الثلاثاء 27 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – متابعات
بدأ أهالي حي طي والأحياء المحيطة داخل مدينة القامشلي بالعودة إلى منازلهم بعد الانسحاب الكامل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام من المدينة وانتشار قوات سوريا الديموقراطية (قسد) بدلاً منها وبشكل مؤقت ريثما تنتهي عمليات تمشيط المنطقة بحسب ما نص الاتفاق بين قسد والنظام السوري برعاية القوات الروسية.
وذكر موقع “المدن” اليوم الثلاثاء أن ميليشيا “الدفاع الوطني” قالت على “فايسبوك”، إن “حارة طي خرجت عن سيطرة الحكومة عدا جزء منها بقي كمنطقة أمنية كبقية المناطق في محافظة الحسكة التي خرجت عن سيطرة الحكومة”.
وأبلغت مصادر متطابقة في القامشلي “المدن”، أن “الاتفاق الذي رعته روسيا في القامشلي يتضمن بنوداً أهمها، انسحاب الدفاع الوطني من المدينة بشكل كامل وتوجه مجموعاته الى مطار القامشلي وعدد من النقاط والثكنات العسكرية التابعة للنظام في محيطه بريف القامشلي الجنوبي، وتسيير دوريات مشتركة للشرطة العسكرية الروسية وقسد داخل الأحياء التي انسحب منها الدفاع الوطني”.
وينصّ الاتفاق أيضاَ “على أن يتواجد النظام أمنياً وبشكل محدود داخل حي طي من خلال تفعيل عمل مخفر الشرطة وفرع الأمن العسكري بأعداد محدودة من العناصر، ولا يُسمح بحيازة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وتؤول السلطة المطلقة في القامشلي لقسد”.
وأثناء عمليات التمشيط عثرت قسد داخل حي طي والأحياء المجاورة التي كانت منطقة انتشار ل”الدفاع الوطني” على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ومواد غذائية مخصصة للدعم الإغاثي والإنساني كانت موجودة في عدد من المخازن في الحي وفي المشفى الوطني القديم، وهو المركز الرئيسي الذي كان يتحصن فيه “الدفاع الوطني” في القامشلي.
وحاول “الدفاع الوطني” إفشال الاتفاق الذي رعته روسيا مع قسد أكثر من مرة، وخرق عناصره التهدئة بشكل متكرر خلال الساعات ال24 الماضية واستهدفوا بالرشاشات والأسلحة الخفيفة عدداً من نقاط تمركز قسد وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لها. وتوعد عضو مجلس الشعب التابع للنظام السوري حسن السلومي والذي يتزعم ميليشيا “الدفاع الوطني” في الحسكة، أمام حشد من أنصاره، باسترجاع حي طي والدخول مرة أخرى الى القامشلي.
وعيد كرره أيضاً شيخ قبيلة طي الموالي للنظام في القامشلي محمد الفارس، لكن الحشود العسكرية الضخمة لقسد ووصول المزيد من أرتالها القادمة من منبج بريف حلب والرقة ودير الزور شكلت ضغطاً إضافياً وأجبرته على الانسحاب.
إمداد خارجي
عوّل “الدفاع الوطني” والفروع الأمنية والموالين للنظام من قبيلة طي العربية في القامشلي على دخول باقي العشائر في المواجهة مع قسد، وشق صف العشائر المشاركة فعلياً في صفوف قسد وتشكيلاتها الأمنية والعسكرية، لكن المساعي فشلت، وفي الوقت ذاته لم تسجل مشاركة فعلية للمكون العشائري في القامشلي داخل قسد في المعارك ضد طي، فكيف ربحت قسد المعركة؟
مصدر عشائري في القامشلي قال ل”المدن”، إن “قسد واجهت مشكلة اعتزال بعض المكونات العشائرية المسلحة داخل صفوفها للقتال، وهو ما دفعها للاستعانة بتشكلات عسكرية من خارج المنطقة، واستقدمت بالفعل أرتالاً عسكرية من مجلس دير الزور العسكري، وأرتالاً أخرى من مجلس الرقة، لكن القوة الأكبر والتي كان لها الفضل في تطويق مواقع انتشار الدفاع الوطني في القامشلي وإنهاء وجودها قدمت من ريف حلب”.
وأضاف المصدر أن “لواء الشمال الديمقراطي الذي يتزعمه أبو عمر الإدلبي، وجبهة قوات الأكراد وجيش الثوار وقوات مجلس الباب العسكري وقوات مجلس منبج العسكري وجميعها تتبع قسد، هي التشكيلات الأبرز التي دُفع بها باتجاه القامشلي قادمة من مناطق ريف حلب، وكان لها دور بارز في إنهاء وجود الدفاع الوطني من القامشلي”.
وبدا أن مشاركة التشكيلات العسكرية التابعة لقسد في ريف حلب في مواجهات القامشلي أقلقت النظام، وظهر ذلك من خلال رد الفعل والإجراءات التي اتخذها النظام خلال الأيام القليلة الماضية ضد مناطق تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية داخل مدينة حلب.
وقام فرعا أمن الدولة والأمن العسكري وبمساندة مجموعات من “الفرقة الرابعة” بتطويقهما وفرض إجراءات أمنية غير مسبوقة، وتنفيذ عمليات تفتيش ومحاولة اعتقال بعض قيادات الوحدات أو المقربين منهم.
كسبت قسد جولة المواجهة مع النظام في القامشلي وبخسائر قليلة وفي وقت قياسي فهل تطمع في تكرار التجربة في الحسكة حيث تتواجد القوة الأكبر للنظام و”الدفاع الوطني” و “كتائب البعث” فيها باعتبارها مركزاً للمحافظة؟