شخصيات سورية وعربية تنعى المفسّر السوري الشيخ محمد علي الصابوني الذي توفي في تركيا

الجمعة 19 آذار/مارس 2021

سوريا اليوم – إسطنبول

نعت شخصيات سورية (معارضة) وأخرى عربية اليوم الجمعة المفسّر السوري الشيخ محمد علي الصابوني، الذي وافته المنية في مدينة يلوا شمال غرب تركيا.

وقالت مصادر قريبة من الشيخ إنه توفي عن عمر ناهز 91 عاماً، وهو أحد أشهر مفسّري القرآن في العصر الحديث، منذ نشره قبل عقود كتاب “صفوة التفاسير” وهو تفسير مبسّط للقرآن الكريم بلغة معاصرة.

وتولى الصابوني رئاسة “رابطة العلماء السوريين”، واتخذ موقفاً مناهضاً للنظام السوري، ودعم الثورة السورية عام 2011 مطالباً بإطلاق الحريات ومحاربة الفساد ورفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المسجونين.

وبحسب تقرير للجزيرة نت فقد نعى الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الصابوني. كما نعاه كل من الشيخ محمد راتب النابلسي، والشيخ عبد الكريم بكار، وشخصيات إسلامية سورية وعربية أخرى.

من هو محمد علي الصابوني؟

ولد الصابوني في حلب عام 1930، في زمن الانتداب و”الجمهورية السورية الأولى”، وتعلم أولاً على يد والده الشيخ جميل الصابوني أحد كبار علماء حلب، ودرس علوم اللغة والدين على يد شيوخ المدينة مثل محمد سعيد الإدلبي ومحمد راغب الطباخ.

التحق بثانوية حلب الشرعية (الخسروية)، حيث درس علوم التفسير والحديث والفقه والعلوم الطبيعية ليتخرج منها عام 1949، وابتعثته وزارة الأوقاف السورية ليدرس في الأزهر الشريف على نفقتها، حيث نال شهادة كلية الشريعة عام 1952 وحصل على درجة التخصص “العالمية” في القضاء الشرعي عام 1954.

عاد الصابوني شاباً إلى سوريا ليعمل أستاذا للثقافة الإسلامية في ثانويات مدينته حلب، وبقي مدرسا حتى عام 1962 حيث انتدب للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة في مكة المكرمة قرابة ثلاثة عقود، وكان له درس يومي في المسجد الحرام، وآخر أسبوعي في أحد مساجد جدة، حيث فسّر القرآن الكريم لطلاب العلم.

وعينته بعدها جامعة أم القرى باحثا علميا في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، ثم عمل بعد ذلك في رابطة العالم الإسلامي مستشارا في هيئة الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة، لسنوات.

والشيخ الراحل تولى رئاسة رابطة العلماء السوريين، وبلغ عدد مؤلفاته 57 كتابا، أبرزها “صفوة التفاسير” الذي صدر قبل 40 عاما، وضم خلاصة أقوال أئمة التفسير ومعاني الآيات ودلالتها بأسلوب ميسّر، إضافة إلى “مختصر تفسير ابن كثير”، و”مختصر تفسير الطبري”، و”التبيان في علوم القرآن”، و”روائع البيان في تفسير آيات الأحكام”، و”قبس من نور القرآن”.

كما حظيت شاشات التلفاز بفرص وفيرة من علم الشيخ الصابوني، إذ سجل الراحل أكثر من 600 حلقة تلفزيونية في تفسير القرآن الكريم.

مواقفه السياسية

منذ مطلع 2011، انحاز الراحل لثورات الربيع العربي، وقال في عدة لقاءات متلفزة إن “الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله، هو مجرم ويجب مقاومته”.

ووقف الشيخ الصابوني إلى جوار الحراك الشعبي السوري ضد النظام، وهاجم مراراً الرئيس بشار الأسد، واصفا إياه بـ”مسيلمة الكذاب”، احتجاجاً على قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين.

وفي اتصال مع قناة الجزيرة يوم 21 إبريل/نيسان 2011، ومع اندلاع المظاهرات في عموم سوريا، أكد الصابوني تضامنه مع المتظاهرين ومطالبهم من إطلاق الحريات ومحاربة الفساد ورفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المسجونين.

وأضاف الصابوني آنذاك إن مطالب المتظاهرين من واجب الدولة صيانتها للشعب، منتقداً “إثارة النظام الفتنة بين الشعب”، وقال إنهم “انتظروا الإصلاحات 11 عاماً”، لكن “لم يروا شيئاً من الخير إلا زيادة الفساد والظلم على الشعب”.

وقال الصابوني في أحد اللقاءات التلفزيونية: “لقد رأى علماء الأمة وجوب الخروج على مسيلمة الكذاب، الذي يسمى بشار الأسد، بعد أن استفحل طغيانه قتلاً للبشر”.