الثلاثاء 30 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – متابعات
شهدت مدينة دمشق وريفها، خلال الأيام الماضية، تزايداً في حالات سرقة قطع المحولات الكهربائية، ما يسبب ازدياداً في ساعات الانقطاع، بحسب تقرير نشرته اليوم الثلاثاء وكالة نورث برس.
وتعاني مدينة دمشق وبلدات الريف من انقطاع طويل للكهرباء يصل إلى 20 ساعة يومياً، إضافة إلى انقطاعات متكررة في التيار أثناء ساعات الوصل.
وقالت سلمى الزعبي (٣٥ عاماً)، وهي ربة أسرة تقيم في حي المزة، لنورث برس، إن التيار الكهربائي انقطع في الساعة الواحدة ليلاً وهو موعد التقنين الرسمي.
وأضافت: “استيقظت في السادسة صباحاً لأعد الأطفال للمدرسة وكان التيار الكهربائي منقطعاً رغم أنه موعد الوصل.”
وظنت “الزعبي” أن الموضوع مجرد عطل اعتيادي، ولم تدرك موضوع السرقة حتى وصول الطوارئ والشرطة إلى شارع منزلها.
وأشارت إلى أنهم قضوا اليوم بأكمله دون كهرباء، لحين إصلاح العطل في المحولة المسروقة.
سرقات متكررة
وقال وائل خليل (٤٦ عاماً) وهو اسم مستعار لموظف في طوارئ الكهرباء بدمشق، لنورث برس، إن “حالة السرقة هذه ليست الأولى فقد سبقها حالات أخرى في بلدة صحنايا.”
وأضاف أن “السرقات تحدث بعد منتصف الليل وأثناء فترة التقنين وانقطاع الكهرباء، بحيث لا يشك السكان بالأمر حتى الصباح التالي.”
والسبت الماضي، كشف مدير الشركة العامة لكهرباء دمشق المهندس هيثم الميلع، لتلفزيون الخبر، عن حدوث حالة سرقة لمحولتي كهرباء “630 ك ف ا” في منطقة المزة الشرقية، غير أن مصادر ذكرت أن هناك عشرات السرقات في دمشق وريفها.
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيانٍ، عن إلقاء القبض على عصابة قامت سابقاً بسرقة أكثر من خمسة محطات تحويل كهربائية في بلدة صحنايا، أثناء فترة التقنين.
أما الانقطاع المتكرر أثناء فترة الوصل يحدث، بحسب موظف طوارئ الكهرباء، نتيجة ازدياد الحمل على القاطع الكهربائي وارتفاع حرارته ما يؤدي لفصله، ويعود التيار للوصل عند انخفاض درجة حرارة القاطع.
وذكر “خليل” أن مكتب الطوارئ يكتشف السرقة صباح اليوم التالي، بعد أن يتلقى شكاوى بانقطاع التيار عن منازل الحي. “لكن وقتها اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”، على حد وصفه.
بيع النحاس
وقال فوزي المحمد (٤١ عاماً)، وهو اسم مستعار لمهندس في طوارئ الكهرباء، لنورث برس، أن اللصوص يقومون “بسرقة الأمراس الكهربائية والبارات النحاسية نظراً لارتفاع ثمنها.”
وأضاف: “غالباً يتم إعادة تذويب النحاس وتشكيله في قوالب ليعاد بيعه.”
وأشار إلى أن “الطلب على المادة كبير، ويمكن تهريبها أيضاً إلى لبنان وبيعه هناك.”
وقال إن إصلاح المحولات التي تتعرض للسرقة هي “عملية مؤقتة ولن يطول الوقت حتى تتعرض للأعطال مجدداً.”
وذلك بسبب أنه “يتم اعتماد خلائط الألمنيوم كبديل عن النحاس، نظراً لارتفاع ثمن النحاس، لكن الألمنيوم ذو خصائص فيزيائية أقل ملائمة لمثل هذه الحالات”، بحسب ما قاله “المحمد.”
وذكر أن استخدام خلائط الألمنيوم يعتبر “سبباً للانقطاعات المتكررة للتيار”، التي تحدث أثناء فترة الوصل.