الخميس 29 آب/أغسطس 2024
سوريا اليوم – دمشق
قال دبلوماسي سوري سابق إن سوريا سوف تشهد خلال الأسابيع القليلة القادمة أكبر عفو عام في تاريخها، ما قد يسمح بعودة ملايين اللاجئين إلى البلاد، بحسب تعبيره.
وخلال مقابلة مع قناة “الشرق” السعودية، تعليقاً على شروط تركية للحوار مع سوريا، متعلقة بعودة اللاجئين ومحاربة “الإرهاب”، نفى نضال قبلان، الذي شغل سابقاً منصب السفير السوري في تركيا، قيام أجهزة الأمن السورية باعتقال أي من اللاجئين السوريين في الخارج عند عودتهم إلى البلاد.
ونقل قبلان عن وزير الداخلية في الحكومة السورية بدمشق قوله إنه “لم يتم اعتقال أي سوري عاد إلى سوريا”، وهذا يخالف ما تنشره منظمات حقوقية باستمرار، تشير إلى مقتل سوريين تحت التعذيب بعدو عودتهم من الخارج.
وتابع السفير السابق في حديثه للقناة: “بل أقول لك أكثر من ذلك، في القريب العاجل، خلال أيام ربما، وبالتزامن مع الحكومة السورية العتيدة التي من المتوقع تشكيلها في أي يوم خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، قد يصدر أكبر عفو في تاريخ سوريا منذ استقلالها. وهذا أمر بغاية الأهمية لأنه يشمل كل اللاجئين من دول العالم ودول الجوار”.
ومن المنتظر تشكيل حكومة جديدة في سورية، وسط توقعات باستمرار رئيس مجلس الوزراء الحالي المهندس حسين عرنوس على رأسها، بعدما باشر مجلس الشعب (البرلمان) السوري المنتخب في تموز/يوليو الماضي أعمال الدور التشريعي الرابع.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد كرر خلال خطابه أمام مجلس الشعب الأحد الماضي دعوته إلى القيام بحوار على الصعيد الوطني في البلاد، دون أن يأتي على توصيف شكل الحوار الذي يقصده.
ولوحظ أن خطاب الأسد اكتفى بوصفه بـ”الحوار”، دون استخدام تعبير “الحوار الوطني”، في حين كان أعلن على هامش حضوره للتصويت في انتخابات “مجلس الشعب” يوم 15 تموز/يوليو الماضي، أن سوريا اليوم في “مرحلة انتقالية”، وبحاجة إلى “حوار وطني”.
وتحدث الأسد عن “أسئلة كثيرة، هامة، صعبة، لا يهم كيف نصفها، ولكن إن لم ننطلق منها لن نتمكن من تحديد الحلول الأكثر مناسبة والأقل ضرراً لنا في سوريا، فكل حل يحمل في طياته عيوباً وسلبيات في الأحوال العادية، فكيف يكون الوضع في ظرف مثل ظروف سوريا القائمة، أو ظروف المنطقة، أو ظروف العالم الراهنة؟ بكل تأكيد ستكون السلبيات أكبر”.
وأضاف إن “الخيارات الصعبة لا تعني الاستحالة، ولا تعني أنه لا توجد إمكانية لتجاوز هذه الظروف ولو بشروط صعبة، ولا تعني عدم وجود ما نقوم به من أجل تحسين الأحوال، كي لا يفهم الطرح بالمعنى الإحباطي بأنه لا يوجد أمل، لا يوجد حل أبداً”.
لكنه أوضح أيضاً أن “الأهم من ذلك، الخيارات الصعبة لا تعني الانقلاب على سياساتنا، ولا تعني الانقلاب على التزامات الدولة تجاه المواطنين، نحن لن نخلع عباءتنا الاشتراكية، سنبقى في المكان نفسه، ولكن هذه العباءة لا يمكن أن تكون عباءة جامدة مقيدة، لا يمكن أن تكون قالباً، يجب أن تكون متحركة ومرنة بحسب الظروف، الخيارات الصعبة تعني أن الرؤى والسياسات والخطط تبنى على الحقائق لا على الأحلام الوردية، وتأجيل النقاش بهذه الأسئلة الصعبة كما كنا نفعل دائماً حوّلها إلى وحول أقعدتنا وشلَّتنا ومنعتنا من التفكير، ومنعتنا من الحركة ولم نعد قادرين على الخروج منها، لذلك تأجيل الحوار فيها أصبح غير مقبول، الحوار فيها أصبح ضرورة ملحة”.
