أثار قرار فصل لاعبتين سوريتين من بعثة المنتخب السوري لكرة السلة جدل كبير بعد تداول صور للاعبتين على مواقع التواصل الاجتماعي قامتا بإزالة العلم السوري الجديد عن قمصانهم ونشرها كخاصية ستوري على انستغرام.
وبالتفاصيل، انتشرت صور للاعبتين سيدرا سليمان ونورا بشارة بقميص المنتخب السوري لكرة السلة لكن قامتا بإزالة العلم السوري الجديد عنه، مما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا فيه المعلقين أن يتخذ إجراء بحقهم.
لكن رغم خروج الاتحاد العربي السوري منذ يومين ببيان يؤكد أن هذه الصور مزورة، صدر بشكل مفاجئ قرار أمس من وزير الرياضة والشباب محمد سامح الحامض بفصل اللاعبتين سيدرا سليمان ونورا بشارة من المنتخب السوري لكرة السلة للسيدات ووقف أي نشاطات رياضية لهما في المؤسسات التابعة للحكومة السورية، وذلك طبقاً للائحة الانضباطية الصادرة عن الاتحاد العربي السوري لكرة السلة، وبناءً على أحكام القرار رقم 9 لعام 2025 والأنظمة والقوانين النافذة، بينما بررت وزارة الرياضة والشباب البيان الأول الذي قال بأن الصور مزورة بأنه صدر “للمحافظة على الهدوء في معسكر المنتخب”.
قرار الفصل لم يطل فقط اللاعبتين، وإنما أيضاً تم فصل مدرب المنتخب السوري لكرة السلة أيمن سليمان، وهو والد اللاعبة المفصولة سيدرا سليمان، والإشاعات تقول بأن سبب فصله استبعاد لاعبة محجبة من فريق المنتخب، إلا أن الأسباب الحقيقية بقيت مجهولة ومرهونة بظهور أخبار جديدة عن هذه الحادثة.
شغل أيمن سليمان منصب مدرب منتخب سوريا للسيدات لكرة السلة في مارس 2025، بعد أن قررت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة تعيينه بهذا المنصب استعداداً لبطولة غرب آسيا التي ستقام في الأردن في أبريل من نفس العام، والمعروف عنه احترافيته في التدريب، فقد حقق منتخب السيدات تحت قيادته المركز الثاني في البطولة الآسيوية للفئة “ب”.
والجدير بالذكر أن اللاعبتان سيدرا سليمان ونورا بشارة قامتا بالتقاط الصورة الجماعية مع فريق المنتخب ونشرها بوجود العلم السوري على قمصانهم، إلا أن الصور المتداولة تم نشرها كخاصية ستوري على الإنستغرام للأصدقاء المقربين وليس للعامة.
وبالعودة إلى المنتخب السوري لكرة السلة للسيدات، فقد أنهى المنتخب معسكره التدريبي المحلي الذي أجراه أخيراً في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق، تحضيراً لبطولة غرب آسيا المقررة في الأردن من 14 إلى 18 من الشهر الحالي، ويتوجه المنتخب إلى لبنان لإقامة معسكر تدريبي خارجي سيلعب فيه ثلاث مباريات قبل انطلاق بطولة غرب آسيا في الأردن.
اقرأ أيضاً: التميز والإبداع تقيم ورشة تحضيرية للبطولة الوطنية لعلوم الروبوت
العلم السوري الجديد وتحديات وجوده
وثق شاب سوري يدعى رواد الدوش موقفاً حصل معه في أحد ملاعب بريطانية، إذ تم منعه من رفع علم بلاده في أحد المباريات، وقال أن موظفة في ملعب نادي توتنهام في لندن منعته من رفع العلم السوري بحجة الصراعات في الشرق الأوسط وقرب بلاده من إسرائيل مما قد يثير إزعاج للحضور.
كما شارك رامي أنيس في الألعاب الأولمبية الدولية عام 2016 تحت فريق للاجئين تم تشكيله من قبل اللجنة الأولمبية، وشاركت السباحة السورية يسرى مارديني و 5 لاجئين من جنوب السودان ألعاب القوى ورياضيان هربا من الكونغو الديموقراطية (جودو) وآخر من أثيوبيا (ماراثون) في هذا الفريق، وأعرب وقتها رامي أنيس عن حزنه لعدم تمكنه من المشاركة في افتتاح الألعاب الأولمبية تحت العلم السوري عوضاً عن العلم الأولمبي الذي كان يحمله، كما عبر عن غرابة الموقف في نفس الوقت.
وخلال الاحتفالات بعيد النوروز في مناطق الشمال السوري، لوحظ عدم رفع العلم السوري الجديد في هذه المناسبة، مما أثار الكثير من الجدل والغضب، وخصوصاً في مدينة القامشلي التي شهدت احتجاجات كثيرة قبل الثورة السورية، إلا أن المشهد الذي عدّل الموقف رفع العلم السوري بجانب الراية التاريخية “لمجموعات الأكراد” في دمشق في احتفالات عيد النوروز.
وفي سياق آخر، يبدو أن الأعلام تشكل معضلة قد تتسبب بالفصل أو الطرد، وهذا ما عانى منه الرياضي الإيراني صادق بيت سياح الذي تم تجريده من ميداليته الذهبية في الألعاب البارالمبية بعد رفعه لعلم محظور خلال احتفاله، مما اعتبر انتهاكا لقواعد اللجنة البارالمبية الدولية التي تحظر الترويج لأجندات سياسية في الألعاب.
تُظهر العديد من الأحداث الفوضى التي يعيشها السوريين في العديد من المجالات، وليس فقط في المجال الرياضي، ويبدو أنه أمام الحكومة السورية تحديات كبيرة في فرض القانون وتطبيقه في كافة المرافق الحكومية.
اقرأ أيضاً: بعد التأهل لنهائيات كأس آسيا: ماهي طموحات المنتخب السوري لكرة السلة