في تصريح لافت، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، التزام الحكومة السورية بالتخلص الكامل من بقايا الأسلحة الكيميائية التي خلفها نظام بشار الأسد السابق، مؤكداً على ضرورة التعاون الدولي لتحقيق هذا الهدف. فالمعروف بالنسبة للسوريين أنه جرى تدمير ما هو موجود من هذه الأسلحة منذ سنوات.. فماذا استجد الآن؟ وهل حقاً لدى سوريا أسلحة كيميائية حتى اللحظة؟
خلال اجتماع مغلق مع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي HAGUE، أكد الشيباني استعداد سوريا للتخلص من أي بقايا من برنامج الأسلحة الكيميائية الذي أُنشئ في عهد النظام السابق. وأشار إلى أن الحكومة الحالية ملتزمة بإنهاء هذا الإرث المؤلم وضمان التزام سوريا بالمعايير الدولية. كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي لتحقيق هذا الهدف.
الأسلحة الكيميائية في سوريا
وفقاً لـ «رويترز»، في عام 2013، انضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عقب هجوم بغاز السارين أسفر عن مقتل المئات. وجرى تدمير 1300 طن متري من العوامل الكيميائية المعلنة تحت إشراف دولي. ومع ذلك، التحقيقات اللاحقة أشارت إلى استخدام النظام السابق لغاز السارين والكلور في هجمات متعددة خلال الحرب، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا.
اقرأ أيضاً: تركيا: لا لتقسيم سوريا.. ومسؤول أمريكي: لن تكون فيدرالية!
وحسب المصدر، فإنه رغم الجهود المبذولة، لم تتمكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الكشف الكامل عن نطاق برنامج الأسلحة الكيميائية السوري لأكثر من عقد. ويُعتقد أن هناك مواقع لم يتم تفتيشها بعد، لكن يشار هنا إلى أن هذا الاعتقاد غير مدعم بأدلة حتى اللحظة.
دعم دولي لجهود التخلص الكامل
ولدى تعاطيه مع المسألة، أعرب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو أرياس Fernando Arias، عن استعداد المنظمة لدعم السلطات السورية الجديدة في الامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية. وأشار إلى أن فريقاً من خبراء المنظمة سيزور دمشق قريباً للمساعدة في وضع قائمة بمواقع هذه الأسلحة وتخطيط زيارات ميدانية لتلك المواقع.
وشدد الوزير الشيباني على أن سوريا بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي والمنظمة لتحقيق التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية. وأشار إلى أن هذا الدعم يشمل المساعدة الفنية واللوجستية وبناء القدرات وتوفير الموارد والخبرات على الأرض. وأكد أن النجاح في هذه المهمة يتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً.
اقرأ أيضاً: الثروة السمكية في سوريا: يمكن الرهان على السمك في الماء!
هذا وتشير بعض التقارير إلى أن سوريا لا تزال تمتلك كميات غير معلنة من الأسلحة الكيميائية، دون أن تحدد مكان أو حجم أو نوع هذه الأسلحة. وفي 25 نوفمبر 2024، كان قد أعرب فرناندو أرياس، عن «قلقه الشديد» بشأن مخزونات سوريا (المحتملة)، مشيراً إلى «احتمال وجود كميات كبيرة من عناصر أسلحة كيميائية أو ذخائر كيميائية قد تكون غير معلنة أو لم يتم التحقق منها»، ما يوضح أن المسألة متعلقة باحتمال وجود مثل هذه الأسلحة، وليس وجودها المؤكد.