أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا، عبر وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن استئناف مطار حلب الدولي نشاطه الجوي ابتداءً من 18 آذار/مارس، بعد توقف قسري استمر سنوات نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنيته التحتية خلال الحرب، ويعد هذا الإعلان خطوةً مهمة في مسار إعادة إعمار المدينة، التي كانت تُعرف سابقاً بـ”عاصمة الاقتصاد السوري” قبل أن تحاصر الحرب أحلام سكانها.
تجهيزات فنية وأمنية
أكدت الهيئة أن المطار أصبح جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية بعد استكمال التجهيزات الفنية والإدارية، بما في ذلك إصلاح أنظمة الاتصالات في برج المراقبة، وتأهيل إنارة المهابط، وتحديث أجهزة الفحص الأمني التي تضررت خلال المعارك التي صاحبت التغيرات السياسية في كانون الأول/ديسمبر.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي للطيران المدني، مصطفى كاج، أن عملية إعادة التأهيل “استغرقت وقتاً طويلاً” بسبب حجم الأضرار التي طالت البنى التحتية الحيوية.
ومن المقرر أن يستقبل المطار في يوم افتتاحه رحلتين، واحدة داخلية وأخرى دولية، دون الكشف عن هوية الشركات المشغلة أو الوجهات المحددة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة التعافي الاقتصادي ومدى انفتاح البلاد على الحركة الجوية الدولية بعد عزلة استمرت سنوات.
اقرأ أيضاً: تركيب نظامي إرسال واستقبال جديدين لاسلكيين بمطار دمشق الدولي
تاريخ من التدمير والتعافي الجزئي
يقع مطار حلب الدولي، ثاني أكبر مطار في سوريا بعد مطار دمشق الدولي، على بعد 10 كم شرق وسط مدينة حلب، أكبر المدن السورية.
وتبلغ مساحة أرض المطار حوالي 3.044 كم²، ويُعتبر أحد مقرات شركة الخطوط الجوية السورية.
قبل الحرب، كان المطار يخدم مدينة حلب والمناطق المحيطة بها، ويستقبل نحو 1.5 مليون مسافر سنوياً، ويدعم حركة الشحن الجوي للصناعات المحلية مثل النسيج والمنتجات الغذائية.
وواجه خلال السنوات الماضية إغلاقات متكررة بسبب ضربات جوية إسرائيلية مزعومة استهدفته عشرات المرات، فضلاً عن الأضرار الناتجة عن المعارك البرية.
وشهد المطار في 18 كانون الأول/ديسمبر أول هبوط لطائرة بعد التغيرات السياسية الأخيرة، عبر رحلة تجريبية قادمة من دمشق حملت 43 راكباً، بينهم صحفيون، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية.
يأتي إعادة تشغيل المطار بعد أسابيع من استئناف حركة الطيران في مطار دمشق الدولي في كانون الثاني/يناير، في إشارة إلى مساعي السلطات الجديدة لربط المدن السورية ببعضها وبالعالم الخارجي، رغم محدودية الخطوات الأولية.
اقرأ أيضاً: تركيا تبدأ بتحديث مطار دمشق الدولي لتعزيز سلامة الطيران
أبعاد اقتصادية ورمزية
لا تقتصر أهمية إعادة افتتاح مطار حلب الدولي على الجوانب اللوجستية والخدمية فحسب، بل تمتد إلى بعدها الرمزي كإشارة لإعادة إحياء دور حلب كمركز اقتصادي وثقافي حيوي في شمال سوريا.
واليوم، يُنظر إلى استئناف نشاط المطار كخطوة محورية لتعزيز الثقة بالمنطقة وجذب الاستثمارات الخارجية والمحلية، على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية التي لا تزال قائمة.
علاوة على ذلك، يتمتع المطار بأهمية استراتيجية بسبب موقعه القريب من الحدود التركية، مما يجعله نقطة ارتباط حيوية للحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة.
ومع ذلك، حوّلته سنوات الحرب إلى هدف متكرر للضربات الجوية المزعومة، مما أخر عودته للعمل لفترات طويلة وأثّر بشكل كبير على بنيته التحتية وقدرته التشغيلية.