الجمعة 14 أيار/مايو 2021
سوريا اليوم – متابعات
ما أن ينتصف نهار يوم وقفة العيد حتى تبدأ نساء درعا التحضير لخبز حلوى “خبز القالب”، المتوارث كطقس لا ينفصل عن “الفطر” و”الأضحى”.
تلتم النساء لمساعدة بعضهن خلال يوم “الوقفة” السابق للعيد، لتحضيرات الحلويات المعتادة كـ”المعمول” و”الكعك” و”خبز القالب”. “يوم شاق وصعب ولكن له طقوس وبهجة بدونها لا حلاوة للعيد”، كما تقو “أم مراد” في تحقيق أعده موقع “عنب بلدي” بمناسبة حلول عيد الفطر.
كيف يحضر الخبز؟
في وعاء كبير وضعت المرأة الخمسينية الطحين، وأضافت عليه “الحوايج” (كما يطلق عليها في درعا)، وهي المقادير المكونة من الشومر والمحلب واليانسون والسمسم وجوز الطيب والخميرة، وأضافت مكونات تفضل استخدامها ضمن العجينة، مثل القليل من التمر المطحون والحليب الطازج المغلي، وعجنت المكونات مع الماء الدافئ حتى تماسكت.
أضافت “أم مراد” زيت الزيتون في أثناء العجن، ثم غطت العجينة الناتجة وتركتها لتختمر مدة ساعتين، قبل أن تتابع العمل مع بناتها وزوجات أبنائها اللواتي قدمن لتقديم يد المساعدة.
“رائحة المكونات وخاصة الشومر تعبق بالمكان وتفتح الشهية لتناول الخبز”، قالت علياء (22 عامًا)، إحدى الفتيات اللواتي يجلسن في حلقة الخبز بمدينة طفس بريف درعا الغربي.
لا تتخيل علياء العيد من دون “خبز القالب”، الذي يقدم للمعايدين في أول أيام العيد، حسبما قالت لعنب بلدي، مضيفة أن طقوس صناعته رافقها منذ طفولتها، “ولكنه يحتاج لخبرة لا تمتلكها إلا النساء الكبيرات بالعمر”، في إشارة منها لوالدتها.
تعمل النسوة بقرب فرن قديم، وفي حين تُقرّص هناء (24 عامًا)، زوجة أحد أبناء “أم مراد”، العجين، تفرده علياء على قالب خشبي مخصص للخبز.
“لا يمكن أن تتخيل بيت في درعا ولا يوجد فيه قالب خشبي لصنع الخبز”، قالت “أم مراد” وهي تدخل العجين المرقوق للفرن، وبلونه الأشقر تخرجه بعد شيه.
“أبو مراد” (55 عامًا) ينتظر صباح العيد لتناول الحلوى، “نستقبل صباح العيد بخبز العيد وهو طيب المذاق، أفضله سخنًا مع كأس شاي، ولا يمكنني تخيل العيد بدونه”.
وبعد تحضير الخبز توزع بعض الأرغفة على العائلات الفقيرة، بحسب عادة أهالي درعا.