الأربعاء 26 أيار/مايو 2021
سوريا اليوم – دمشق
اهتمت وسائل الإعلام الحكومية الرسمية اليوم الأربعاء 26 أيار/مايو 2021 بانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية، في تغطية إعلامية غير مسبوقة.
فلأول مرة رأي السوريون عبر وسائل الإعلام الرسمية صور 3 مرشحين أحدهم مصنف “معارضاً” يذهبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية المباشرة الثانية في تاريخ سوريا.
ونقلت حسابات الرئاسة السورية على وسائل التواصل الاجتماعي صور المرشحين الثلاثة وهم يدلون بأصواتهم في مراكز انتخابية مختلفة، وهو أمر غير مألوف في سوريا.
ونشرت الرئاسة السورية صوراً لتوافد السوريين إلى مراكز الاقتراع في المحافظات السورية لاختيار مرشحهم لرئاسة الجمهورية.
كما بثت قنوات التلفزيون الرسمية وشبه الرسمية صور المرشحين وتصريحاتهم على هامش الانتخابات التي تنتهي الليلة لاختيار الرئيس الجديد للجمهورية.
ويُتوقع الليلة أو غداً الخميس إعلان فوز الرئيس بشار الأسد برئاسة الجمهورية لولاية رابعة تستمر حتى عام 2028.
الأسد يصوت في دوما ويتحدى المجتمع الدولي
وأدلى “المرشح بشار الأسد” كما سمته وكالة الأنباء الحكومية (سانا) وزوجته بصوتيهما اليوم في مدينة دوما بريف دمشق، التي لحقها دمار كبير خلال الأزمة السورية بسبب المواجهات العسكرية بين النظام والمعارضة.
وتحدث الأسد عن أهمية دوما ورمزيتها، وقال “بما أنها الزيارة الأولى لنا بعد التحرير فلا بد من أن نبدأ بتهنئة أهالي هذه المدينة على التحرير من الإرهاب وعلى العودة إلى حضن الوطن وعلى المساهمة مع أشقائهم في باقي المناطق التي تم تحريرها ومع أبناء الوطن بشكل عام في إعادة الحياة إلى طبيعتها ولو تدريجياً وفي المشاركة بالاستحقاقات الوطنية سواء الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية اليوم”، بحسب تعبيره.
كما توجه الأسد برسالة تحدٍّ إلى المجتمع الدولي الرافض للانتخابات الرئاسية، وقال “هذا الاستحقاق ورد الفعل الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أن المواطن السوري حر، قرار المواطن السوري بيده، بيد الشعب ليس بيد أي جهة أخرى”.
وتابع “كل ما نسمعه من تصريحات مؤخراً من دول غربية معظمها ذات تاريخ استعماري بدأت من قبل الحملة واستمرت حتى الأيام القليلة الماضية وربما الساعات القليلة الماضية التي تعلق على هذه الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدد شرعيتها وعدم شرعيتها طبعاً نحن كدولة لا نهتم أبداً بمثل هذه التصريحات ولكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه هو ما يقوله الشعب”.
وأضاف “أنا أعتقد بأن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح على كل هؤلاء وهو يقول لهم قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار”.
مرعي من دمشق: سأقبل بالنتيجة مهما كانت
أما المرشح “المعارض” محمود مرعي، فقد أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية في مركز مدرسة جودت الهاشمي بالعاصمة دمشق.
وفي تصريحات للصحفيين عقب التصويت نقلتها وكالة (سانا) قال مرعي “أنا مرشح للمعارضة الوطنية الداخلية والخارجية وترشيحي يعد خرقاً للمرة الأولى في سورية بوجود مرشح معارضة يتوجه إلى صناديق الاقتراع وينتخب نفسه ويعبر عن رأيه”.
وأضاف “أقول لكل السوريين اذهبوا وتوجهوا إلى مراكز الاقتراع واختاروا البرنامج الأفضل وانتخبوا الإنسان الأكفأ لقيادة سورية”، مؤكداً “نحن نريد سورية دولة ديمقراطية تعددية تداولية، وليس انتخاب بيعات ومسيرات، نريد انتخابات تعددية لأن الدستور السوري يحتاج إلى تعديل وتطوير يقول سورية دولة تعددية وليس أن تكون سوريا حزب الجبهة الواحدة، بل أصبح في سوريا تعددية سياسية تحتاج تفعيلاً وتطويراً، نحن دخلنا الانتخابات ببرنامج يقول أننا نريد حكومة وحدة وطنية تشاركية ومؤتمراً وطنياً للحوار السوري وأن نخرج من أزمتنا ونحرر أرضنا من الاحتلالات الإسرائيلية والأمريكية: نحن ما زلنا متمسكين بالحوار، الحوار بين السوريين وعودة اللاجئين والإفراج عن المعتقلين وفصل السلطات ودستور عصري وكل ما تضمنه برنامجنا الانتخابي”.
وأكد مرعي أنه يقبل بنتائج التصويت وبإرادة الشعب السوري وخياره ومهما كانت النتيجة سيقبل بها، وقال “سأتابع تنفيذ برنامجي الانتخابي سواء نجحت بالانتخابات أم لم أنجح”، لافتاً إلى أن أهم شيء في برنامجه الانتخابي “مؤتمر وطني سوري سوري يعقد بدمشق لأن الحل في دمشق بأيدي السوريين وليس في جنيف، ونريد أن نعيد المعارضة الوطنية الخارجية النظيفة والشريفة كي تحضر هذا المؤتمر وكي نصل إلى مخرج يخرج سورية من هذه الأزمة”، بحسب تعبيره.
وأوضح مرعي أنه “يجب أن نعتاد على وجود معارضة في سورية وهي حالة صحية”، وهاجم الذين يقولون في الخارج إن الانتخابات الرئاسية في سورية “غير صحيحة ومزورة ومعلبة”، وقال “هذا كلام غير صحيح فالسوريون هم من يعبرون عن وجهة نظرهم في الداخل والخارج”.
ومضى مرعي يقول “نحن بدأنا تطبيق الديمقراطية، فالديمقراطية في سورية وليدة وحديثة وأول مرة يترشح مرشح معارضة للانتخابات وهذا ما أتمسك به وأشجعه وأدعمه، ولكن يجب أن نطوره ونحسنه حتى نصل إلى الأفضل”، مؤكداً أن “سوريا تواجه حالياً حرباً اقتصادية ولم تنته العسكرية لأنه توجد أرض محتلة من التركي والأمريكي ويجب تحريرها لأن الموارد الأساسية تنهب من الاحتلالات التركية والأمريكية والإسرائيلية”، على حد تعبيره.
عبد الله يصوت في مركز مجلس الشعب
أما المرشح الرئاسي الثالث عبد الله سلوم عبد الله، فقد أدلى بصوته في المركز الانتخابي بمقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري.
وبعكس مرعي، فقد تجنب عبد الله إطلاق تصريحات صحفية لافتة بعد التصويت.