شهدت المسارح السورية منذ سقوط النظام العديد من الفعاليات التي معظمها تمحورت حول التحرير وقصص المعتقلين والنازحين وندوات في سبيل النهوض بسورية الجديدة بعد دمار دام 14 عاماً، ولطالما كان الشعب السوري محباً للفن والثقافة وبرغم كل الحروب لم تتوقف عجلة الفن والمسرح، فلا يمكن أن ننسى فرقة ناجي جبر “أبوعنتر”، وفرق رفيق السبيعي، وفرقة ياسين بقوش، وفرقة مسرح الشوك لعمر حجو ودريد لحام، وأحمد قبلاوي.
الفعاليات الثقافية في دار الأوبرا بدمشق
لعل أبرز الفعاليات كانت متمركزة في العاصمة دمشق، إذ شهد دار الأوبرا السورية العديد من الفعاليات منذ إعلان تحرير سوريا، وكان أبرزها تكريم الإعلاميين الذين ناضلوا خلال أربعة عشر عاماً لتحقيق النصر، وجاءت هذه الفعالية برعاية وزارة الإعلام، وبالتعاون مع منظمات إنسانية وإعلامية تأكيداً على أهمية الإعلام الحر في تسليط الضوء على القضايا العادلة واستمرار رسالته.
أما فعالية موطني فقد جاءت بعد انتهاء حملة التبرع بالدم التي جرت على مستوى سوريا، وبأداء رائع من فرقة الأوركسترا السورية، وقد تعاون دار الأوبرا مع الهلال الأحمر السوري لإقامة هذه الفعالية، كما أقامت “منظمة إنصر” العديد من الفعاليات ضمن سلسلة احتفالات النصر والتحرير على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق، وصدح صوت المنشد الكبير أبو راتبفي أرجاء الدار بأغنية روحي فداؤك لتعبر عن الوطن ومكانته في قلوب السوريين، كما انطلق من أمام دار الأوبرا بدمشق انطلق تجمع شبابي للمطالبة بـسوريا علمانية حرة في ظل حرية التعبير التي يعيشها السوريون كافة.
أما الحفل الذي أقامه أعضاء السمفونية الوطنية السورية بقيادة الاستاذ ميساك باغبودريان في دار الأوبرا السورية في دمشق بالتعاون مع عازفي الفرقة السمفونية الوطنية السورية فقد عبر من خلاله عن لفتة نبيلة عكست التزامهم الحقيقي بالفن والموسيقى التي تعد لغة تجمع بين جميع السوريين بغض النظر عن اختلافاتهم، كما يعد هذا الحفل الأول بعد التحرير احتفالاً بالنصر وانطلاقة سوريا الجديدة وتكريماً للشهداء الذين ضحوا بحياتهم ورسالة تحية وسلام للمغيبين ولكل من عانى الظلم.
فعاليات مسرح قصر الثقافة بحمص
بينما شهدت مديرية قصر الثقافة في حمص العديد من الفعاليات التي كان معظمها حول التحرير وطرق الانتقال السياسي للسلطة والعدالة والحوار الوطني وأساسياته ومبادئه، إذ أُقيمت محاضرة بعنوان “مفهوم العدالة الانتقالية” ألقاها الدكتور أحمد سيفو، أستاذ القانون الجنائي والمتخصص في العدالة الانتقالية، تناولت المحاضرة شرح بعض المصطلحات الأساسية التي تسهم في تجاوز المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أهمية التوعية والشفافية والإعلام في تحقيق ذلك.
كما تم إقامة العديد من ورشات العمل حول التواصل والإدارة التربوية الفعالة في حمص تناولت من خلالها الجوانب الفنية لمهارات التواصل، وأهميتها وأثرها، بالإضافة إلى كيفية نقل هذه المهارات للآخرين، مع التركيز على تطبيق رؤية جديدة لإدارة المدارس.
وفيما يخص الفن شهد مسرح قصر الثقافة العرض الأول لمسرحية “ثورة” بحضور رئيس مجلس الإدارة في مديرية الثقافة أ. محمود جرمشلي ومدير مكتب التنمية المجتمعية في مكتب الشؤون السياسية أ. حسين المحمد، كما كان للطفل حصة من هذه الفعاليات فقد قدمت مديرية ثقافة حمص بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وضمن الشراكة مع الجمعية السورية للتنمية، وبدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين نظمت قاعة الطفل في مديرية الثقافة بحمص يوماً مفتوحاً بعنوان زينة رمضان لليافعين في جمعية الصم والبكم، حيث تفاعل المشاركون مع بعضهم ضمن ورش عمل يدوية تميزت بصناعة الزينة التي تعكس جمال وروح شهر رمضان المبارك، إضافة إلى فعاليات خاصة بأطفال التوحد.
وكان للجانب التقني محاضرات مخصصة للمناقشة حول دوره في التقدم الحاصل وكيفية استغلاله داخل مؤسساتنا الحكومية لتسهيل حياة المواطنين، إذ أُقيمت ندوة بعنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التطوير المؤسساتي”، بحضور الدكتور فادي عمروش، تم فيها استعراض مفهوم الذكاء الاصطناعي ودوره في إحداث ثورة رقمية في مختلف القطاعات، كما تم عرض أمثلة تطبيقية تهدف إلى دعم متخذي القرار والموظفين في تحسين الأداء المؤسساتي.
إدلب وفعالياتها على مسرح المركز الثقافي بإدلب
كما ساهم المركز الثقافي في مدينة إدلب بإحياء العديد من الفعاليات التي تخص الثورة السورية ومنها تكريم عدداً من جرحى معركة تحرير سوريا في المركز الثقافي بمحافظة إدلب، وتكريم 219 خريجاً جامعياً، من العسكريين والعاملين في الجهات العامة، تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم القيمة، ومن الناحية الفنية فقد تم عرض مسرحية “اللاجئان” لأول مرة في إدلب للأخوين ملص.
فعاليات طرطوس على مسرح المركز الثقافي
أما في طرطوس فكانت وجهة الفعاليات نحو تعزيز المحبة والتعاون بينها وبين المحافظات كافة، ومن أبرز فعالياتها مهرجان مسرح الحارة في المركز الثقافي بطرطوس بعنوان “طريق إدلب طرطوس سالك بالحب”، إضافة إلى النشاطات الخاصة بالطفل والتي تساعد على تنمية مهاراته ومداركه، ومنها فرقة آمال الطفولة التي قدمت نشاطاً مسرحياً على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس بمناسبة العطلة الانتصافية، تضمن عرضين بعنوان (من المعلم) و (كلمة السر).
فعاليات المركز الثقافي بحلب
في حين شهدت حلب ندوات ثقافية تناولت مواضيع سياسية كان الشعب السوري تواق للتحدث بها، ومنها ندوة حوارية بعنوان: كيف نستعيد السياسة في سوريا, وذلك في المركز الثقافي في العزيزية، مع مرسيل شحوارو و ياسين الحاج صالح، وقد تميزت هذه الندوة بالحضور الكبير، إذ امتلاءت جميع مقاعد المركز بالحضور.
اقرأ أيضاً: مسلسل قيصر خارج السباق الرمضاني بسبب غضب شعبي