الأربعاء 26 أيار/مايو 2021
سوريا اليوم – القامشلي
ينهمك جميل شاكر(44عاماً) وهو نازح من مدينة سري كانيه (رأس العين)، في صيانة سيارته قبل حلول المساء ليكون بمقدوره تشغيل إنارة منزله بواسطة بطارية السيارة في ظل انقطاع التيار الكهربائي في بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، بحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة “نورث برس” اليوم الأربعاء.
ولضيق الحال لا يملك النازح مولدة كهربائية بديلة ليغدو كحال العشرات من العائلات في البلدة، في ظل عدم توفر مولدات عامة في حيه الواقع وسط البلدة والتي توزع الكهرباء بنظام الأمبيرات بالاشتراك بين سكان الحي.
وقال النازح إن الكهرباء النظامية تصلهم ساعة أو ساعتين في اليوم، “زوجتي تغسل ثيابنا يدوياً، بينما نقوم بشراء قوالب الثلج من المعامل لشرب مياه باردة.”
وأضاف: “أغلب الأيام نبقى في الظلام”.
وتفتقر أغلب أحياء تل تمر لمولدات كهرباء عامة ولا يملك معظم السكان مولدات خاصة لتشغيلها في ظل انقطاع شبه كلي للكهرباء النظامية.
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحبس تركيا المياه في ست سدود، أكبرها سد ”أتاتورك” ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط، مخالفة بذلك الاتفاقية الدولية.
وبحسب اتفاقية عام 1987 الموقعة بين دمشق وأنقرة والمتعلقة بنهر الفرات، تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل.
ويقتصر الوارد المائي في نهر الفرات الآن، على أقل من 200 متر مكعب، بحسب الإدارة العامة لسدود شمال شرقي سوريا.
كهرباء شبه معدومة
وكباقي المناطق في شمال شرقي سوريا، انخفضت ساعات الكهرباء في تل تمر وباتت شبه معدومة، حيث تصل ساعة أو ساعتين كل يومين.
وفي ظل استمرار تركيا بحبس مياه نهر الفرات وزيادة ساعات تقنين الكهرباء، تقضي عائلات أيامها تحت وطأة حر الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وقبل عشرة أيام، قال إداري في السدود العامة في شمال شرقي سوريا، إن تدفق نهر الفرات يواصل الانخفاض إلى نسب وصلت إلى 181 متر مكعب في الثانية.
وتتسبب قلة الوارد المائي بتأثيرات سلبية على مختلف مناحي الحياة، حيث تضررت محاصيل زراعية كانت تعتمد على مياه الفرات، إضافة إلى تقنين في الكهرباء في معظم مناطق شمال شرقي سوريا، نتيجة انخفاض مناسيب البحيرات.
كما تسبب انخفاض منسوب المياه بخروج المضخات الخاصة بالشرب عن الخدمة في معظم المناطق، إضافة لتأثيرات سلبية على تأمين مياه الشرب للسكان والثروة السمكية والزراعة والأمن الغذائي للمنطقة بشكل عام.
وطالبت إدارة السدود العامة، في أكثر من مناسبة، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، للتدخل من أجل الضغط على تركيا للعودة إلى الاتفاقيات الدولية بخصوص كميات المياه، “لأن الوضع الحالي يهدد بكارثة إنسانية وبيئية”.
وفي شارع فلسطين بالبلدة، يعتمد رستم كوتي وهو صاحب محل لصيانة الهواتف المحمولة على مولدة كهربائية خاصة طيلة اليوم، مما يضاعف الأعباء المالية عليه، والتي تؤثر سلباً على عمله.
أعباء مالية
وقال “كوتي” إن مشكلة انقطاع الكهرباء أثرت بنسبة 90% على عمله، “صيانة الهواتف التي كانت تستلزم ساعة، الآن تستغرق ثلاثة أيام وأحياناً الصيانات الكبيرة تستغرق أكثر من أسبوعين أيضاً”.
ويعتمد أصحاب ثلاث محلات متجاورة على مولدة “كوتي”، حيث تزداد أعطالها، “قبل يومين دفعت 20 ألف ليرة ثمن صيانتها، بالإضافة إلى أننا ندفع نحو ثمانية آلاف كل يومين ثمن البنزين”.
وتعتمد الإدارة الذاتية حالياً على منشأة توليد السويدية بريف القامشلي، كمصدر وحيد للطاقة في إقليم الجزيرة لتعويض النقص الحاصل في الكهرباء.
وقال خالد رحيم وهو صاحب مطعم شعبي في تل تمر، إن انقطاع الكهرباء أثر على عمله حيث تفسد المأكولات ضمن البراد، “مما دفعني للاعتماد على مولدة كهربائية صغيرة”.
وأشار “رحيم” إلى أنه يقوم بتشغيل مولدته لساعات محدودة في اليوم نظراً لأعباء المالية الكبيرة التي تترتب عليه.
“نشتري لتر البنزين بـ210 ليرات سورية، ونواجه صعوبة في تأمينه، إذ أقوم بتشغيل المولدة أربعة ساعة في اليوم وذلك للحفاظ على المواد لدي، لأن تكلفة تشغيلها باهظة جداً طوال اليوم”.