الأحد 20 حزيران/يونيو 2021
سوريا اليوم – دمشق – جنيف
شهدت المعارضة السورية غير المنضوية تحت جناح “الائتلاف الوطني” المقرّب من تركيا تحركات جديدة، تمثلت في انتخاب الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) قيادة جديدة، وفي إعلان معارضين سوريين بأوروبا استعدادهم لعقد مؤتمر وطني عام في جنيف بعد شهرين.
قيادة “جود” الجديدة
وأعلنت الهيئة التنفيذية لـ”جود” أنها عقدت اجتماعها الأول وانتخبت رئيساً ونائب رئيس وأميناً للسر، وبدأت بتشكيل مكاتبها ولجانها.
وجاء إعلان “جود” قبل يومين فقط، مع أن الهيئة التنفيذية للجبهة عقدت يوم الأحد 6 حزيران/يونيو الجاري جلستها الأولى بحضور أعضائها وعضواتها ممثلي المكونات المؤسِّسة للجبهة، وممثلي الشخصيات الوطنية المستقلة المؤسِّسة.
وتم في الاجتماع بالتوافق اختيار سليمان الكفيري رئيساً لهيئة “جود” التنفيذية في فترتها الأولى، كما اختير الدكتور جون نسطة كنائب رئيس توافقي للهيئة، واختير أحمد العسراوي بالتوافق أميناً لسر الهيئة التنفيذية.
وفي سياق مسعى الهيئة التنفيذية تشكيل مكاتب “جود” ولجانها الأساسية، تم اختيار الاستاذ محمد ملّاك رئيساً لمكتب الإعلام، واتفق أعضاء الهيئة على استكمال تشكيل المكاتب واللجان في الاجتماع القادم.
وذكّرت “جود بما جاء في برنامج العمل الذي طرحته في رؤيتها السياسية، ومن ذلك:
- إيلاء اهتمام خاص للتواصل مع تجمعات شعبنا حيثما وُجدت، والتركيز على إيجاد الظروف المناسبة لحصول المرأة على حقوق وواجبات المواطنة المتساوية دون أي تمييز، وتمكينها من ممارسة دورها في الدولة والمجتمع، كذلك فيما يتعلق بدور الشباب، ودعمِ الحكومة والمجتمع المدني لهم في كافة المجالات، وضرورةِ إتاحة الفرص أمامهم للقيام بدور قيادي في الحاضر والمستقبل.
- المهمةُ العاجلةُ أن تباشَرَ دراسة مخرجات “المؤتمر التأسيسي” بحيث تكون المرجعية في الحوارات مع جميع القوى والشخصيات الوطنية المرشحة للمساهمة في خطط و توجّهات الجبهة الوطنية الديموقراطية المنشودة.
- وضعُ خطة عمل تتوجّه إلى القوى والتشكيلات والهيئات السورية، التي تعلن عن هويتها الديموقراطية وعن التزامها بالعمل لتحقيق أهداف المشروع الوطني الديموقراطي، على أرض الواقع، ويتم التنسيقُ وبدءُ الاتصال والحوار المباشر معها على قاعدة الرؤية السياسية والبرنامج المرحلي، لتناقَشَ في ضوء ذلك إمكانيةُ انضمامِها إلى هذا المجهود الوطني، ومشاركةِ مندوبي كلٍّ منها في التحضير لمؤتمر موسع للقوى الوطنية الديموقراطية.
- إعدادُ خطة عمل لدعوة الشخصيات الوطنية المقترحة للحوار بهدف مساهمتها في الجهود الرامية لعقد مؤتمر موسع للقوى الوطنية الديموقراطية، على أن يتم اختيار ممثلين عنهم لعضوية المؤتمر، ومن الهامِّ الاستفادة من الخبرات التي تعبّر عن استعدادِها للمشاركة في تحمل هذه المسؤولية.
- تعملُ (جود) على إنشاءِ موقعٍ رسمي لها، ناطقٍ باسمها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما يوفرُ لها الإعلانَ عن قيمِها وأفكارِها ومواقفِها، والإشارةَ إلى أنشطتِها وعملِها، كذلك التواصلَ والحوار وتبادلَ الآراء، والمعلومات والخبرات، بكل ما يساعدُها على أداء عملها بصورة أفضل.
- تعتمدُ (جود) على جهود وإمكانات القوى التي تمثلها، بالتفكير الجاد لتأمين مستلزمات واحتياجات انعقاد مؤتمر موسع للقوى الوطنية الديموقراطية وعوامل إنجاحِه، سواء من حيث الظروفُ الملائمةُ والمكانُ المناسب، أو من حيث المتطلباتُ المادية واللوجستية، للوصول إلى تحقيق هذه الغاية.
