الخميس 1 آب/أغسطس 2024
سوريا اليوم – إستانبول
في رسالة سياسية إعلامية إلى الحكومة السورية بدمشق، أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تطبيع العلاقات بين البلدين يجب أن لا يخضع للشروط المسبقة، فالشروط من طرف ستجلب شروطاً من الطرف الآخر، رابطاً بين سحب القوات التركية من سوريا وبين تجاوب دمشق مع مطالب إعادة اللاجئين وتدمير “الإرهابيين”.
وفي تصريحات أدلى بها الوزير التركي لصحيفة “صباح” التركية نُشرت اليوم الخميس، على هامش مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في طهران؛ بعد العديد من التسريبات الصحفية التي نشرتها وسائل إعلام تركية وروسية وإيرانية، قال فيدان: “نحن نعمل على تحديد موعد وكيفية الاجتماع مع نظرائنا السوريين على مستوى القيادة. نحن نعمل على إعداد جدول الأعمال. لا يوجد جدول زمني واضح في الوقت الحالي، فقط إعلان عن وجود إرادة للقاء”، على حد تعبيره.
وأضاف: “ما وجدته في اتصالاتي مع الطرف الآخر هو أنهم (السوريون) منفتحون على التفاوض. لا توجد شروط مسبقة تم إبلاغنا بها حتى الآن. على سبيل المثال، عندما يقال: على الجنود الأتراك أن ينسحبوا، أقول: لهذا السبب هناك حاجة إلى مفاوضات”.
أما عن الشروط التي يقال إن النظام السوري يطرحها، فعلّق فيدان قائلاً: “خذوا لاجئيكم، ودمروا الإرهابيين في أرضكم، وأنا سأسحب جنودي. دعني أرى المؤشرات بأنك ستنشئ هيكلاً إدارياً لن يرسل لي لاجئين مرة أخرى ولن يشكل تهديداً أمنياً. عندما يتم طرح الشروط، لدي المزيد من الشروط”.
موقف تركيا من الانسحاب والتفاوض
وأكد وزير الخارجية التركي أن اشتراط دمشق انسحاب القوات التركية من سوريا “يتطلب إجراء مفاوضات لتحقيق ذلك”، بحسب ما ترجم ونقل موقع تلفزيون سوريا (معارض) عن الصحيفة.
وفيما يتعلق بفصائل “الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة، أشار فيدان إلى أن “صنع السلام مع المعارضة هو مشكلة النظام السوري”. وتابع: “أشجعهم (أي المعارضة) لكن لا أجبرهم. لا يمكننا أن نتفق مع النظام ونتجاهل المعارضة، فهذا ليس منطقياً. ما نريده من النظام هو أن يجلس مع المعارضة ويحاورها، وأن يرى المشاكل ويبدأ المفاوضات من أجل الحل”.
الدور الروسي والإيراني
وبخصوص لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، توقع في حال حدوثه، أن تُعقد الاجتماعات في دولة ثالثة، لكنه أكد أن الأمر غير واضح حتى الآن. وأشار إلى أن “الروس قالوا: يجب أن تكون إيران أيضاً على الطاولة. لقد فعلنا ذلك من قبل. لكن أولويتنا ليست من يجعلنا نلتقي، بل “الاجتماع”. “أنا أجمعكم” و”أنا أعمل كوسيط” شيئان مختلفان. كلاهما لهما أبعاد مختلفة”، بحسب تعبيره.
يُشار إلى أنه في منتصف شهر تموز/يوليو الفائت، أكّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في لقاء مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في إستانبول بأنّ اتصالاتهم مع النظام السوري، خلال الفترات الماضية، لم تأتِ بنتائج إيجابية، مشيراً إلى أنّ الأزمات في سوريا تحتاج زمناً طويلاً لحلّها.
وقال فيدان إنّ “سوريا تواجه أزمات كبرى، لذا تحتاج إلى فترات زمنية طويلة لحلّها”، مشيراً إلى أنّ “الاتصالات مع النظام السوري مستمرة، منذ وقت طويل، لكنّها لم تصل إلى نتائج إيجابية”.
وأشار فيدان إلى أنّ “تركيا ليست في موقف ضعيف بشأن الأزمة السورية، لكنّها ترغب في إيجاد حل”، مردفاً: “قمنا بحوارات مع النظام السوري بشكل سري”، كما أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضع خطة لإحلال السلام في المنطقة.
