الأربعاء 3 شباط/فبراير 2021
سوريا اليوم – دمشق
سخر موقع إخباري مقرب من النظام السوري من نشر الصحفي الأميركي مارتن سميث على حسابه بمنصة “تويتر” صورة له مع القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني في مدينة إدلب.
وقالت “شبكة أخبار سورية الآن” في تقرير كتبه نضال حمادة من باريس، إن مارتن سميث شرح نشره الصورة التي التُقطت يوم الجمعة الفائت في 29 كانون الثاني/يناير الماضي وتجمعه بالجولاني الموضوع على لوائح الإرهاب الأميركية والدولية، بقوله “لقد عدتُ للتوّ بعد ثلاثة أيام قضيتها في إدلب السورية، حيث التقيت أبو محمد الجولاني”.
وكان الصحفي الأمريكي ذكر في تغريدته أنه تناول مع الجولاني مواضيع عدة حساسة حول القاعدة وضربات 11 أيلول/سبتمبر، وأبو بكر البغدادي وداعش، مشيراً إلى أنه تمّ التحاور في هذه المواضيع بكلّ صراحة.
وأشارت “شبكة أخبار سورية الآن” إلى ظهور “أمير تنظيم هيئة تحرير الشام/النصرة أبو محمد الجولاني في الصورة مع سميث من دون عمامة بل يرتدي بزة رسمية فرنجية، في عملية تجميل وإعادة إنتاج لجبهة النصرة لرفعها عن لوائح الإرهاب وتأهيلها للتفاوض، كما تطالب قطر وتركيا منذ سنوات عدة”، حسب تعبير الموقع.
وعلقت الشبكة الإخبارية بالقول “لا يمكن لأحد أن يستهين بالصورة التي نشرها مارتن سميث مع الجولاني، خصوصاً أنه ليس فيها ما يشير الى قائد منظمة خرجت من رحم القاعدة وداعش. وهذا الأمر لا يستقيم بالنسبة للحركات السلفية الجهاديّة ويُعد من الاقتداء بالكفار ومن دواعي الكفر”.
ونقلت الشبكة تعليق الباحث في معهد بروكنغز الدوحة الخبير بالجماعات الجهادية السورية تشارلز ليستر على الصورة قائلاً “كيف يتغيّر الزمن بين الأعوام 2014 – 2015 والآن”.
وقال ليستر: “ليس سراً أنّ (هتش) تدفع بقوة وراء الكواليس للحصول على فرص لتحسين صورتها في الخارج. أولاً في التواصل مع الباحثين في المعاهد، ومؤخراً منح أفضل وصول إلى وسائل الإعلام المرموقة”، وأضاف “لا ينبغي أن يدفع هذا الأمر للمفاجأة، فقد تمّ وضع المكوّنات في مكانها منذ عام 2015، عندما بدأ نقاش داخلي مطوّل حول المسار الذي يجب أن يُتبع لجبهة النصرة”، وشاركت فيه “مجموعات الضغط ومن ثم تمّ إنشاء جبهة فتح الشام ومن ثم هيئة تحرير الشام”.
وتابع ليستر “لم تقم (هتش) بتعديل أيديولوجيتها التأسيسية، لكنها ركزت بالكامل على أجندة محلية تكون فيها إجراءات الحكم على الأقل بأهمية الجهود المبذولة نفسها في المجال العسكري”، مضيفاً “لقد كان الانفصال عن القاعدة حقيقياً، لكن الدافع كان إلى حدّ كبير للحفاظ على الذات”، وأردف بالقول إنّ الغالبية العظمى من السوريين في شمال غرب لا يثقون في (هتش)، وهو بالتأكيد لا يمثل ثورتهم – لكن نجاح مشروع الجولاني للحوكمة في إدلب هو بالتأكيد الأمل الوحيد المتبقي لمنع نظام كامل الفتح – مفارقة قاتمة. قبل 3 سنوات، قيل لي إنّ الجولاني بدأ في استخدام عبارة الشمال السوري المحرّر لوصف شمال غرب البلاد وكان يقترح أيضاً أن تنتخب هذه المنطقة رئيساً للوزراء”.
واتهمت الشبكة السورية ليستر بأنه يعمل لدى السلطات القطرية، وقالت إن تصريحاته تُظهر أن “خطة قطر وتركيا لتعويم هيئة تحرير الشام/النصرة تظهر مجدّداً عبر إظهار الجولاني على الإعلام العالمي والأميركي، خصوصاً بمنظر أقرب للرجل العلماني العادي من قائد منظمة مسلحة تدّعي الفكر الجهادي”.
وختمت الشبكة تقريرها قائلة “يبدو انّ في الدوحة وفي انقرة من يعتقد أنّ لـ جيلّ الشعر مردوداً استراتيجياً يمكن أن يغيّر مسار الحروب”.