الأربعاء 3 شباط/فبراير 2021
سبّب استمرار انقطاع الدعم المقدم لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، والمخصص لدفع رواتب المعلمين من الاتحاد الأوروبي، أزمة معيشية لمئات منهم.
ومع استمرار توقف الدعم للعام الحالي، نظم معلمون في محافظة إدلب، اليوم، الأربعاء 3 من شباط، اعتصام تحت شعار “بناة الأجيال” أمام مديرية التربية في محافظة إدلب، للمطالبة بإعادة الدعم.
إيصال أصوات المعلمين
مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، أوضح لعنب بلدي، أن المعلمين المعتصمين اليوم محرومين من رواتبهم لمدة عاميين متتالين، لافتًا إلى انعدام الجهات الداعمة لهم، وصعوبة إتمام عملهم دون رواتب “تؤمن لهم حياة كريمة”.
وأضاف أن المعلمين يحاولون عبر الاعتصام، إيصال أصواتهم لـ”يونيسيف” و “الأمم المتحدة” أو أي منظمة تؤمن الدعم الكافي لهم.
وتسعى “تربية إدلب” لإعادة الدعم بحسب ما ذكره عبسي، موضحًا أن سبب إيقاف الدعم غير معروف، ولفت إلى وجود بعض المدارس في إدلب تحصل على منح وأجور رمزية من مجالس محلية ومنظمات تعمل على الأرض في إدلب، فيما تعاني أغلب المدارس من انعدام الدعم.
وكان المدرس في إدلب يتقاضى راتبًا شهريًا من “مديرية التربية والتعليم” في إدلب يقدر بـ 120 دولارًا، بعقد محدد بثمانية أشهر، ورغم ارتفاع الأسعار التي فرضت الحاجة إلى دخل ثابت لتأمين احتياجات عائلات المعلمين في المنطقة، استمر مدرسون بعملهم، إلى أن توقف الدخل كليًا منذ سنتين.
توقف الدعم منذ عامين
منذ أيلول عام 2019 أوقف الاتحاد الأوروبي الدعم المقدم لمديرية التربية في محافظة إدلب، والمخصصة لرواتب المعلمين.
وتزامن إيقاف الدعم، حينها، مع بدء العام الدراسي، ونزوح آلاف الطلاب من المناطق التي يقيمون فيها إلى مناطق أكثر أمنًا.
وكان فريق “منسقو الاستجابة” توقع أن يؤدي إيقاف الدعم عن التعليم في إدلب إلى إيقاف الدعم عن أكثر من 840 مدرسة، مشيرًا إلى تخوفه من تسرب أكثر من 350 ألف طالب وطالبة”.
وذكر الفريق أن عدد من فقدوا حياتهم من مدرّسين بلغ أكثر من 21 مدرّسًا ومدرّسة، إضافة إلى أكثر من 278 طالبًا وطالبة، نتيجة الأعمال العسكرية في محافظة إدلب.
التطوع في التعليم
تحدث مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، عن فتح باب التطوع دون أجر للمعلم، عبر اللجوء إلى تخفيض ساعات الدوام وتخفيض عدد المعلمين، وتكثيف عدد الطلاب في الصف الواحد ليصل إلى 70 طالب.
وأضاف عبسي في حديثه لعنب بلدي “بدأت المعاناة منذ عام 2015، وتواصل الدعم بشكل نسبي، فيما توقف منذ سنتين”.
المدرسة في مدرسة “البراعم” في إدلب سميرة حاج، قالت لعنب بلدي إنها عملت لعام كامل بشكل تطوعي ودون راتب، موضحة أن إدارة المدرسة ناشدت المنظمات لإعادة الرواتب “دون جدوى”.
وأشارت المدرسة إلى أن الأوضاع المعيشية “صعبة جدًا”، لافتة إلى وجود منظمات تقدم وعودًا “وهمية” بإعادة الدعم لكنها “تكتفي بالكلام لا أكثر”.
وطالبت “الجهات الفاعلة والمسؤولة عن تمديد الدعم بإيصاله كما كان سابقًا، لنعاود العمل في قطاع التعليم ونؤدي رسالتنا”.
![](https://cdn.enabbaladi.net/arabic/wp-content/uploads/2021/02/9.jpg)
الإداريون مشمولون بتوقف الدعم
الموجه الاختصاصي في مديرية التربية والتعليم في إدلب محمود حفسرجاوي، قال إن الموجهين المتطوعين لم يحصلوا حتى اليوم على راتب، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى أعمال أخرى يزاولونها، بعد انقطاع الدعم.
وذكر أن المعلمين يسعون للفت انتباه المنظمات لتلبية متطلبات المعلمين ورفد المنظمات بالدعم الكافي لإعطائهم الرواتب، موضحًا أن الإضراب هو الثاني لافتَا إلى فشل الإضراب السابق والذي كان في شباط 2020.
وما زال محمود حفسرجاوي يعمل دون راتب، حرصًا على مستقبل الطلاب في إدلب، بحسب ما ذكره لعنب بلدي.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي.
المصدر: عنب بلدي