الأربعاء 31 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – دمشق
يقول سكان في العاصمة دمشق إن طلب المساعدة لم يعد يقتصر على المتسولين، فقد ازدادت أعداد من يحتاجون تقديم يد العون في ظل عدم توفر فرص عمل تساعدهم على تدبر أمورهم المعيشية وسط الأزمات التي تمر بها مناطق سيطرة الحكومة، بحسب تقرير زيد موسى الذي نشرته وكالة نورث برس اليوم الأربعاء.
وقال هاشم العبار (43 عاماً)، وهو نازح من بلدة جسر الشغور بريف إدلب ويسكن في بناء قيد الإنشاء في حي الكباس شرقي دمشق، إنه بدأ يطلب المساعدات بعد فقدان زوجته لعملها وانقطاع المساعدات المقدمة من قبل الجمعيات والمنظمات المدنية.
وعمل “العبار” بعد نزوحه من بلدته عام 2015، في محل لبيع الخضروات “كأجير”، ولكن الأمر لم يستمر طويلاً لعدم قدرته على حمل المواد وإدخالها للمحل بسبب إصابته بقذيفة أدت لبتر إحدى قدميه.
ولا يحبذ النازح لجوءه إلى هذه الطريقة لتدبر أمور عائلته، “لكن ما عاد لنا غير هذه الطريقة لسد رمقنا، في ظل عدم وجود فرص عمل.”
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فإن أعداد السوريين الذين يواجهون الجوع ارتفع أكثر من ثلاثة ملايين شخص مقارنة بالعام الماضي.
ويكافح 12.4 مليون شخص في سوريا التي مزقتها الحرب للعثور على ما يكفيهم من الطعام، في زيادة كبيرة وصفها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأنها “مقلقة”.
ويعاني وفقاً للبرنامج أن “60 بالمئة من السكان السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي”، بناءً على نتائج تقييم وطني في أواخر عام 2020.”
وينتشر أطفال ونساء وشيوخ وشباب في شوارع العاصمة يطلبون المساعدة المالية من المارة، ويمكن ملاحظتهم أكثر مثل الذين اتخذوا من التسول مهنة لهم في محيط وداخل أسواق الخضار وأمام الأفران وأماكن الازدحام.
وقال زاهر الموجي (55 عاماً) وهو صاحب بقالية في حي الزاهرة بدمشق إنه تكاد لا تنقضي ساعة من الوقت إلا ويدخل “أشخاص يطلبون المساعدة.”
وأشار إلى أنه اعتاد على تقديم المساعدة بما يستطيع، حيث يقوم بتقديم سلعة ما من الدكان تكفي لسد رمقهم.
وأضاف، “في الأشهر الماضية تفاقم الوضع كثيراً وازدادت أعداد العائلات التي تطلب المساعدة.”
وكانت رباب مسعود (33 عاماً) وهي من سكان بلدة عربين في الغوطة الشرقية تعتمد على وظيفتها كعاملة نظافة في إحدى شركات القطاع الخاص.
وتمكنت المرأة التي تعيل طفلين من الحصول على هذه الوظيفة “بصعوبة بالغة”، ولكن الأمر لم يستمر، فمع بداية العام الجاري أغلقت الشركة وفقدت رباب الوظيفة.
وفاقم عدم الحصول على فرصة عمل أخرى وضعها المعيشي مع ارتفاع أسعار المواد، “اضطررت لطلب المساعدة من الناس في الطرقات لتبقيني أنا وطفلي على قيد الحياة.”
وتشهد سوريا تفاقماً حاداً في الأوضاع المعيشية في ظل موجة ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة على خلفية انهيار قيمة الليرة السورية.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الواحد، خلال الأسبوع الماضي، حاجز 4700 ليرة، بينما سجلت الليرة السورية تحسناً طفيفاً هذا الأسبوع لتسجل في أسواق دمشق، الأربعاء، 3520 ليرة سورية للدولار الواحد.
وذكر سكان لنورث برس أن معظم المارة لا يستطيعون تقديم شيء لمن يطلبون المساعدات في الشوارع، وخاصة في ظل تردي الوضع المعيشي لعموم السكان.
وقال محمد علي (31 عاماً) وهو اسم مستعار لمشرف قسم الدعم المعيشي في إحدى الجمعيات الأهلية في دمشق إن انتشار وباء كورونا الذي رافقه فرض الإغلاق العام خلال العام الماضي أدى لفقدان الكثير من الأسر مصادر دخلها.
وأشار إلى أن تراجع التمويل للجمعيات الأهلية بسبب وضع الاقتصاد العالمي ساهم بضعف القدرة على تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة.
وأضاف أن المجتمع الأهلي مازال يحاول جاهداً التخلص من هذه الظاهرة “لكن المحاولات ضعيفة وتحتاج إلى جهد حكومي ودولي كبير.”