بمشاركة أكثر من خمسة آلاف شاب داخل سوريا وخارجها، انطلقت في جامعة حمص فعاليات هاكاثون سوريا الذي تستضيفه حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وتنظمه مؤسسة startup Syria، وذلك بمشاركة أكثر من 23 جهة رائدة في الابتكار والتأثير والإعلام، وشركاء استراتيجيين ومجتمعيين.
ويهدف الهاكاثون لإيجاد حلول تقنية مبتكرة للمشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع السوري في الصحة والتعليم والاقتصاد والزراعة والسلام والتماسك الاجتماعي، وتستمر فعالياته لغاية 28 الشهر الحالي، ليتم في ختامه تحكيم المشاريع المقترحة، على أن يحصل المشاركون على فرصة تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع حقيقية تساهم في بناء مستقبل سوريا.
ويسعى هاكاثون سوريا لتشكيل فرق عمل مؤلفة من خمسة إلى ثمانية سوريين من رواد الأعمال والمبرمجين والمصممين والمبتكرين المهتمين بالتقنية والتكنولوجيا داخل سوريا وخارجها، يتعاونون لإنجاز مشروع تقني ريادي يحتوي حلولاً مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع السوري، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والاقتصاد والأمن الغذائي والتماسك الاجتماعي، بما يشكل فرصة للتعاون وصنع التأثير والمساهمة في تسريع تعافي سوريا.
اقرأ أيضاً: أيمن أصفري.. رجل الأعمال السوري الداعم لمشروع المجتمع المدني
وتتضمن محاور الفعالية ابتكار حلول للتعليم الرقمي والتدريب المهني لدعم الطلاب والمعلمين والنازحين، وتمكين رواد الأعمال ودعم المستقلين والحرفيين والمهنيين وتطوير حلول لخلق فرص عمل مستدامة، وتعزيز تقنيات الزراعة المستدامة وتقليل هدر الطعام وتحسين توزيع الغذاء، ودعم بناء السلام والحوكمة المحلية وتمكين الشباب والنساء في المجتمع.
كما تتضمن المحاور تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية عبر التطبيب عن بعد والصحة النفسية وسلاسل الإمداد الطبي ودعم أنظمة البيانات للمراكز الصحية والمستشفيات، واستعادة الوصول للمياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي وتحسين إدارة النفايات وتطوير حلول مالية.
وبلغ عدد الشباب المسجلين في هذه الفعالية خمسة آلاف مشارك يتوزعون في أكثر من عشر محافظات ونحو 45 بلداً بالعالم، ومن حمص وحدها شارك ما يزيد عن 200 شاب يسعون للمشاركة في بناء سوريا الجديدة، وتضمنت فعاليات اليوم الأول التعريف بالشركاء والمنظمين المساهمين داخل وخارج سوريا، والتواصل المباشر معهم.
وهاكاثون المستوحاة من كلمة ماراثون، هي حدث يلتقي فيه مبرمجو الكمبيوتر والمهتمون بالتقنية والتكنولوجيا وأصحاب الأفكار الخلاقة، ويتعاونون ضمن مجموعات عمل لتطوير مشاريع برمجية، وإيجاد حلول لمشكلة معينة تواجه المجتمع أو تحسين الأداء في قطاع معين.
اقرأ أيضاً: السوريون المقيمون في السويد يوحدون خبراتهم لدعم بلدهم الأم
ومع دخول سوريا مرحلة جديدة تتجه فيها نحو إعادة بناء اقتصادها الذي دمرته الحرب، تأتي أهمية الاستثمار في التكنولوجيا التي من شأنها رقمنة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، والاعتماد على الدفع الإلكتروني بما يوفر الوقت والجهد على المواطنين، إضافة لتحسين جودة التعليم عبر إنشاء منصات تعلم إلكتروني متقدمة، وتطوير القطاع الصحي عبر الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المرضى وتقديم تشخيص دقيق لها، وإتاحة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عن بعد.
كما تبدي الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة حاجتها لحلول رقمية تحسن كفاءة خدماتها وزيادة أرباحها، وهو ما يزيد الحاجة للاستثمار في التكنولوجيا والابتكار فيها، وتمتلك سوريا جيلاً من الشباب الطموحين الذين أثبتوا نفسهم فيما يتعلق بإتقان مهارات البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات والتجارة الإلكترونية، حتى تركوا بصمات استثنائية في المجال التكنولوجي، مع قدرات عالية على التطور المستمر ومواكبة التكنولوجيا في مختلف المجالات، وهو ما يعطي أملاً في مستقبل مشرق يتم فيه استثمار هذه المهارات بالشكل الصحيح للنهوض بالمجتمع السوري وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتسريع عملية تعافي سوريا واستعادة مكانتها المتقدمة في المجال العلمي والتقني محلياً ودولياً.
اقرأ أيضاً: تقرير أممي: 90% من الشعب السوري تحت خط الفقر!