وكانت الجبهة الوطنية الديموقراطية (جود) عقدت مؤتمرها التأسيسي على الإنترنت بمشاركة أعضائها في سوريا والخارج يوم الثلاثاء 18 أيار/مايو الماضي بحسب بيان نشرته على فيسبوك، بعد أن كانت السلطات السورية منعت عقد المؤتمر خلال نيسان/أبريل الماضي بعد أن نشرت “جود” مسودة رؤيتها السياسية.
وتقول الجبهة إنها أهدافها المعلنة تشمل السعي “لتوحيد جهود المعارضة الوطنية الديمقراطية، على طريق حوار سوري سوري تعمل (جود) على التهيئة لإطلاقه خلال الفترة الانتقالية”.
مؤتمر “السيادة والقرار”
من جهة ثانية، أعلن القائمون على “المؤتمر الوطني السوري لاستعادة السيادة والقرار” انتهاء الاستعدادات لعقد المؤتمر، مشيرين إلى أن الهدف هو بناء جسم سياسي سوري يناضل من أجل تحقيق طموحات الشعب في اسقاط نظام الاستبداد وإقامة الدولة الديمقراطية، بحسب ما ذكر موقع “المدن” اللبناني.
وحسب أعضاء في اللجنة التحضيرية، فإن المؤتمر سينعقد في 21 و22 آب/اغسطس 2021، بعد أن كان مقرراً في وقت سابق، لكن القيود التي فُرضت بسبب تفشي وباء كورونا فرضت تأجيله أكثر من مرة.
وقال عضو اللجنة التحضيرية سمير هواش في تصريح لـ”المدن”، إن “المؤتمر بوشر العمل عليه منذ أكثر من سنتين وكان يجب أن يعقد في برلين في نيسان/أبريل 2020، ولكن بسبب جائحة كورونا اضطرت اللجنة لتأجيله، وباعتبار أن الجائحة بدأت بالانحسار فقد تقرر عقده في جنيف في آب/أغسطس”.
وأضاف أن “جميع السوريين مدعوون للمشاركة في المؤتمر من دون استثناء، ما عدا من عُرف عنه ارتكاب الجرائم الفساد المالي، فالمشاركة هي بالأسماء الشخصية وليس بتمثيل مؤسساتي، سواء كتل أو هيئات أو أحزاب أو غير ذلك، ودور اللجنة التحضيرية هو الوصول لعقد المؤتمر، ولحظة انعقاده ينتهي دورها”.
وتتكون اللجنة التحضيرية للمؤتمر من مجموعة من الشخصيات السياسية المعارضة، منهم : هيثم مناع، صلاح وائلي، محمد وليد تامر، سمير هواش، يونس كنهوش، منيرفا الباروكي، هدى الحمصي، اللواء محمد الحاج علي، هدى المصري، عبد الكريم آغا، المقدم عدنان طلاس، وآخرين.
وأشار هواش إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو “الوصول الى اتفاق سوري-سوري حول الأزمة، والاتفاق على سوريا المستقبل، وإنهاء الانقسام وتوحيد الرؤية كما نراها نحن السوريين بكل أطيافنا الاجتماعية واصطفافاتنا السياسية”. وتابع “بعدها ستكون مهمة المؤتمر تسويق هذا الاتفاق أو الرؤية لدى الدول المعنية بالملف السوري”، مؤكداً عدم الحصول على التمويل أو الدعم من أي جهة من أجل الحفاظ على الاستقلالية.
مؤتمر للقوى الوطنية السورية
وبالتوازي مع هذه الجهود، قال موقع “المدن” إن اللجنة التحضيرية لـ”مؤتمر القوى الوطنية السورية” تواصل التجهيز لعقد المؤتمر الذي تأجّل هو الآخر بسبب وباء كورونا.
وحسب معلومات خاصة حصلت عليها “المدن”، فإن هذا المشروع الذي تقوم عليه شخصيات معارضة بارزة، مثل فداء حوراني وحسين السيد وأحمد خطاب وغيرهم، بات ناضجاً تقريباً بعد أن أنجزت اللجنة التحضيرية الخاصة به الوثائق والأوراق المتعلقة بالتصورات حول المرحلة الانتقالية ونظام الحكم في الدولة القادمة والعلاقات الخارجية وغيرها.
وقال الموقع إن كثيراً من المعارضين يرون أن الحل الأفضل لأزمة المعارضة والصراع في سوريا هو انعقاد مؤتمر وطني عام. ومنذ أن أجرى الائتلاف الوطني المعارض انتخاباته الداخلية السابقة، والتي شهدت التوافق بين كتله على تبادل المناصب بين رئيس الائتلاف نصر الحريري ورئيس هيئة التفاوض أنس العبدة، تداعى العشرات من المعارضين لإنشاء أجسام سياسية جديدة لـ”تمثيل المعارضة” بينما تعثرت محاولات أخرى بسبب الخلافات بين القائمين عليها، بحسب “المدن”.