب ما يؤمّنه السوق من فرص عمل داخله، حيث تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن سوق الهال يشغّل 5 إلى 6 آلاف عامل يومياً، ويمكن أن يستوعب أعداداً جديدة يومياً.
ولكن الصحيفة المعارضة تساءلت: “قبل الشروع بتنفيذ مقترح نقل سوق الهال إلى خارج المدينة، ما هي الانعكاسات السلبية على مستوى تكاليف نقل الخضار والفواكه إلى الأسواق الشعبية وصولاً إلى المستهلكين؟ وما هي الانعكاسات السلبية على العاملين في هذا السوق الذين سيضطرون للانتقال إلى مسافات أبعد بحسب الأمكنة المقترحة؟ وكيف سيتم تأمين وسائل المواصلات الكافية من وإلى هذا السوق لاحقاً؟!”.
واستنتجت أن “من المفروغ منه أن أسعار الخضار والفواكه واللحوم سترتفع في أسواق ومحال المفرق بدمشق، كنسبة وتناسب مع بعد مسافة المكان المقترح للسوق الجديد، أياً كان موقعه، والتي سيضاف إليها الكثير من هوامش الاستغلال التي سيدفع ضريبتها المستهلك داخل المدينة بنهاية المطاف! فالمتضرر الأكبر من مقترح نقل سوق الهال إلى خارج دمشق هو المستهلك، الذي ستزيد عليه أعباء وتكاليف المعيشة أضعافاً مضاعفة عما هي عليه الآن!”.
ثم عادت للتساؤل: “لكن هل هناك مستفيد من ذلك؟!”، لتجيب بالقول: “الإجابة تبدو بسيطة وواضحة، فمنطقة سوق الهال في الزبلطاني كبيرة نسبياً، ومن الممكن استثمارها بمشاريع تجارية وسياحية تدر الكثير من الأموال على مستثمريها، بالمقابل فإن المحافظة الباحثة عن جني المزيد من المكاسب لن تمانع في استثمار هذه الرقعة تحت عناوين البحث عن الموارد والاستثمار الأمثل لملكياتها، وهو الأمر المغيب من الحديث حتى تاريخه، لكن لن يطول الأمر عليه ليظهر للعلن بعد أول خطوة تنفيذية لنقل السوق خارج العاصمة!”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.