برتقالي الشام أو كما يسمون أنفسهم “أورانج العاصمة”، من أقدم أندية سوريا الرياضية وأكثرهم عراقة، تأسس عام 1928 وله شعبية خاصة عربياً وآسيوياً برياضتين على وجه الخصوص وهي كرة السلة وكرة القدم، يعتبر نادي الوحدة من أقدم أندية الوطن العربي وثاني أقدم نادي في سوريا أيضاً من حيث عام التأسيس، تأسس النادي من قبل أحمد عزت الرفاعي بعد اجتماعه بعدد من أصدقائه بسوق “ساروجة” الشهير في العاصمة السورية دمشق، واتفقوا على أن يطلقوا اسم قاسيون بدايةً، وتم افتتاحه رسمياً في نفس عام التأسيس، 1928، وبدأ نشاطه الرياضي مع كرة القدم ورياضات رفع الأثقال، إلى أن تأسس بعدها في النادي رياضات كرة السلة بمختلف الفئات العمرية.
بداية نادي الوحدة وإنجازاته الأولية
حقق فريق النادي لكرة القدم العديد من الإنجازات الكبيرة تاريخياً، حقق الدوري السوري الممتاز مرتين فقط، كأس الجمهورية رفعه لاعبوه ثمان مرات، أما عن كأس السوبر السوري فحصل عليه نادي الوحدة بثلاث مناسبات، درع الاتحاد السوري فاز فيه الفريق مرة واحدة فقط، وهو أول نادي يصل إلى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مستفيداً من الجيل التاريخي الذي امتلكه عام 2004، من ماهر السيد، لرجا رافع، وغيرهم من النجوم الكبار الذي تركوا بصمة في تاريخ النادي وكانوا أساس تلك الفترة التاريخية للنادي البرتقالي.
ويعد نادي الوحدة أول نادي سوري يشارك في دوري أبطال آسيا سنة 2005. إنجازاته في رياضة كرة السلة لا تعد ولا تحصى، بطل الدوري السوري لكرة السلة 11 مرة وهو بطل النسخة الأخيرة، كأس سوريا لكأس السلة سبع مرات، أما على المستوى الآسيوي في كرة السلة فحصل على كأس أبطال آسيا مرة واحدة فقط.
الجيل الذهبي لنادي الوحدة السوري
انضم المدرب الصربي نيناد ستافريتش إلى نادي الوحدة السوري عام 2001، لتبدأ رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات. في بداية مشواره، واجه الفريق بعض الصعوبات، حيث خسر في مباراته الأولى أمام نادي الحرية، ثمّ الكرامة، ثم تعادل مع فريق الجيش، واضطر إلى الانتظار حتى الجولة الخامسة من الموسم لتحقيق أول فوز تحت قيادته. رغم ذلك، أنهى الفريق الدوري في المركز الثالث، مما أظهر بوادر تطور ملحوظ.
في عامه الثاني، قاد ستافريتش الفريق إلى تحسن كبير في الأداء، خاصة بعد اعتماد تشكيلة 4-4-2 لأول مرة في تاريخ الكرة السورية. لكن البداية لم تكن موفقة، حيث تعرض الفريق لهزيمة ثقيلة أمام نادي الاتحاد السعودي بنتيجة 7-0 في بطولة الأندية العربية. ومع ذلك، استطاع الفريق تجاوز هذه المحنة وتحقيق تقدم ملحوظ، توج بالفوز بكأس سوريا عام 2003 بعد مباراة مثيرة أمام نادي الاتحاد الحلبي انتهت بنتيجة 5-3. وجاء الإنجاز الأكبر في الموسم التالي (2003-2004)، عندما حقق نادي الوحدة حلم الجماهير بالفوز بلقب الدوري السوري للمرة الأولى في تاريخه. كما وصل الفريق إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، لكنه خسر أمام فريق الجيش السوري بعد مباراتين شديدتي التنافس (2-3 في الذهاب و1-0 في الإياب).
في موسم 2004-2005، كاد الفريق أن يعيد الكرة ويحقق اللقب مرة أخرى، لكن الإصابات التي لحقت بعدد من اللاعبين الأساسيين حالت دون ذلك، خاصة في الأسابيع الحاسمة من المنافسة. واستمرت مشكلة الإصابات في الموسم التالي، رغم أن الفاقد ظل منافسًا بقوة على اللقب.
بعد هذه المسيرة المليئة بالإنجازات، قرر رئيس النادي آنذاك خالد حبوباتي إقالة ستافريتش واستبداله بالمدرب منصور الحاج سعيد، مما أدخل النادي في فترة تراجع استمرت لسنوات، حتى عاد الوحدة إلى الواجهة بفوزه بكأس سوريا عام 2012، ثم تحقيق لقب الدوري السوري مرة أخرى في موسم 2013-2014، ليكتب فصلاً جديدًا من تاريخه.
اقرأ أيضاً: الاتحاد السوري لكرة السلة يعلن عن قرارت جديدة
الوحدة.. نجم العاصمة بجمالية كرته وسحره
برز نادي الوحدة كأحد أكثر الأندية شعبيةً في العاصمة دمشق وعموم سوريا، وحقّق مركزاً متقدّماً بين الأندية العربية، حيث حلّ في المركز الثالث من حيث الشعبية والجماهيرية. هذه المحبّة لم تكن صدفة، بل كانت نتاجاً طبيعياً لأسلوبه الكروي الأخّاذ الذي جمع بين الأداء المشوّق والنتائج المشرّفة.
تميّز الفريق عبر عقوده المختلفة بموهبة لاعبيه الذين أضاؤوا ملاعب سوريا ورفعوا راية النادي والمنتخب الوطني. ففي سبعينيات القرن الماضي، قدّم الوحدة مجموعةً من الأسماء اللامعة مثل: رياض أصفهاني وحسن درويش ونور الدين الإدلبي وغسان الكزبري وعبد المنعم النعيمي.
أما في الثمانينيات والتسعينيات، فكان الوحدة منبعاً للنجوم مثل: نزار محروس وجمال كشك وعيد بيرقدار وسامر عصاصة وسامر درويش وحسام السيد وعساف خليفة ومحمود محملجي ولؤي طالب وعمر الأحمد وعلي خليل وغسان معتوق وينال أباظة وماهر السيد ورأفت محمد ومعتصم علايا ووائل زبداني وكمال عاجي.
ولم يتوقّف العطاء، فجاء جيلٌ جديد حمل الراية، مثل: أسامة أومري وهو هداف النادي التاريخي حالياً ومؤيد العجان وعمرو ميداني، وصولاً إلى عمر خربين، الذي تُوّج كأفضل لاعب في آسيا، ليُكمل مسيرة العراقة والتميّز التي جعلت من الوحدة أيقونةً كرويةً سوريةً بامتياز.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!