السبت 24 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – متابعات
نعى ناشطون المعتقل السياسي “نبيل غالب خير” الذي قضى 30 عاماً في سجون النظام وتوفي صباح أمس الجمعة بعد أن ألمت به وعكة صحية خلال احتجازه في سجن السويداء المركزي.
وقالت صحيفة زمان الوصل المعارضة اليوم السبت إن “خير” ينحدر من بلدة “القنوات” شمال السويداء 1967 اعتقلته قوات النظام بتاريخ 4 حزيران يونيو/1991 أثناء توجهه للعمل كدهان بمنطقة “جزين” اللبنانية.
وأشارت صفحة “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” إلى أن رحلة “خير” مع الاعتقال بدأت من فرع الأمن والاستطلاع التابع لشعبة المخابرات العسكرية في بلدة “عنجر” اللبنانية، وحوّل بعدها إلى “فرع فلسطين” بدمشق، حيث بقي حوالي ستة أشهر تعرض خلالها لتعذيب وحشي تسبب له بكسور في الفك وفقد مجموعة من أسنانه نتيجة الضرب والدوس بالأقدام. وأضاف المصدر أن “خير” لم تُوجه له أي تهمة واضحة ولم يقدم أي دليل يثبت صحة التقرير الأمني الذي اعتقل بسببه.
وحُوّل فيما بعد إلى محكمة الميدان العسكري التي حكمت عليه بالإعدام بتهمة “دس الدسائس لدى جهات معادية والاتصال بها ليعاونها على الفوز في الحرب”، ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد.
لم تتح لـ”خير” فرصة الدفاع عنه نفسه أو توكيل محام، ولم يستطع الاتصال بذويه خلال مدة التحقيق والمحاكمة. ثم حوّل إلى سجن “صيدنايا”، حيث قضى 14 عاماً محروماً من الزيارة لغاية العام 2005 إذ تمكنت شقيقته من زيارته لأول مرة حينها.
ورفضت سلطات السجن كل الطلبات التي قدمها لإعادة محاكمته أو منحه عفواً عن ربع المدة وعدم شموله بأي لجنة عفو خاص نتيجة وضعه الصحي، إذ أصيب خلال اعتقاله في “صيدنايا” بتسرع القلب الجيبي، وعرض على العديد من اللجان الطبية لمنحه عفواً بسبب حالته الصحية، لكن المخابرات السورية كانت ترفض إخلاء سبيله بشكل دائم وتتجاهل معاناته.
وروى المعتقل السابق “دياب سرية” الذي اعتقل مع الراحل لـ”زمان الوصل” إنه التقى “خير” في سجن “صيدنايا” عام 2007، وكان قد حصل على زيارته الثانية بعد أن قضى 14 عاما محروما من الزيارة في سجون النظام السوري. وكان كما قال من ضمن من سموا بمعتقلي المحاكم الميدانية الذين لا يعرفون حكمهم ولا سبب اعتقالهم إلى ما بعد حصول الاستعصاء في سجن “صيدنايا” عام 2008.
وأكد المصدر أن المعتقل الراحل فقد قسماً من أسنانه في فرع “فلسطين” بسبب وحشية السجانين وضربه على وجهه وسحله على الأرض واعتقادهم بأن ابتسامته كانت بقصد السخرية منهم ومن تحقيقهم.
وكان الراحل كما يقول -يتمتع بروح مرحة ويرسم الابتسامة على وجوه كل رفاقه المعتقلين في الزنزانة رغم الألم.
وكشف “سرية” أن اعتقال “خير” كان على خلفية كتابة تقرير به من أحد الأشخاص السوريين في لبنان اتهمه فيه بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي وهي تهمة غير صحيحة أبداً حتى أن مخابرات النظام لم تتمكن من إثباتها ولم يتم الإفراج عنه دون أسباب واضحة.
ولفت محدثنا إلى أن “خير”، كان دمث الخلق لطيف المعشر، لم تفقده سنوات الاعتقال إحساسه الفني فقضى معظم وقته في السجن في تشكيل لوحات مزخرفة باستخدام المواد البسيطة المتوافرة داخل السجن ومنها صناعة مجسمات صغيرة وتحف من نوى التمر وزخرفات بديعة على النحاس وعصي العكازات.
ومع انطلاق الثورة السورية وإفراغ النظام سجن “صيدنايا” من معتقليه القدامى نقل “خير” إلى سجن السويداء المركزي بتاريخ 25 حزيران يونيو/2011 وبقي فيه حتى وافته المنية.
وكانت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، قد أشارت إلى أن حالة “خير” واحدة من 10 حالات موثقة بشكل كامل لدى الرابطة منذ القرن الماضي دون توجيه تهم واضحة لهم، تم تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر إلى أدنى شروط التقاضي العادل، وتعنت النظام السوري في احتجازهم متجاهلاً كل الطلبات المقدمة من قبلهم لإطلاق سراحهم ومراعاة وضعهم الصحي، ومعظمهم مصابون بأمراض عضال.