الثلاثاء 6 تموز/يوليو 2021
سوريا اليوم – دمشق
يستعد الطرفان الحكومي والمعارض في سوريا، بالإضافة إلى الضامنين الثلاثة (روسيا، تركيا، إيران) للجولة 16 من محادثات أستانا بشأن الأزمة السورية، والتي تستضيفها العاصمة الكازاحية نور سلطان يومي 7 و8 تموز/يوليو الجاري.
وفد الحكومة: سنركز على الرسالة التي وجهها السوريون في الانتخابات
وفي هذا السياق، أعلن معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان الذي سيترأس وفد الحكومة السورية إلى الجولة الجديدة من محادثات “مسار أستانا”، أن “أجندة الوفد ستتركز على الرسالة التي وجهها السوريون خلال الانتخابات الرئاسية، برفض أي تدخل بالشأن السوري وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين، وكذلك على إنهاء الاحتلال، والممارسات الإجرامية التي يقوم بها النظام التركي في سورية”، بحسب تعبيره.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية عن سوسان قوله في تصريح خاص لها إن الوفد الحكومي سيصل إلى العاصمة الكازاخية اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أنه لم تجرِ تغييرات على الوفد الذي شارك في الجولة الماضية (رقم 15).
وحول أبرز ما ستتضمنه أجندة وفد الحكومة خلال هذه الجولة، أشار سوسان إلى “أن أهم التطورات التي حصلت في الفترة الماضية هو إجراء الاستحقاق الوطني المتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية، والذي وجّه خلاله السوريون رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر برفض أي تدخل بالشأن السوري ورفض أي شكل من أشكال الوصاية وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم، وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين”، مضيفاً “هذا التطور أعتقد أنه يجب أن يفرض نفسه على كل المواقف الأخرى لتغيير مقاربتها تجاه الأوضاع في سورية”.
وتزامنت تصريحات سوسان مع إعلان وزارة الخارجية الروسية عن لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، والممثل الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، حيث جرى وحسب بيان الخارجية الروسية “تبادل مفصّل لوجهات النظر حول الوضع الراهن في سورية، مع التأكيد على أهمية تعزيز العملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة”.
المعارضة: سنركز على إبقاء المعابر مفتوحة
من جهة ثانية، كشف وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانا برئاسة أحمد طعمة عضو الائتلاف الوطني السوري أن مسألة استمرار المعابر الإنسانية في تقديم المساعدات ستكون حاضرة على رأس أجندة اجتماعات “أستانا 16” بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، بحسب ما نقل تقرير لموقع تلفزيون سوريا المعارض.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة في أستانا أيمن العاسمي لوكالة الأناضول التركية للأنباء “في هذه الجولة والجولات السابقة المعارضة تمثل صوت الشعب السوري والثورة، ومن دون حضورها لا يمكن حصول أي اجتماع”.
وأضاف إن “المعارضة جزء من المسار، وتمثل آمال الشعب والثورة، وفاعليتها تتعلق بمدى الجدية التي تكون عليها الأطراف الأخرى وخاصة الروس، لأن الإيرانيين جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل”.
وأوضح أن “المعارضة تحاول التحاور مع الروس بالاجتماعات، وأن فاعلية وجودها بالمسار مركبة وليس بسبب جولة وبفترة مؤقتة أو آنية، هي موجودة بحكم نوع المعارضة التي معظمها عسكري، وهو جزء أساسي بالقضية السورية”.
وحول أجندة الاجتماعات أفاد العاسمي أن “الأجندة مستجدة دائماً ومدى الاتفاق عليها يكون حسب الجدية من قبل الروس تحديداً، ولكن واضح أن القضية تتعلق بالمعابر وخاصة أن الموضوع الإنساني مهم لكل السوريين”.
وقال “نحن نحرص على أن تستمر المساعدات لكل المناطق، وبقاء المعابر مفتوحة لضمان دخول المساعدات عبرها”، مشيراً إلى أن “هناك بوادر أمل وحلحلة في قضية المعابر”.
ولفت إلى أن “القضية الثانية هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانا وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية”.
واعتبر أن هذا “أمر غير إنساني وغير منطقي، وعلى الدول الداعمة له الانتباه لهذا الأمر”، مؤكداً أن المعارضة ترفض ذلك، وهي قادرة على الرد، ولكن تحرص دائماً على التهدئة لأنها ضرورية للحل السياسي”.
وقال العاسمي “أعتقد أنه في قادم الأيام سيكون لهذا المسار ربما فاعلية أكبر، وهو بالنهاية يتعلق بجدية روسيا بغض النظر عن إيران”، موضحاً أن “المسار له أهمية ويؤمل منه بتحقيق اتفاقات جديدة تساعد على الحل السياسي، والمزاج الدولي يساعد في هذا، خاصة التفاهمات غير المعلنة بين الروس والأميركيين”.
وأضاف “أعتقد مستقبلاً سيتم النقاش بمسارات سياسية إضافة للمسارات العسكرية، وسيكون من المسارات الأساسية التي تعتمد حلولا مثل اللجنة الدستورية”.
وحول توقعات وآمال المعارضة أوضح العاسمي أن “هناك تفاؤلا في هذا الصدد، ولكن التصريحات الروسية أحياناً لا تدفع للتفاؤل، إلا أن المزاج الدولي يساعد على الدفع في القضية”، مشيراً إلى أن “هناك عوامل كثيرة تساهم في إنجاح الاجتماع وهناك أمل”.
وقال “لقاءاتنا مع الجانب الروسي تتركز دائماً على دعمهم للنظام، يفترض دعمهم الحل السياسي، لأن الشعب قرر أن يغير النظام الديكتاتوري فيفترض بدولة فاعلة بأن يكون لها دور أفضل، ودعم بشار الأسد لن يجلب الاستقرار”.
وأشار إلى أن “المعارضة مستعدة للتعاون في القضايا المرتبطة بالقضية السورية التي لا تحل إلا بتوافق الأطراف الفاعلة والمعارضة، وإجبار النظام، وهو ما سنتناوله مع الروس ومواجهتهم بخروقات النظام باتجاه مناطق المعارضة”.
وختم بأن “الطموحات ليست كبيرة وبالنهاية نأمل نتيجة إيجابية، ويجب أن يكون هناك تركيز على المسائل المطروحة جميعها، بل يجب تحقيق المزيد، وسنبقى نشارك كمعارضة تطرح أفكارها وتوصل صوتها”.