أعلنت محافظة حمص، أمس الجمعة، إغلاق جسر الرستن، ثاني أكبر جسر في سوريا، بشكل كامل نتيجة تدهور حالته الهيكلية، مما يشكل خطراً على سلامة المارة والمركبات.
يعد جسر الرستن معبراً حيوياً يربط شمال وجنوب سوريا عبر الطريق الدولي السريع M5، تعرض لأضرار جسيمة جراء الغارات الجوية التي شنها الطيران الروسي في الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام المخلوع، والتي أدت لتصدعات في بنية الجسر، مما أثار مخاوف من انهياره الوشيك.
وأوضحت المحافظة أن هذا الإجراء يأتي كجزء من الجهود المبذولة لضمان سلامة المواطنين وتفادي أي حوادث محتملة نتيجة الوضع الحالي للجسر، مشيرة إلى أنه تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى جسر الرستن حتى الانتهاء من أعمال الصيانة وإعادة التأهيل، كما تم توجيه السائقين لاستخدام طرق بديلة، مثل المرور عبر مفرق المختارية اتجاه حمص، أو عبر مفرق السلمية اتجاه حماة،
اقرأ أيضاً: تركيا تبدأ بتحديث مطار دمشق الدولي لتعزيز سلامة الطيران
من جانبه، صرّح مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في سوريا، هيروشي تاكاباياشي، بأن فريقاً من الأمم المتحدة قام بتقييم الحالة الفنية لجسر الرستن، مشيراً إلى أن البرنامج يتواصل مع عدة جهات مانحة لتمويل عملية إعادة تأهيل الجسر قبل حدوث أي انهيار محتمل، ومعتبراً أن هذا التعاون الدولي يُظهر أهمية الجسر كمعبر استراتيجي وتأثيره الكبير على الحركة المرورية والتجارية في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، مصعب بدوي، خلال اجتماعه مع وفد الأمم المتحدة، على أهمية تأمين التمويل اللازم لإعادة بناء جسر الرستن، كما تمت مناقشة سبل التعاون في إعداد خطط التعافي ووضع منهجية لإعادة الإعمار، بما يضمن إعادة الجسر إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الحكومة السورية والمجتمع الدولي بإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مشروع لإعادة هيكلة القطاع المصرفي السوري بشراكة أوروبية
في الختام، إغلاق جسر الرستن خطوة ضرورية لحماية سلامة المواطنين وفي ذات الوقت يسلط الضوء على الحاجة الملحّة لإعادة تأهيل هذا المعبر الحيوي، ومن المتوقع أن يكون التعاون بين الجهات المحلية والدولية حاسماً في تسريع عملية الصيانة وإعادة الجسر إلى الخدمة لتسهيل حركة النقل وتعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.