حصل الشاب مهند بكاره المتطوع في الهلال الأحمر العربي السوري على المركز الثالث في مسابقة أفضل صورة فوتوغرافية تجسد العمل الإغاثي والإنساني للعام 2025 التي أقامتها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وبدعم من الهلال الأحمر القطري.
وقد احتل الشاب مهند بكاره المركز الثالث بعد اختياره من قبل اللجنة الفنية المختصة والمتصلة بعدد من الجمعيات الوطنية عن صورة جسدت أسمى معاني التعاطف والرحمة عند احتضانه طفلاً رضيعاً استعداداً لنقله من مدينة دوما إلى مشفى بدمشق لاستكمال علاجه.
فيما كان المركز الأول من نصيب أ. منذر الحميدي من جمعية الهلال الأحمر الأردني عن صورة لمتطوعي الهلال الأحمر الأردني عند زيارتهم لإحدى المخيمات العشوائية للاجئين السوريين والقيام بفعاليات ترفيهية للأطفال رسموا خلالها البسمة والفرحة على وجوههم، بينما ذهب المركز الثاني لصالح الأستاذ أحمد سعد أحمد المنصور التابع للهلال الأحمر القطري أثناء تقديم الخدمات لأحد زوار المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
وبهذه المناسبة هنأ أمين عام المنظمة العربية أ. عبد الله بن سهيل المهيدلي الفائزين وقدم شكره الكبير لمنظمة الهلال الأحمر القطري على دعمها ورعايتها لهذه المسابقة، واهتمامها المتواصل بتقديم جميع الإمكانات لدعم العمل الإنساني، والجدير بالذكر أن هذه المسابقة تأتي في إطار دعم وتمكين المصورين الفوتوغرافيين والمتطوعين التابعين لمنظمات الهلال الأحمر الوطني في البلدان العربية، وإبراز دورهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.
تحديات الهلال الأحمر السوري في المرحلة الحالية والسابقة
أُنشئ الهلال الأحمر السوري بموجب المرسوم الجمهوري رقم 540 لعام 1942 قبل استقلال الدولة السورية عن الانتداب الفرنسي عام 1943، وقد سُجلت المنظمة الإنسانية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في سورية لتكون لها صفة رسمية، حيث كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي المنظمة الإنسانية الرسمية الوحيدة في سوريا، ولديها 14 فرعاً على مستوى البلاد، ويقع مقرها الرئيسي في دمشق، كما يوجد 75 فرعاً فرعياً موزعاً في محافظات مختلفة.
واجه الهلال الأحمر السوري تحديات كبيرة ومتنوعة خلال السنوات السابقة، وشملت هذه التحديات الأوضاع الإنسانية والأمنية، إضافة إلى تسييس العمل الإنساني، فتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تسلط بعض الأجهزة الحكومية والأمنية في النظام السوري السابق على المساعدات الإنسانية وبالتالي وضع الهلال الأحمر السوري موضع الاتهام باستغلال المساعدات الإنسانية لدعم النظام.
كما تعرض الهلال الأحمر السوري إلى تحديات أمنية كبيرة تمثلت بمناطق الصراع بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، فقد أصدرت الأمم المتحدة تقريراً حول الهجوم على قافلة المساعدات في أورم الكبرى عام 2016، ووثق التقرير هجوماً على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، مما أدى إلى مقتل 14 عامل إغاثة، ومع تفاوت مناطق النفوذ بين الطرفين، أُجبرت المنظمة على اقتصار خدماتها في المناطق الواقعة تحت نفوذ النظام السوري، وبالرغم من استمرار عمل الهلال الأحمر في مناطق المعارضة آنذاك إلا أنه لم يكن هناك تنسيق مع فروع الهلال في مناطق النظام.
وعانى الهلال الأحمر السوري من قلة التمويل من قبل المنظمات الدولية جراء المعاناة الإنسانية وحركة النزوح الداخلي، إضافة إلى العقوبات الدولية على النظام مما قلص حجم التمويل وتعقيد عمليات وصول المساعدات إلى مستحقيها، إضافة إلى ما تم ذكره سابقاً من المحسوبيات وسرقة المساعدات وبيعها في السوق.
وحالياً بعد سقوط النظام يساهم الهلال الأحمر السوري في تأمين كافة المساعدات الإنسانية بالتعاون مع المنظمات والجمعيات الدولية، ويواجه تحديات تتمثل في تأمين الغذاء والمواد الأساسية والرعاية الصحية الطارئة ودعم المستشفيات بالإمدادات الطبية والمياه النظيفة والآمنة.
كما تعاني المنظمة من قلة عدد المتطوعين، إذ بلغ عدد المتطوعين في هذا العام 2025 حوالي 9,000 متطوع، كما تظهر هذه الأرقام انخفاضاً مقارنة بتقارير سابقة في عام 2019، حيث كان العدد حوالي 11,000 متطوع وموظف، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تتغير مع مرور الوقت، ومع فتح باب التطوع بشكل أكبر للراغبين.
والجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة قدرت مبلغ 4.07 مليار دولار لتمويل استجابتها داخل سوريا هذا العام، وحتى الآن لم يتم تقديم سوى 31.6% من هذه الأموال.
اقرأ أيضاً: الخوذ البيضاء: عمل إنساني تحدى الحرب على مدى 14 عاماً