وزير الخارجية الصيني يلتقي الأسد ويدعو سوريا إلى الانضمام إلى “مبادرة الحزام والطريق”

الأحد 18 تموز/يوليو 2021

سوريا اليوم – متابعات

بحث وزير الخارجية الصيني مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد انضمام سوريا إلى “مبادرة الحزام والطريق” الصينية التي تهدف لإحياء طريق الحرير التاريخي.

وقالت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) إن الرئيس الأسد استقبل اليوم وانغ يي وزير خارجية الصين والوفد المرافق وبحث معه العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين الصديقين “وتم خلال اللقاء التوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في كل المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين”.

وأكد الأسد أن الصين دولة قوية ولها موقع كبير ومهم على الساحة الدولية وسوريا تتطلع إلى توسيع مجالات التعاون معها على مختلف الأصعدة بالاستناد إلى حضورها القوي وسياساتها الأخلاقية التي تخدم معظم دول وشعوب العالم.

وتوجه الأسد بالشكر للصين على الدعم الذي تقدمه للشعب السوري في مختلف المجالات، والمواقف المهمة التي تتخذها في المحافل الدولية دعماً لسيادة سورية ووحدة أراضيها وقرارها المستقل.

وقالت سانا “تم خلال اللقاء بحث مشاركة سورية في “مبادرة الحزام والطريق”، حيث أكد وزير الخارجية الصيني اهتمام بلاده بمشاركة سورية في هذه المبادرة نظراً لموقعها ودورها الإقليمي المهم، مشدداً على استمرار بلاده في دعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة الحصار والعقوبات اللاإنسانية المفروضة عليه، والوقوف ضد التدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري وكل ما يمس سيادة سورية ووحدة أراضيها”.

وبحسب الوكالة الرسمية فقد “نقل الوزير الصيني للرئيس الأسد تهاني الرئيس شي جين بينغ بالفوز في الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن نجاح هذا الاستحقاق يدل على انتصار الشعب وعزيمته الثابتة في مقاومة كل  التحديات ومحاولات الهيمنة التي يتعرض لها”.

حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال والدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية والدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين ورانية أحمد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ولونه الشبل المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية ومدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين.

اتفاقية اقتصادية ووثيقة لتسليم المساعدات

وكانت الحكومة السورية وقعت أمس السبت اتفاقية تقضي بالتعاون الاقتصادي والفني بين سوريا والصين، إلى جانب وثيقة شهادة تسليم الدفعة الأولى من مساعدات غذائية.

وجرى الاتفاق بين وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، ونظيره الصيني، على اتفاقية تعاون اقتصادي وفني بين الدولتين، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

كما وقع رئيس منظمة “الهلال الأحمر السوري”، خالد حبوباتي، وثيقة تسليم الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية، مع السفير الصيني في دمشق، فونغ بياو.

واستعرض المقداد محاور التعاون بين سوريا والصين، بما في ذلك في مجال التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب والتنسيق في المحافل الدولية.

وأشار المقداد إلى احتفالية سوريا والصين بالذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مؤكدًا على أن العلاقات تزداد عمقًا وتميزًا.

من جانبه اعتبر الوزير الصيني أن تبادل الدعم والتعاون بين البلدين هو تقليد يلتزم به الجانبان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية.

وأكد التزام الصين باحترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، بحسب تعبيره، مشددًا على أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيزًا للتعاون بين البلدين، بما يعمق قدرة البلدين على مواجهة التحديات الحالية.

كما تناول رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، عماد الصابوني، خلال الجلسة آفاق التعاون الاقتصادي بين سوريا والصين، مشيرًا إلى تحضيرات بين الطرفين، لعقد اجتماع قريب للجنة المشتركة الصينية – السورية.

ولا يتردد النظام السوري في أي مناسبة باستقطاب التعاطف الدولي فيما يخص الأزمة الاقتصادية في سوريا، ويعزو أسبابها للعقوبات الغربية، بحسب ما ذكر تقرير لموقع “عنب بلدي” اليوم الأحد.

وكان السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، قال في 6 تموز/يوليو الحالي، إنه يأمل أن تجد الأمم المتحدة حلًا للأزمة السورية، وليس فقط لمشكلة إيصال المساعدات عبر الحدود.

وشدد جون على أن الصين تريد بالتأكيد أن ترى حلًا للعقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سوريا، إضافة إلى حلول حول خطوط الإمداد الداخلية والمعابر الحدودية.

وحافظت الصين على علاقتها مع النظام السوري، ولم تتوقف عن دعمه سياسيًا واقتصاديًا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011.

وتحاول الصين تعزيز حضورها في سوريا، منذ مطلع العام الحالي، على أكثر من مستوى سياسي وخدمي، ما يزيد التساؤلات حول توقيت هذا الحضور، وماذا تريد بكين من خلاله.

ويقابل النظام السوري هذا الدور بالتعبير عن دعمه لحكومة الصين، حتى في قضايا لا علاقة له بها، ولا يوجد لموقفه تأثير ملموس فيها، كما حصل في دعمه بكين بقضية تحقيقات “منشأ كورونا”.