تلويح تركي بهجوم و”قواعد اشتباك جديدة” في شمال سوريا

الثلاثاء 12 تشرين الأول/أكتوبر 2021

سوريا اليوم – متابعات

كثفت وسائل إعلام تركية خلال اليومين الماضيين، تغطياتها الإخبارية، ونشرها لتحليلاتٍ عسكرية وسياسية، تتعلق بالتطورات في شمال سوريا، خاصة بعد حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أنه “لم يعد لدينا صبر اتجاه الاماكن التي هي مصدر الهجمات الارهابية ضد بلدنا من سوريا. نحن مصممون على القضاء على التهديدات التي تنطلق من هذه المناطق”.

واعتبر محللون،  تصريحات الرئيس التركي، بمثابة تلويح بشن عملية عسكرية جديدة، في مناطق خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في شمال سوريا، خاصة أن اليومين الماضيين، شهدا عدة هجمات محدودة ضد مناطق “درع الفرات”، وأدى هجوم لمقتل اثنين من قوات الشرطة الخاصة التركية قرب مارع، بحسب تقرير نشرته اليوم الثلاثاء شبكة “السورية نت” (معارضة).

وكذلك تعرضت قرية قرقميش في ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا أمس، لقصف بـ3 قذائف، قالت السلطات التركية إن مصدرها مناطق نفوذ “وحدات حماية الشعب” بريف مدينة عين العرب (كوباني)، فيما قُتل وجُرح نحو 25 مدنياً بانفجار سيارة مفخخة في عفرين.

“الخيارات الدبلوماسية على الرف”

ونشرت وكالة “الأناضول” باللغة التركية، اليوم الثلاثاء، مقالاً للباحث في مركز “سيتا” للأبحاث، كوتلوهان جوروكو، أشار فيه إلى أن “تنظيم وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني، ينفذ منذ فترة طويلة هجماتٍ في سوريا”، لكنه اعتبر أن تزايد الهجمات وتنوعها مؤخراً يأتي في أعقاب “فقدان التنظيم لعدد كبير من قادته في العراق وسوريا، ويريد أن يُظهر قوته من خلال زيادة الهجمات”.

واعتبر الباحث التركي في المقال الذي ترجمه فريق “السورية نت”، أن كثافة الهجمات مؤخراً “نتيجة مباشرة لنجاح تركيا في الحرب ضد الإرهاب، وعدم قدرة منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على اتخاذ إجراءات داخل تركيا. لهذا السبب، يحاول التنظيم ترهيب المناطق المدنية في سوريا واستهداف عناصر الأمن المحلية كلما أمكن ذلك”.

وختم مقاله بالقول إن “تركيا تدرك أن عليها تأمين حدود العراق وسوريا (..) من المهم بالنسبة لتركيا إنشاء خط أمني خالٍ من الإرهاب على طول الحدود”، معتبراً أن “اتفاقية سوتشي مع روسيا لم تنجح في الميدان. وفي هذا الصدد يُمكن القول إننا في عشية فترة يتم فيها وضع الخيارات الدبلوماسية على الرف، ومناقشة الخيارات العسكرية”.

في أي مناطق؟

وفي لقاء مع قناة “ahaber” المقربة من أنقرة اليوم الثلاثاء، ذهب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة غازي عنتاب التركية، مسعود شُهريت، إلى أنه “في حال تنفيذ عملية عسكرية كما أشار الرئيس أردوغان أمس فستكون في كوباني أو منبج”.

وقال ذات المتحدث، إن “الهجمات التي نفذت أمس تمت من منطقة عين العرب. هناك عناصر من YPG / PYD في هذه المنطقة، ومؤخراً بدأت تشكل خطراً هنا. كما قال رئيسنا إننا لا نصبر عليهم. ربما يمكننا التحدث مع روسيا في الأيام المقبلة وتنفيذ عملية في هذه المناطق”.

وفيما أشار إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات التي عقدتها تركيا سابقاً بشأن منبج وخروج “الوحدات” منها، فإنه اعتبر أن هذه المنطقة قد تكون هدفاً لعملية عسكرية محتملة.

“قواعد اشتباك جديدة”

بموازاة ذلك، نشر موقع “TRT haber”، اليوم الثلاثاء، تقريراً يتضمن حواراً مع الخبير الأمني التركي، عبد الله آغار، وجاء فيه بأن حديث أردوغان بأن بلاده “ستتخذ الخطوات اللازمة” بشأن التطور الأخيرة في شمال سوريا، قد يعني “تطوير قواعد اشتباك جديدة”.

واعتبر التقرير أن “تساقط القنابل قرب قواعدنا العسكرية في سوريا، واستشهاد عنصريين من شرطة العمليات الخاصة التركية في منطقة عملية نبع الفرات، ثم إطلاق قذائف هاون على منطقة قرقاميش في غازي عنتاب، وانفجار سيارة مفخخة في عفرين”، هي  تطورات خطيرة ومتسارعة دفعت أردوغان للقول: ”سنتخذ الخطوات اللازمة في سوريا في أقرب وقت ممكن”.

أما الخبير الأمني التركي عبد الله آغار، فقد أشار إلى أن تركيا لديها “مشكلة أمن قومي” بوجود تنظيمات قرب حدودها، تهاجم مصالحها من شمال سوريا، وهي “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”حزب العمال الكردستاني”.

وفيما اعتبر أن “محاربة هذه التنظيمات لداعش كذبة رخيصة تدفع الولايات المتحدة لدعم هذه التنظيمات”، فإنه ذهب إلى أن على تركيا في نهاية المطاف كسر تكسر هذه المعادلة في شمال سوريا، بكافة الطرق بما في ذلك الدبلوماسية.

وحول ما إذا كانت تركيا قد تقدم على عملٍ عسكري من خلال تفاهماتٍ سياسية، قال آغار “من الصعب التنبؤ في الوقت الحالي (..) لكن أفهم من كلام الرئيس أردوغان أن تركيا لديها خطة. سيتم تنفيذها خطوة بخطوة”.