الثلاثاء 15 حزيران/يونيو 2021
سوريا اليوم – دمشق
وجه دبلوماسي سوري سابق نقداً لاذعاً إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قبل يوم واحد من القمة المرتقبة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتن.
وقال د. تركي صقر سفير سوريا الأسبق في إيران، ورئيس التحرير السابق لصحيفة البعث (الناطقة بلسان في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم)، في مقال نشرته صحيفة تشرين السورية الحكومية اليوم الثلاثاء بعنوان “قمة على صفيح ساخن”، إن القمة القمة الروسية – الأمريكية تعقد غداً الأربعاء في جنيف “وسط توترات شديدة بين الدولتين العظميين، ولا توحي التصريحات النارية التي بدأها جو بايدن ضد روسيا وضد الرئيس بوتن شخصياً منذ وصوله البيت الأبيض وحتى ما بعد الإعلان عن القمة أن هناك إمكانية لاختراق ما قد يحدث في القمة حول مختلف القضايا المتنازع عليها، والتي أخذتها سياسة العقوبات الأمريكية المفتوحة والتهديد بها إلى مزيد من التعقيد والتأزم”.
وأوضح صقر أن الرئيس بوتن قابل “تصريحات بايدن المتوترة جداً والخارجة عن المألوف بين رؤساء الدول ولاسيما عندما وصفه بالقاتل بمنتهى برودة الأعصاب ولم تخرج ردوده عن اللياقة الدبلوماسية والمنطق الهادئ، ما حدا بالجانب الأمريكي إلى حذف ما هو متعارف عليه من انعقاد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين في نهاية القمة خشية فشل بايدن أمام الرئيس الروسي بوتين كما حصل سابقاً في قمة بوتين – ترامب، وتم الاكتفاء بمؤتمر صحفي منفرد للرئيس بايدن في أعقاب القمة”.
وأضاف المسؤول السوري السابق “في مطلق الأحوال مجرد انعقاد القمة بين رئيسي أكبر قوتين في العالم في حد ذاته حدث مهم للغاية في سياق إمكانية تحقيق الاستقرار الإستراتيجي العالمي. ورغم أن إدارة بايدن كانت مترددة في عقد هذه القمة بداية واعترض عليها أصحاب الرؤوس الحامية في الحزب الديمقراطي لكنها وجدت نفسها مضطرة للقبول بها نتيجة بروز روسيا كلاعب دولي لا يمكن تجاوزه في أي قضية من القضايا العالمية”.
وتابع الدبلوماسي السابق يقول “حاول بايدن التغطية على قبوله عقد القمة برفع سقف الاتهامات للرئيس بوتن حول ما أطلق عليه “الأنشطة الخبيثة وانتهاك حقوق الإنسان” وخاصة ما يتعلق بالمعارض الروسي ألكسي نافالني وهي اتهامات غير مقنعة”.
وختم تركي صقر مقاله بالقول إنه على عكس التوقعات التي رافقت وصول بايدن إلى السلطة بتخفيف التشنج في العلاقات الدولية، فإن الأيام المئة الأولى من حكمه “شحنت الجو الدولي بالتوتر الشديد، ولاسيما تصويبه على روسيا عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وكذلك على الصين، حيث حرض الدول السبع في قمتهم الأخيرة في لندن ليكونوا صفاً واحداً ضدها، لكن ما فات بايدن أن انفراد واشنطن بالقرار الدولي قد أصبح من الماضي وأن زمام المبادرة لم يعد بيدها وحدها بعد الآن”، بحسب تعبيره.
يُذكر أن د. تركي صقر تولى منصب المدير العام لدار البعث ورئيس تحرير صحيفة “البعث” بين عامي 1982 و2001. وفي عام 2001 تم تعيينه سفيراً للجمهورية العربية السورية إلى إيران. وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وفي اتحاد الصحفيين في سوريا.