منذ شهرين ونصف تقريباً شهدت ساحة سجن صيدنايا تحرير آلاف المعتقلين بعدما ذاقوا مرارة السجن والتعذيب لسنوات طويلة، إلا أن هذه الساحة الآن تستقبل فعاليات كانت الغاية منها عكس ما تم الإعلان عنه.
وضمن فعالية “إشهار” الرسمية لمؤسسة معتقلي الثورة السورية توافد المعتقلون والمعتقلات والكثير من ذوي المفقودين الذين لا يُعرف مصيرهم حتى الآن إلى ساحة سجن صيدنايا حاملين لافتات وصور أبنائهم، فتفاجأوا باستقبال أثار سخطهم وسخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي المتابعين لهذه الفعالية، إذ دخلوا ساحة السجن الذي شهد الكثير من المآسي، وذلك على وقع العراضة الشامية ودق الطبول وأغاني الثورة.
المنسق العام لهذه الفعالية عبد المنعم أكد ضمن نص الدعوة للمشاركة في الفعالية أن الهدف منها إيصال صوت المعتقلين للعالم باعتبار تم دعوة الصحف العربية والأجنبية لإجراء مقابلات مع المعتقلين السابقين وأهالي المفقودين، إضافة إلى قنوات تلفزيونية ذات جماهيرية كبيرة كالعربية والجزيرة وسكاي نيوز العربية، وكذلك وجود العديد من الفنانين ووجهاء العشائر والمسؤولين، مشيراً إلى أن مؤسسة معتقلي الثورة السورية مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتنسيق مع عدد من الوزارات الأخرى، من بينها وزارة الإعلام.
اقرأ أيضاً: كاريكاتير: سجن صيدنايا
ولم يقتصر الانتقاد في ساحة سجن صيدنايا على العراضة الشامية، إنما طالت انتقادات أخرى هذه الفعالية، فكانت ساحة السجن مسرحاً للترويج لعلامات تجارية كالشوكولا والقهوة كما أظهرت الصور، إضافة إلى إمكانية دخول كل من يرغب بذلك إلى أروقة السجن.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى معتقلون إعلاميون سابقون انتقدوا هذه الفعالية، واعتبروها استهزاء بجراح المعتقلين وأهالي المفقودين الذين لم تضمد جراحهم بعد، ودعوا لإغلاق سجن صيدنايا من قبل الجهات المختصة، وطي صفحته المؤلمة طالما أن هناك مسؤولين متابعين لقضية المفقودين.
اقرأ أيضاً: “الدفاع المدني” ينهي البحث في سجن صيدنايا ويؤكد عدم وجود أقبية سرية
وخلال فيديو نشرته على صفحتها الشخصية عبرت المعتقلة المحررة وفا المصطفى عن غضبها بسبب هذه الفعالية، وتساءلت عن عدم وجود بقعة جغرافية في كامل الأراضي السورية للترويج للعلامات التجارية سوى ساحة سجن صيدنايا؟
من جانب آخر، أوقفت وزارة الإعلام بعض مظاهر هذه الاحتفالية من علامات تجارية والعراضة دون إيقاف الفعالية كاملةً حرصاً على مشاركة الأهالي، ودعت إلى عدم الإشهار بمظاهر الاحتفالات في أي فعالية كهذه.
هذه الحادثة ليست المرة الأولى التي يتم فيها إقامة فعاليات تثير غضب الرأي العام السوري، إذ طالت الانتقادات ما يسمى بفعالية سواعد الخير التي قامت بطلاء جدران سجن أمني في اللاذقية، مما دفع بالنشطاء لشن حملة على المسؤولين عن هذه الفعالية، وعلى ذلك تم دعوة الحكومة السورية إلى إغلاق جميع السجون أمام العامة كي لا يتم العبث بها.
والجدير بالذكر أنه تم افتتاح سجن صيدنايا عام 1984، حيث زج وراء قضبانه معتقلون ومعتقلات الرأي والأحزاب السياسية المناهضة للنظام السابق.
اقرأ أيضاً: المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: تأجيل المؤتمر كان لإنجاحه