واعتبر الرئيس السوري “تغيير الأوضاع ليس مستحيلاً كما يعتقد البعض أو يظن، بشرط تغيير مقارباتنا للمواضيع وتفعيل مؤسساتنا في عملها، لا نريد أكثر من الأولى والثانية، بالوضع الحالي وبطريقة التفكير الحالية وبطريقة التعامل الحالية، أنا أقول إن الأمل ضعيف جداً في أن نستطيع أو أن نتمكن من تحقيق الكثير لبلدنا، فجزء من مشكلاتنا مصدّر إلينا، وجزء آخر مصنّع لدينا، وتغييره هو بأيدينا وهو بفكرنا وهو بإرادتنا”.
وفي حين كان حديث الأسد يبدو مركزاً على الأوضاع الاقتصادية، فإن مراقبين قالوا إن الدعوة إلى إصلاح المؤسسات، وعلاقة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بالسلطة، تخفي وراءها تغييرات سياسية مرتقبة.
أيمن عبد النور: خطة متكاملة لمرحلة جديدة للحكم
وكان الإعلامي السوري المعارض البارز أيمن عبد النور نشر قبل أيام في حسابه على منصة “إكس” أن قيادة النظام السوري أعدت “خطة متكاملة” للانتقال إلى “مرحلة جديدة للحكم عبر نموذج وتكتيكات تناسب المرحلة القادمة وما هو مطلوب دولياً”.
وقال عبد النور إن النظام في سوريا سيشهد “تغييرات بسيطة متتالية تباعاً في بنية العلاقة بين السلطات الثلاث والمؤسسات داخل كل سلطة وصلاحياتها كي تخفف عنه العقوبات الدولية، وتبرر للدول التطبيع معه، وتجعل ما يسمى بمؤسسات المعارضة تبدو بعيون الدول المعنية جامدة “ناطرة الباص” بدون أي خطة أو رؤية للتطوير وفشل كامل في إدارة 10% من سوريا”، بحسب تعبيره.
وأشار الإعلامي المعارض، والذي كان عضواً بارزاً في حزب البعث الحاكم في السابق، إلى “الدور المستقبلي لحزب البعث وانتقاله لحزب حاكم وليس قائداً، بما يعني الفصل للعلاقة الأوامرية المباشرة مع الحكومة والمؤسسات المدنية كالنقابات والمنظمات والاتحادات”.
وقال عبد النور إن الحزب سيكون في المرحلة القادمة “حراً في تحالفاته بعيداً عن صيغة الجبهة الوطنية التقدمية”، أي الائتلاف الحاكم الذي يقوده “البعث” في سوريا، وستكون هناك “حرية أكبر للفروع بعيداً عن وصاية القيادة المركزية” للحزب.
وأوضح أن وضاح عبد ربه، رئيس التحرير صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية (موالية)، كان أشار في مقالة نشرها في وقت سابق إلى بعض هذه التوجهات، وأكد أن عبد ربه “قريب من مراكز القرار ونافذة لنشر الخطط والتوجهات الرسمية لكن بشكل غير رسمي”.
وعلق عبد النور على المقالة بقوله: “النقطة التي تغيب دائماً بكل مثل هذه التسريبات دور بشار الأسد؟! إذ تجنبت هذه المقالة ذكر أن بشار الأسد هو رئيس هذه القيادة فهو الأمين العام للحزب”.
وكان عبد ربه طرح تساؤلات مثل: ماذا نريد من البعث؟ هل نريد للقيادة الجديدة أن تتدخل في تسمية أعضاء مجلس الشعب؟ هل نريد للقيادة أن تتدخل في شؤون الوزارات والعمل التنفيذي للحكومة؟ هل المطلوب من القيادة التدخل في انتخابات غُرف التجارة كما يريد منها بعض التجار؟ هل على القيادة أن تتدخل في انتخابات النقابات والاتحادات المهنية؟ هل للقيادة أن تعطي رأيها في مشروع استثماري خاص؟، وأجاب عليها جميعاً بقوله: “الجواب “بكل تأكيد لا”.
وتابع عبد ربه يقول: “نريد ببساطة أن نخرج من النمطية السائدة، ومن التدشينات والصور واللافتات والشعارات والتدخلات غير المنطقية وغير المحببة في شؤون السلطة التنفيذية، لنرسمَ صورةً جديدة لحزب سياسي قادر على رسم ووضع سياسات تلبي طموحاتنا جميعاً”، بحسب ما جاء في المقال.
وأكد عبد ربه في “الوطن” أن على “القيادة أن تتفرّغ لرسم السياسات العامة، وأن تطلع جمهورها على ما توصلت إليه من قرارات ونتائج ستنعكس على كل السوريين”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.