الجمعة 9 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – دمشق
كشفت مصاد رسمية في دمشق أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف زار العاصمة السورية أمس الخميس والتقى مع الرئيس بشار الأسد، بينما ذكر مصدر معارض أن لافرنتييف انتقل إلى دمشق من السعودية حيث عقد لقاءات بخصوص الملف السوري.
وبحسب رئاسة الجمهورية فإن لافرنتييف والوفد المرافق له التقوا الأسد وتبادلوا الآراء “حول المواضيع المشتركة التي تهم البلدين، حيث أكد الجانبان عزمهما مواصلة وتكثيف العمل الثنائي وبذل الجهود للتوصل الى حلول للمصاعب الناتجة عن سياسات بعض الدول الغربية ضد سوريا، والتخفيف من آثار العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري”.
وأضافت إن “الوفد الروسي جدد دعم بلاده الراسخ لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفض موسكو لأي خطوة أو إجراء يخرق هذه السيادة، ويؤثر على الجهود الرامية لإنهاء الحرب على سورية، والقضاء على ما تبقى من وجود للتنظيمات الإرهابية، واستعادة سيطرة الدولة على أراضيها كافة”، بحسب تعبير الرئاسة السورية.
وكما جرت العادة في الإعلانات الرسمية السورية، تحدث الخبر عن تناول اللقاء أيضاً “عدداً من المواضيع ذات الشأن السياسي، حيث تم التأكيد على أن أي تقدم على المسار السياسي يتطلب التزاماً بالمبادئ الأساسية والثوابت التي يتمسك بها السوريون بخصوص مكافحة الإرهاب وحماية وحدة وسلامة الأراضي السورية والتي لا يملك أي طرف الحق في التنازل عنها”.
وعلى الصعيد ذاته، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الوفد الروسي الزائر إلى دمشق بالأمس تناول اجتماعات اللجنة الدستورية. وبحسب ما نقلت صحيفة المدن فإن (سانا) ذكرت أن الطرفين السوري والروسي أكدا أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأيمركية وبعض الدول الغربية “تعرقل عمل اللجنة”، علماً أن موقع الرئاسة السورية اكتفى بالحديث عن المسار السياسي، دون ذكر اللجنة الدستورية.
وحضر اللقاء من الجانب السوري كل من رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، والمستشارة الخاصة لرئاسة النظام بثينة شعبان، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، والمستشارة الخاصة للجمهورية لونا الشبل، ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير الروسي في دمشق.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف الخميس، أن “الحرب على الإرهاب في سوريا مستمرة”، وأضاف “مشاركتنا في محاربة الإرهاب في سوريا مستمرة، وهي ليست أمراً سرياً”، موضحاً أن القوات الروسية “تعمل على ضمان سلامة البعثات الإنسانية وتسهل جهود إزالة الألغام”، وذلك خلال مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية.
ماذا قال لافرنتييف للأسد؟
من جهته، كشف المعارض السوري البارز خالد المحاميد أن لافرنتييف وصل إلى دمشق قادماً من الرياض، حيث كان عقد اجتماعات مع المسؤولين السعوديين لبحث الوضع في سوريا. وهذه ثاني زيارة يقوم بها لافرنتييف إلى الرياض خلال شهرين، حيث زارها الشهر الماضي قبل يوم من وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إليها ضمن جولته الخليجية لمناقشة الأزمة السورية، والتي شملت أيضاً الإمارات وقطر.
وأوضح المحاميد النائب السابق لرئيسة هيئة التفاوض السورية في مقابلة مع قناة الحدث (التابعة لقناة العربية) أن زيارة لافرنتييف إلى سوريا تهدف لتوجيه تحذير إلى النظام السوري بخصوص رفض التجاوب مع الجهود الروسية لتحقيق حل سياسي بموجب القرار 2254.
وبحسب المحاميد، فإن لافرنتييف حمل رسالة “النداء الأخير قبل السقوط”، حيث “لم تعد هناك مشكلة معارضة ونظام في سوريا، بل مصير شعب سوري”، وحذر من أن سوريا تواجه خطر التقسيم أو “احتمال انهيار الدولة السورية”.
وبالرغم من اتهام المحاميد للنظام السوري بالمسؤولية عن فشل المفاوضات السياسية وعمل اللجنة الدستورية، فإنه تحدث عن ضرورة انعقاد مؤتمر وطني لإخراج وفد تفاوضي حقيقي من المعارضة الوطنية يستطيع مواجهة النظام للخروج من الأزمة السياسية الحالية، وبالتالي تشكيل آلية تفاوض جديدة للحل السياسي في سوريا بموجب القرار 2254، بعد فشل هيئة التفاوض التي تمر بأزمة داخلية وسط انقسامات المعارضة السورية.