أسابيع من التسريبات والإشاعات
وكان “مركز مكافحة التضليل الإعلامي” التابع لرئاسة الجمهورية التركية، نفي يوم أمس الأربعاء، مزاعم انتشرت مؤخراً حول مسودة اتفاق بين تركيا والنظام السوري تتضمن محاربة الطرفين لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مقابل انسحاب الجيش التركي من سوريا.
وزعمت بعض الصحف أن مسودة القرار تشمل حظر تركيا لنشاطات المعارضة السورية وتسليم مناطق إدلب وشمالي حلب والمعابر الحدودية للنظام ودعم جهود جيش النظام لبسط نفوذه على مناطق شمال شرقي سوريا.
وتناقلت وسائل إعلام تركية وروسية وعربية في الفترة الماضية تسريبات عن مكان وموعد لقاء أردوغان والأسد، ومجربات ونتائج مفاوضات التطبيع، تناقضت معظمها في التفاصيل.
وأفادت صحيفة “تركيا” بأن 100 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بين شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، في ظل تبادل رسائل التقارب بين أنقرة والنظام السوري. وذكرت الصحيفة أن روسيا قدمت وعوداً تتعلق بعودة اللاجئين إلى حلب، ولكن التغيير الفعلي لم يحدث بعد رغم مرور ثماني سنوات.
ورد فيدان منتصف الشهر الفائت على هذه الادعاءات بقوله: “الحكومة التركية لا تجبر أي لاجئ سوري على العودة قسراً إلى سوريا”.
كما أعلن كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، في 22 من الشهر الفائت، أن بلاده تدعم المسار السياسي لحل المشكلات بين النظام السوري وتركيا بعيداً عن الطرق العسكرية.
وأشار إلى أن الاجتماعات الأولى بين النظام وتركيا كانت في طهران، ومن ثم استمرت بشكل رباعي، واستطرد قائلاً: “نحاول عقد الاجتماعات بشكل أكبر لنشهد المزيد من التطور في هذه العلاقات”.
وأعربت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا المرتبطة بـ”قسد”، عن رفضها مجدداً لأي تقارب بين تركيا والنظام السوري.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تدعم جهود تركيا لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، مؤكداً أن “تلك المحاولات بلا نتائج”.
وحرص الجانب التركي خلال الأيام الماضية على تقديم تطمينات للمعارضة السورية بما يخص مسار التطبيع بين أنقرة والنظام السوري، وظهر ذلك علناً في تصريحات وزير الخارجية التركي حقان فيدان في 14 تموز/يوليو الماضي أكد فيها بأن بلاده لن تغير موقفها من المعارضة السورية، وتترك لها الخيار بخصوص التواصل مع النظام السوري.
وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر مطلعة أن الجانب التركي أجرى منتصف تموز/يوليو الفائت لقاء مع فصائل الجيش الوطني ووزير الدفاع التابع للحكومة السورية المؤقتة، وحضره من الطرف التركي رئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، ومستشارون أمنيون مسؤولون عن الملف السوري، إلى جانب المسؤول السابق عن الملف.
وفقاً للمصادر فإن الجانب التركي أكد للوفد السوري أن تركيا مستمرة بمحادثتها مع النظام السوري من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح بتفكيكها نتيجة المشاريع الانفصالية، بالإضافة إلى حرصها على تفعيل الحل السياسي بما يسمح بعود الاستقرار في سوريا، لكن هذا المسار منفصل بشكل كامل عن علاقة تركيا مع المعارضة السورية، وأنقرة لن تتخلى عن هذه العلاقة، ولن تجبر المعارضة على خيارات لا تريدها.
ووعد الجانب التركي بإعادة النظر في الأوضاع بمنطقة شمال غربي سوريا، فيما يتعلق بأسلوب الإدارة الذي أثار اعتراضات شعبية كثيرة خلال السنوات الأخيرة، ومطالبات بنمط جديد مع المنطقة وتقليص حجم تدخل الموظفين الأتراك بالإدارة، حيث أكد الجانب التركي بأنه سيضع آلية تنسيق جديدة تتيح لأهالي المنطقة بإدارة شؤونهم مع ضمان التنسيق بين الجانبين.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.