الأربعاء 1 حزيران/يونيو 2021
سوريا اليوم – دمشق
غيّبت وسائل الإعلام الحكومية السورية المرشح “المعارض” المحامي محمود مرعي الذي خسر الانتخابات الرئاسية السورية بفارق ساحق، بحسب ما أعلنت السلطات السورية.
وبعد أن كانت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية تستضيف مرعي وتنقل تصريحاته بشكل شبه يومي، في أداء اعتُبر “غريباً ولافتاً” بالنسبة للمواطن السوري، انتهى الظهور الإعلامي له بمؤتمر صحفي عقده قبل ثلاثة أيام بارك فيه للرئيس السوري بشار الأسد بفوزه في الانتخابات، وأعلن قبوله بالنتيجة.
وفي آخر ظهور لمرعي، نقلت وكالة الأنباء الحكومية (سانا) عنه السبت 29 أيار/مايو إعلانه في مؤتمر صحفي عقده مساء ذلك اليوم بدمشق باسم الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة التي مثلها في الانتخابات التي جرت في 26 أيار/مايو الجاري، أن “مرحلة التنافسية انتهت مع انتهاء الانتخابات الرئاسية السورية، وأن الشعب السوري قال كلمته وانتخب رئيساً لبلاده”.
وقالت الوكالة إن مرعي تحدث “مهنئاً باسمه وباسم المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية وباسم الجبهة الديمقراطية السورية الدكتور بشار الأسد بفوزه بمنصب رئيس الجمهورية”.
وقال مرعي “قبلت بنتائج الانتخابات أياً تكن، وأبارك للرئيس الأسد انتخابه رئيساً لكل السوريين، وكلنا أمل أن نحقق معاً تحرير سوريا من الاحتلالات والإرهاب وأن تعود واحدة موحدة، وأن نعمل معاً من أجل عقد مؤتمر حوار وطني سوري سوري بدمشق بحضور الدولة السورية والمعارضة الوطنية الداخلية والخارجية”.
وأشار مرعي إلى متابعة العمل مع الحكومة السورية “من أجل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم وتأمين حياة وعودة كريمة لهم ليسهموا بإعادة الإعمار، والعمل أيضاً من أجل رفع الإجراءات الغربية القسرية أحادية الجانب التي فرضت على الشعب السوري وأثرت على اقتصاد البلاد”، مؤكداً “أننا سنعمل من أجل سوريا دولة مواطنة متساوية لجميع أبنائها والوقوف ضد الاحتلال الصهيوني والأمريكي ومنع سرقة النفط والغاز والحبوب والقطن من قبل الأمريكي والتركي”.
وأضاف مرعي “نحن مع فصل السلطات والتشاركية والتعددية وتفعيل الحياة السياسة. ونقول بالنتيجة نحن معارضة وموالاة نضع يدنا بيد الدولة من أجل العمل والبناء لتكون سوريا لكل السوريين بغض النظر عن الانتماءات الإثنية والدينية”.
ورداً على سؤال (سانا) حول موقف معارضة الداخل من المعارضة الخارجية من الانتخابات ونتيجتها، أكد مرعي “أن المعارضة المرتبطة بأجندات أجنبية والتي تعمل لمصلحة استخبارات إقليمية ودولية وتؤيد الاحتلال وزارت العدو الصهيوني ليست معارضة ولا تؤتمن على مستقبل سوريا، وأن التعويل فقط على إرادة الشعب السوري الذي قال بعد عشر سنوات من الحرب نعم لإعادة البناء وللوقوف في وجه الاحتلالات”.
ولفت مرعي إلى أنه “لأول مرة بتاريخ سوريا يترشح فيها معارض ومعتقل سياسي للانتخابات الرئاسية ويعطيه البرلمان السوري تأييداً من 35 نائباً. وأول مرة تسمح الدولة السورية لهذا المرشح أن يرفع اللافتات والصور والإعلانات ويتحدث على الإعلام بكل شفافية”، لافتاً إلى أن “هذه التجربة هي ذهنية جديدة في سوريا علينا أن نتمسك بها ونعمل لتفعيل الحياة السياسية عبر التشاركية لنكون جميعاً في خدمة الدولة السورية”.
وحول الإعلان مساء الخميس الماضي عن فوز الرئيس السوري بشار الأسد بنسبة 95.1% من أصوات الناخبين الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية مقابل 3.3% لمحمود مرعي، و1.5% للمرشح الثالث عبد الله سلوم عبد الله، قال مرعي إن “هذا التأييد الجماهيري أمر طبيعي لرئيس صمد وكان حريصاً على وحدة سوريا، وهذه نقطة مهمة بشخصيته فهو صمد عشر سنوات في وجه الاحتلالات والإرهاب، وصمد عندما كانت المجموعات الإرهابية تطوق دمشق، ولم يغادر وقاتل الإرهاب، واستطاع أن يحرر جزءاً من التراب السوري، ونحن معه في المعارضة الوطنية من أجل تحرير باقي الأجزاء”.
وأشار مرعي إلى أن هناك مشروعاً للمعارضة الداخلية بالتعاون مع الدولة السورية للتحضير لمؤتمر وطني عام سوري سوري من أجل الوصول إلى مخرج سياسي يطبق الحل السوري بإرادة سورية وبأيد سورية، بحسب تعبيره.
وكان الرئيس السوري أعلن عقب فوزه بالانتخابات أن “اختيار الشعب” له شرف عظيم مؤكداً أن سوريا ستتمكن من “هزيمة كل أعدائنا”.
وكانت المعارضة السورية رفضت الانتخابات قبل أن تبدأ. وفي حين اعتبرت الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية السورية غير حرة أو نزيهة، أشادت روسيا بنزاهة الانتخابات.