الأحد 22 آب/أغسطس 2021
سوريا اليوم – متابعات
بينما رصد الأردن تغييراً في السياسة الأمريكية تجاه الحكومة السورية، أعلنت تركيا أنها سوف تعيد بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم طوعاً.
وقال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن هناك تغييراً ولو طفيفاً في موقف الإدارة الأميركية من النظام السوري، وإن التركيز الحالي يتمحور حول تغيير سلوك النظام السوري، بدل الاستمرار في وهم العمل على إسقاطه.
وقال الخصاونة خلال مقابلة مع صحيفة “اندبندنت تركية”، إن “الأردن مهتم مع مصر بعض الدول الشقيقة، بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”، معتبراً أن غيابها “لم يكن منتجاً، وأن النظام الرسمي العربي يمكنه تأسيس هوامش مبادرة وحوار أفضل مع السوريين من خلال عودتهم إلى مقعدهم الطبيعي في حضن الجامعة العربية”، بحسب ما نقل موقع “المدن” اللبناني.
وتابع: “كان الأردن طوال الوقت داعياً إلى حل سياسي شامل ينهي حالة الصراع في القطر السوري الشقيق، وليس سراً أن المجتمع الدولي بدأ اليوم ينتبه لما كان يقوله الأردن قبل سنوات طويلة، الأمر الذي يمكن أن يكون نافعاً اليوم بكل الأحوال”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن بلاده تتعامل بصعوبة كبيرة مع ملف اللاجئين السوريين وتكلفته، ورأى أن عودتهم إلى بلادهم لن تحدث قريباً. وأضاف أن “المجتمع الدولي التزم خلال العام الحالي، ب7 في المئة فقط من المتفق عليه مع الأردن تحت عنوان تقديم الرعاية لعدد اللاجئين السوريين الضخم في المنطقة”.
ورأى أن المشكلة الأساس “لا تتعلق فقط بعودة اللاجئ السوري إلى بلده، ولكن تكمن بتحديد المكان الذي سيعود إليه اللاجئ بصورة دقيقة، والأهم، بتهيئة ذلك المكان أصلا، وتوفير ظروف موضوعية للحياة الكريمة له في بلده من بينها المشاركة السياسية أيضاً”.
ونفى الخصاونة بشكل قاطع أن تكون المملكة في صدد منح الجنسية للاجئين السوريين قائلاً: “معاذ الله أن يحصل ذلك”. وأشار إلى أن “حق اللاجئ السوري في العودة إلى أرضه ينبغي أن يبقى مصوناً، وأن ينشغل به ضمير العالم بصرف النظر عن واقعية تنفيذ ذلك الحق أو توقيته”.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني اعتبر نهاية تموز/يوليو أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه باقيان في سوريا لأمد طويل، داعياً إلى حوار منسق مع السلطات في دمشق.
وقال الملك عبد الله خلال مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأميركية: “حين تنبأ الناس بالإطاحة بالأسد خلال أشهر معدودة قلت إن ذلك سيتطلب سنوات عديدة، هذا إن كان سيحصل بالفعل”. وسأل: “هل يجب تغيير النظام أم تغيير سلوكه؟”، نافياً وجود خطة حول أسلوب الحوار مع النظام.
وأشار إلى أن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة مع النظام أفضل من الإبقاء على الوضع القائم واستمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري. ولفت إلى أن روسيا تلعب دورياً محورياً في سوريا، داعياً إلى التحدث معها من أجل “سلك مسار يأخذنا نحو بصيص من الأمل للشعب السوري”.
أردوغان: سنعيد لاجئين سوريين
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هناك سوريين سيبقون في تركيا، إلا أن السلطات التركية ستساعد الكثيرين منهم على العودة الآمنة والطوعية إلى بلادهم، عقب استتباب الأمن والاستقرار في سوريا.
وقال أردوغان في كلمة متلفزة عقب اجتماع للحكومة، إن “الذين تعلموا اللغة التركية واكتسبوا مهارات مهنية وتكيفوا مع البلاد سيبقون في تركيا، بينما سيتعين على الآخرين العودة إلى سوريا بمجرّد تحسن الأوضاع في البلد الذي مزقته الحرب”، بحسب ما نقل موقع “المدن” أيضاً.
وأردف قائلاً: “من مسؤوليتنا تجاه مواطنينا مساعدة أولئك الذين لم ينجحوا في العودة إلى ديارهم بالتوازي مع تحسن الأوضاع في بلادهم”.
وأضاف الرئيس التركي “أما بالنسبة للذين ارتكبوا جرائم ستحاكمهم السلطات القضائية وإن من يستطيع الاندماج في الحياة الاجتماعية يمكنه البقاء في البلاد، أما من لا يفعل ذلك فستتم إعادته إلى بلده”.
كما أعرب عن غضبه من زيادة حدة الهجمات العنصرية والتحريض الذي تمارسه الأحزاب المعارضة تجاه اللاجئين السوريين خاصة بعد أحداث العاصمة أنقرة قبل نحو أسبوع، وعلّق قائلاً: “من وضعوا أيديهم على أرواح وممتلكات الأبرياء لن يجدوا الدولة والسلطات فحسب بل سيجدون الأمة في مواجهتهم أيضاً”، متوعداً من يرتكبون جرائم بحق المهاجرين السوريين بعقوبة قاسية.
وأوضح أردوغان أن “تركيا ليست دولة مهجورة حيث يمكن لأي شخص الدخول والخروج كما يشاء”، وأن “حكومته لا تستطيع أن تدير ظهرها لمن لجؤوا إليها وأنه يوجد ما يقرب من 5 ملايين لاجئ منهم 3 ملايين و 600 ألف سوري، وهناك أيضاً أناس دخلوا بطريقة غير شرعية”، مؤكداً زيادة الجهود لتأمين الحدود والسيطرة عليها.
وأشار الرئيس التركي إلى أن هناك 300 ألف أفغاني في البلاد وليس كما تقول المعارضة مليوناً ونصف المليون وأنه يعلم بوجود زيادة ملحوظة في الخطابات المناهضة للهجرة في تركيا، مؤكداً أن المهاجرين لم يتم رفضهم منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، وهناك أناس قدموا من سوريا وأفغانستان هرباً من عدم الاستقرار والحروب وقد أتوا إلى تركيا للعبور إلى أوروبا.
وأضاف أردوغان أن بلاده ليس عليها واجب أو مسؤولية أو التزام لتكون مستودعاً للاجئين في أوروبا، منتقداً الدول الأوروبية التي تقوم بإغلاق حدودها وتجاهل هذه الأزمة الإنسانية ومؤكداً عزمه اللقاء بالحكومة الأفغانية التي ستشكلها طالبان لمناقشة مشكلة اللاجئين.