جبلة – في إطار خطط تطوير الموانئ السورية، قام مدير عام الموانئ الدكتور عدنان حاج عمر بزيارة ميدانية إلى ميناء جبلة، اطلع خلالها على واقع الميناء واحتياجاته تمهيدًا للبدء بعملية تطوير شاملة.
وخلال الزيارة، التقى الدكتور حاج عمر بمجموعة من الصيادين العاملين في الميناء، واستمع إلى طلباتهم ومقترحاتهم المتعلقة بتحسين ظروف عملهم وتعزيز واقع الثروة السمكية. وتمت مناقشة التحديات التي تواجه الصيادين والدور الذي يجب أن تضطلع به المديرية العامة للموانئ في حماية حقوقهم ودعم مصادر رزقهم.

وأكد المدير العام خلال اللقاء التزام المديرية بتقديم كافة أشكال الدعم والإجراءات اللازمة التي تضمن تطوير مهنة الصيد، باعتبارها من المهن الحيوية التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.
ميناء جبلة: تاريخ عريق وتحديات حالية
لأنّ الشيء بالشيء يذكر، يُعد ميناء جبلة من أقدم الموانئ على الساحل السوري، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 3500 عام، ويُستخدم حالياً كمرفأ لصيد الأسماك، ويضم 54 مستودعاً مرخصاً للصيادين.
رغم التوسعات التي شهدها الميناء، إلا أن البنية التحتية لا تزال تعاني من تقادم المكسرات ونقص الخدمات الأساسية، مما يحد من كفاءة عمل الصيادين.
وإذا ما رغبنا بالتطرّق إلى واقع الصيد البحري في سوريا، فوفقاً لآخر إحصاءات رسمية موثوقة، يبلغ إنتاج سوريا السنوي من الأسماك البحرية بين 2500 و3000 طن فقط، وهو رقم متواضع نظرًا لطول الساحل السوري البالغ 183 كم.
يُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها ضيق الجرف القاري، وقلة الخلجان، والتلوث الصناعي، والصيد الجائر باستخدام وسائل غير قانونية مثل الديناميت والصعق الكهربائي.
تحديات تواجه الصيادين في جبلة
يعاني الصيادون اليوم من ارتفاع تكاليف الصيد، خاصة ارتفاع أسعار الوقود الذي كان شحيحاً من قبل، ومتوفراً ولكن بأثمان أعلى اليوم، مما أدى إلى توقف العديد منهم عن العمل أو بيع مراكبهم. كما أن انتشار ممارسات الصيد غير القانونية، مثل استخدام الديناميت والجرف كما أشرنا أعلاه، يهدد استدامة الثروة السمكية ويؤثر سلبًا على أرزاق الصيادين الشرعيين.
اقرأ أيضاً: انخفاض أسعار السيارات في سوريا.. بين فرحة المواطنين وخسائر التجار!

ومن الجهود التي يتم بذلها لإنعاش الثروة السمكية، إعلان المؤسسة العامة للأسماك في نيسان 2025 عن خطة لإنتاج 10 ملايين إصبعية سمكية لعام 2025، بهدف تعزيز الاستزراع السمكي وتعويض النقص في الإنتاج البحري.
تتضمن الخطة إعادة تأهيل المفارخ والمزارع السمكية، وتوزيع الإصبعيات على المزارع الخاصة والأسرية، مع التركيز على دعم المجتمعات الريفية.
في الختام..
حملت زيارة الدكتور عدنان حاج عمر إلى ميناء جبلة طابعاً ميدانياً صادقاً، أعاد تسليط الضوء على هموم الصيادين وتطلعاتهم. بعيداً عن المكاتب والاجتماعات الرسمية، جاء اللقاء على أرض الميناء، بين القوارب وأصوات الأمواج، ليؤكد أن تطوير هذا القطاع الحيوي يبدأ بالاستماع إلى أبنائه أولاً.
ومع الوعود التي قطعها المدير العام، تلوح في الأفق بارقة أمل بأن يتحول ميناء جبلة إلى مركز أكثر حيوية وقوة، يدعم الصيادين ويحمي ثرواتهم، ويعيد للبحر مكانته في حياة السوريين.
اقرأ أيضاً: معبر العريضة: شريان الحركة الواصل بين طرطوس وعكار أين هو اليوم؟
اقرأ أيضاً: الموانئ السورية تدخل مرحلة جديدة.. وقود أرخص وإجراءات لتعزيز التجارة البحرية