الاثنين 22 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – دمشق
يتابع وزير الخارجية السورية فيصل المقداد منذ يومين أول زيارة يقوم بها إلى دولة خليجية، وأُعلن منذ بدايتها أنها ستستغرق بضعة أيام.
وقالت مصادر خاصة تحدثت إلى “سوريا اليوم” إن زيارة المقداد تأتي في إطار رغبة دمشق في وساطة عُمانية لتخفيف الضغوط التي تعاني منها الحكومة السورية منذ دخول قانون قيصر حيز التنفيذ العام، وفرض عقوبات أمريكية ودولية على المسؤولين السوريين.
وبحسب المصادر، فإن الزيارة التي يقوم بها المقداد صُممت لتبدو كتحرك دبلوماسي يفك العزلة على سوريا، بعد أن أخفقت جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة في ذلك عندما زار 3 دول خليجية، هي الإمارات والسعودية وقطر.
وتضيف المصادر رداً على سؤال “سوريا اليوم” عن هدف الوساطة العُمانية “ترغب دمشق ومن ورائها موسكو وطهران في أن تقوم عُمان بإيصال رسائل إيجابية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس جو بايدن حول الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، وضرورة السماح بإعطاء استثناءات لبعض دول المنطقة في التعامل مع الحكومة السورية، على غرار الاستثناءات التي سبق أن أعطتها واشنطن لبعض الدول في مجال تبادل النفط مع إيران رغم العقوبات المفروضة عليها”.
وأوضحت المصادر أن الوفد السوري الرسمي، الذي يضم بالإضافة إلى المقداد نائبه بشار الجعفري (المقرب من إيران) “يقوم بإطلاع كل من روسيا وإيران على نتائج الاتصالات أولاً بأول، وسيقضي بعض الوقت في مسقط، بانتظار تبلور تفاهم سوري – عُماني متكامل”.
كما لم تستبعد أن تكون من أهداف الزيارة السورية “إرسال رسائل عبر مسقط إلى إسرائيل أيضاً”.
وهذه أول زيارة للمقداد إلى دولة عربية منذ توليه منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عقب وفاة وزير الخارجية الراحل وليد المعلم، وهي ثالث زيارة خارجية له بعد قيامه بزيارة كل من طهران ثم موسكو خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتحظى الزيارة بتغطية واهتمام إعلامي من الإعلام السوري الرسمي، وكذلك الإعلام الروسي والإيراني.
احتفاء عُماني كبير
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم الاثنين إن المقداد بحث في اليوم الثاني من زيارته إلى سلطنة عُمان اليوم مع وزير المكتب السلطاني العماني الفريق أول سلطان النعماني “الجهود المبذولة لتوثيق الروابط بين البلدين الشقيقين وخدمة المصالح الوطنية”، ونقل “تحيات السيد الرئيس بشار الأسد إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد وتمنياته الطيبة”.
وأضافت الوكالة إن النعماني عبر “عن تقدير السلطنة لعمق العلاقة الأخوية مع سورية وعن اليقين بأنها ستتجاوز الأزمة التي مرت بها وستستعيد مكانتها ودورها في المنطقة والعالم بفضل صمود شعبها ودفاعه عن أرضه”.
كما عقد وزير الخارجية السورية لقاء مع نظيره العماني بدر البوسعيدي و”نوه بالعلاقة الأخوية المتميزة بين سوريا وسلطنة عمان والتي لم تتأثر خلال سنوات الحرب المفروضة على سوريا”، حسب تعبيره.
وأوضح المقداد خلال اللقاء أن عمل “اللجنة الدستورية” السورية في جنيف “يجب أن ينطلق من الاتفاق على المبادئ الوطنية وبشكل خاص وحدة الأراضي السورية، وأن الشعب السوري صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبله، وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أن “أخطر ما يهدد عمل اللجنة هو تدخل الدول الغربية فيها ومحاولتها فرض خطط عمل خاصة أو جداول زمنية عليها”.
وكان قد تم عقب المحادثات توقيع اتفاقية الإعفاء المتبادل بين الجانبين من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة.
المقداد: عُمان وقفت إلى جانب سوريا في حربها على الإرهاب
ونقلت روسيا اليوم عن المقداد قوله خلال الزيارة “في سوريا نحن نحارب الإرهاب والتطرف ونعمل ضد الإجراءات القسرية أحادية الجانب، والأشقاء في سلطنة عمان يقفون إلى جانب الشعب السوري في هذا المجال منذ بداية هذه الحرب على الإرهاب وحتى هذه اللحظة”.
وأضاف “الأشقاء في سلطنة عمان كان لهم موقف مميز في كل المحافل الدولية تجاه ما جرى في سوريا، ووقفوا إلى جانب الحق والمنطق ووقفوا ضد الإرهاب ومع وحدة أرض وشعب سوريا، لذلك كان هذا الموقف العماني يحظى باحترام وتقدير كل السوريين”.
وأردف المقداد “نحن نرى أن هذا الموقف يحتذى وهناك الآن تأييد له من قبل الكثير من الدول التي ناصبت سوريا العداء، لأنه ثبت لها أن معاناة السوريين لا تخدم أيا منهم وهي تزيد من آلام ومشاكل المنطقة وأن الإرهاب لا يمكن أن ينحصر في مكان معين بل سيتمدد إلى كل أنحاء المنطقة ودولها وحتى خلف المنطقة إلى أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية”.