تداول السوريون خلال الأيام القليلة الماضية اسم فرح الأتاسي بعد انتشار أخبار حول تعيينها سفيرة سوريا في الأمم المتحدة، لتخرج وتنفي هذا الأمر جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنها لا تعارض هكذا قرار في حال صدوره، انطلاقاً من رغبتها في تمثيل سوريا في المحافل العربية والإقليمية والعالمية، فمن هي فرح الأتاسي، وما هي أهم المحطات التي خاضتها خلال رحتلها الدبلوماسية والسياسية على الساحة الدولية؟
الأتاسي التي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 14 عاماً، وتحمل كلاً من الجنسية السورية واللبنانية والأمريكية، وُلدت في مدينة حمص لعائلة مارست نشاطاً سياسياً بارزاً في تاريخ سوريا المعاصر، الأمر الذي لعب دوراً في تشكيل وعيها السياسي، وخلق لديها رغبة بالعمل في المجال الدبلوماسي، إذ وبعد حصولها على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة حلب، التحقت ببرامج أكاديمية في جامعتي هارفارد وجورجتاون لدراسة العلاقات الدولية والدبلوماسية.
وتشغل الأتاسي حالياً منصب الرئيسية التنفيذية في مجموعة ACT الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسسة مشاركة لمركز المعلومات والمصادر العربي في واشنطن، ومستشارة في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، إضافة إلى أنها سفيرة السلام وحل النزاعات في صندوق الأمم المتحدة للسكان، وعضو في كل من مجلس الأعمال السوري الأمريكي والمجلس الثقافي السوري الأمريكي.
اقرأ أيضاً: من هو أسعد الشيباني أول وزير خارجية في الحكومة الجديدة؟
نسوة وحقوق الإنسان
فرح الأتاسي، التي اعتاد الجمهور مشاهدتها كمحللة سياسية وكاتبة متخصصة في الشأن السوري والشرق الأوسط على شاشات قنوات عربية وعالمية، شاركت في تأسيس مركز المعلومات والمصادر العربي في واشنطن، وفي إعداد تقارير متخصصة حول السياسة الأمريكية تجاه سوريا، والدور الروسي في الشرق الأوسط، ومستقبل الديمقراطية في الدول العربية.
كما ألقت محاضرات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في عدد من الجامعات، ونشرت العديد من القصص والمقالات الأدبية، وأصدرت مجموعة قصصية بعنوان “القناع” التي نالت عنها جائزة اتحاد الكتاب العرب.
وبالتوازي مع العمل السياسي، سعت الأتاسي لتمكين المرأة السورية في مجالات السياسة والاقتصاد، فأسست رابطة المرأة الوطنية السورية (نسوة)، التي تهدف لحماية وتعزيز حقوق المرأة في مناطق النزاع بشكل عام، ودعم النساء السوريات المتضررات من الحرب بشكل خاص.
اقرأ أيضاً: من نزار قباني إلى خالد خليفة: ثورة الكلمة التي لا تموت
مع انطلاق الحراك الشعبي السوري عام 2011، دخلت الأتاسي في العمل السياسي، عبر انضمامها إلى المجلس الوطني السوري، ومشاركتها في تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وإلى جانب عملها كمستشارة دبلوماسية، قامت الأتاسي بإعداد ملفات قانونية وحقوقية حول الانتهاكات الحاصلة في سوريا، ورفعها للكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الاقتصادي ومن خلال عضويتها في مجلس الأعمال السوري الأمريكي، سعت الأتاسي لتحفيز رجال الأعمال المغتربين على الاستثمار في مشروعات تنموية من شأنها دعم اللاجئين والنازحين، والمشاركة في إعداد خطط لإعادة تأهيل المؤسسات المدنية والسياسية في سوريا.
وفي تعليقها على الأخبار التي تم تداولها حول تعيينها سفيرة سوريا في الأمم المتحدة، أكدت فرح الأتاسي خلال منشور نشرته على صفحتها الرسمية على فيس بوك ” أن هذا الخبر غير صحيح الآن ومن مصدر غير رسمي! ويجب تحري المصادر والتعيينات حصراً من القنوات الحكومية فقط”، مضيفة ” يشرفني أن أكون دائماً في أي موقع أو مكان أخدم فيه الشعب السوري وأدافع عنه وأعزز مصالحه، وأرفع صوت سوريا عالياً في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية”.