في خطوة جديدة تعكس تنامي العلاقات الثنائية بين دمشق والدوحة، شهدت العاصمة القطرية، الدوحة، توقيع مذكرة تفاهم بين هيئتي الطيران المدني في البلدين، الحدث الذي يمهد الطريق لتعزيز التعاون في قطاع الطيران المدني، ويفتح آفاقاً أوسع لمجالات الشراكة المستقبلية.
ووفقاً لما أفاد به المكتب الإعلامي لهيئة الطيران المدني السوري، جاءت هذه الخطوة استجابة لدعوة رسمية من الجانب القطري، حيث زار وفد سوري الدوحة وأجرى سلسلة من اللقاءات المكثفة التي تُوجت باتفاقية تهدف إلى تحسين وتطوير قطاع الطيران المدني بين البلدين.
وخلال المباحثات أكد الطرفان التزامهما بتعزيز أواصر العمل المشترك في مجالات الملاحة الجوية، وتطوير البنية التحتية، والتدريب المتخصص، وهو ما يُتوقع أن يعود بالفائدة على القطاع الجوي لكلا البلدين.
وعقب توقيع الاتفاقية، قام الوفد السوري بزيارة ميدانية لمقر إدارة العمليات في الخطوط الجوية القطرية، وتباحث الطرفان إمكانيات التعاون المستقبلية بين شركة الطيران السورية ونظيرتها القطرية، فيما أبدى الجانب القطري استعداداً واضحاً لتقديم الدعم من خلال تدريب الكوادر السورية في قطر، في خطوة تعكس التزام الدوحة بنقل الخبرات وتبادل المعرفة الفنية.
اقرأ أيضاً: وفود أردنية وقطرية وسعودية في دمشق لمناقشة الأمن والاقتصاد وعودة اللاجئين
كما شملت الزيارة مركز تدريب المراقبين الجويين، والتوصل إلى تفاهمات مبدئية بخصوص تدريب الكوادر السورية في هذا المجال، مع العمل على بلورة اتفاقية لاحقة لتنظيم هذا التعاون بشكل رسمي.
وبعيداً عن قطاع الطيران، تطرقت النقاشات إلى الأوضاع الإنسانية في سوريا، إذ أكدت الدوحة دعمها لمختلف المبادرات التي تسهم في تحسين حياة السوريين، سواء من خلال مشاريع الإغاثة أو المساعدات الإنسانية، وفي هذا السياق، سُلط الضوء على مبادرات قطر الأخيرة، كإقامة «مدينة الأمل» التي تهدف إلى توفير مأوى آمن للنازحين في الشمال السوري.
ورحبت قطر في وقت سابق بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل استقرار البلاد، مؤكدة أهمية تعزيز الجهود الدولية لدعم سوريا ومساعدتها في تخطي التحديات الراهنة، كما دعت إلى تكثيف المساعي لإيصال المساعدات الإنسانية ورفع العقوبات الاقتصادية التي تزيد من معاناة الشعب السوري.
اقرأ أيضاً: تركيا تبدأ بتحديث مطار دمشق الدولي لتعزيز سلامة الطيران
وعلى المستوى الإقليمي، تجدر الإشارة إلى أن هذا التقارب السوري القطري جاء بالتزامن مع اتصالات دبلوماسية مكثفة، حيث أكدت قيادتا الأردن وقطر، خلال اتصال هاتفي بين الملك عبد الله الثاني والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ضرورة دعم سوريا في جهودها للحفاظ على وحدتها واستقرارها، كما ناقش الطرفان تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأحداث الجارية في غزة والضفة الغربية.