أعلنت الحكومة القطرية عن اتفاق مع الحكومة الانتقالية السورية لاستجرار الغاز عبر الأراضي الأردنية، وجاء هذا الاتفاق بعد مباركة أمريكية رأفةً بشعب لا يجد الكهرباء سوى ثلاث ساعات كحد أقصى في اليوم.
وبحسب الاتفاق سيتم استجرار الغاز من قطر إلى سوريا عبر خط أنابيب يمر بالأردن من ميناء العقبة على البحر الأحمر وسيتم ضخه إلى سوريا عبر خط الغاز العربي حتى وصوله لمحطة دير علي في جنوب دمشق، وستزود قطر سورية بمليوني متر مكعب من الغاز يومياً، مما يوفر 400 ميغاواط، هذا يعني المساهمة في رفع ساعات الكهرباء من أربع ساعات إلى ثماني ساعات يومياً.
أتت هذه الخطوة بعد خطوة سابقة لها، إذ وقع صندوق التنمية القطري اتفاقية مع وزارة الطاقة الأردنية قبل أسابيع لتزويد دمشق بالطاقة، دون التطرق إلى ذكر موافقة واشنطن أو الحكومة الانتقالية في سورية.
وقال وزير الكهرباء عمر شقروق أن التحسن في الكهرباء سيمتد ليشمل عدة محافظات سورية من بينها دمشق وريفها، والسويداء، ودرعا والقنيطرة، وحمص، وحماة وطرطوس، واللاذقية، وحلب، ودير الزور”، مع العلم أن سورية قد استقبلت في يناير الماضي سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر. هذا يعني رفع نسبة المواطن اليومية من الكهرباء إلى 50%، إذ تولد السفينتان 800 ميغاواط من الكهرباء أي نصف ما تستهلكه سورية حالياً.
اتفاقية الغاز القطري يعكس الآراء الدولية حول سورية
فيما أشار مسؤول أمريكي لوكالة رويترز أن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الاتفاق جاء بعد الاتفاق الذي أبرمته قوات سوريا الديموقراطية “قسد” مع الحكومة الانتقالية في دمشق، وهذا دليل على الانخراط الكبير للولايات المتحدة الأمريكية في الشأن السوري، والجدير بالذكر أن خطوات الولايات المتحدة بطيئة وحذرة بشكل كبير في رفع العقوبات عن سورية مقارنة بالاتحاد الأوروبي الذي بادر بسرعة للتعامل مع حكومة دمشق.
عدة عوامل ساهمت في توقيع هذا الاتفاق بهذا التوقيت، وكان للمعاناة الإنسانية وضعف الإمدادات الكهربائية في سورية الأولوية في توقيع هذا الاتفاق، لأنه في المراكز والدوائر الحكومية لا تأتي الكهرباء سوى ساعتين في اليوم، أما العامل الثاني فهو تأكيد الدعم الإقليمي والدولي للشعب السوري في تخفيف المعاناة اليومية والنهوض بالبنى التحتية وتحسين الخدمات، كما يعبر هذا الاتفاق عن توافق دولي بضرورة مساعدة الشعب في حياته اليومية، إضافة إلى دعم قطر والدول الأخرى للحكومة الانتقالية في سورية، إذ تعد هذه الخطوة تمكين لسيطرة الحكومة على المحافظات، وخطوة حيوية في قطاع لطالما عانى الشعب منه.
إلا أن هذه المساعدات في مجال الطاقة تشكل تحدياً كبيراً للحكومة الانتقالية، إذ أن معظم شبكات الكهرباء في سورية غير جاهزة لاستقبال هذه الكمية من الكهرباء، فعلى الرغم من استجرار الكهرباء من الأردن في ساعات الذروة والتي تصل إلى 250 ميغاواط إلا أن الاتفاق مع الحكومة القطرية يهيئ كميات كبيرة من الغاز قد لا تتحملها شبكات الكهرباء الحالية المهترئة.
باختصار، هذا الاتفاق يعطي نظرة عامة حول الموقف الدولي والعربي اتجاه الحكومة الانتقالية في دمشق، والشعب السوري الذي يعاني الويلات في حياته اليومية، كما يعبر عن الرغبة الحقيقة للدول العربية في إعادة إعمار سورية والسعي في نهوضها.
اقرأ أيضاً: تفاصيل اتفاق الحكومة وقسد لاستئناف استجرار النفط والغاز