الغارديان البريطانية تكشف عن فيديو يوثق جريمة قتل 41 شخصاً وحرقهم في دمشق في عام 2013

الأربعاء 27 نيسان/أبريل 2022

سوريا اليوم – لندن

كشف تحقيق لصحيفة “الغارديان” البريطانية نُشر اليوم الأربعاء معلومات حول مجزرة ارتكبتها قوات الأمن السورية في 16 نيسان/أبريل 2013، في حي التضامن بدمشق، أسفرت عن مقتل نحو 41 شخصًا ودفنهم في مقبرة جماعية.

جاء ذلك من خلال عرض مقطع مصور يوّثق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص ودفنهم في مقبرة جماعية، ثم حرق جثثهم من قبل عناصر النظام السوري، وفق التحقيق الصادر اليوم الأربعاء.

واستند التحقيق على وثائق وشهادات قدّمها الباحثان أنصار شحود والبروفيسور أوغور أوميت أنجور، من مركز “الهولوكوست والإبادة الجماعية” بجامعة أمستردام، نقلًا عن عسكري سابق في قوات النظام استطاع الحصول على المقطع.

وبحسب تعليق مراسل الصحيفة يعتبر المقطع أول وثيقة تدين النظام بشكل صريح لا يمكن الالتفاف عليه، إذ إنه أول مقطع يوثق تورط المخابرات السورية المرتبطة بشكل مباشر بالنظام السوري، بحسب ما ترجم ونشر موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض).

“آنا” تكشف الحقائق

وجاء في التقرير إن “أنصار شحود” المنتمية إلى عائلة علوية سورية كانت من الأشخاص الذي انتقدوا نظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام ٢٠١١.

وانتقلت شحود إلى بيروت عام ٢٠١١، لتصل إلى هولندا بعد عامين، وتلتقي بأنجور الذي جمعتها به دوافع مشتركة لتوثيق المجازر المرتكبة في سوريا، متجاهلة العواقب المحتملة لقراراتها.

وبعد وصول المقطع المصور إلى شحود وأنجور، قررا العمل على البحث عن الضابط الذي ظهر في المقطع وهو يمارس الانتهاكات اللفظية والجسدية بحق الأشخاص الذين أطلق الرصاص عليهم لاحقًا، ودفنهم في مقبرة جماعية.

واعتمدا على جمع قصص الناجين وعائلاتهم، والتحدث إلى مرتكبي الانتهاكات أنفسهم، من خلال إنشاء حساب على منصة “فيسبوك” لشحود، وضعت عليه صورتها الشخصية، لكنها استخدمت اسمًا وهميًا، “آنا”، لاطلاعها على أن الضباط والمسؤولين في صفوف النظام السوري يستخدمون المنصة بشكل كبير.

وقال أنجور: “المشكلة تتمثل بدراسة نظام الأسد، إذ إنه ليس بوسعي الذهاب إلى دمشق لأقول أنا عالم اجتماع من أمستردام وأود طرح بعض الأسئلة”.

وتابع الباحث “لهذا توصلنا إلى نتيجة مفادها أننا بحاجة إلى شخصية تصلنا بالنظام، يجب أن تكون لامرأة علوية شابة”.

وروّجت شحود لنفسها من خلال الحساب على أنها سيدة تدعم نظام الرئيس الأسد وعائلته، مظهرة إعجابها بالضباط والمسؤولين الذين تتحدث إليهم.

واستطاعت من خلال الحساب الوصول لأشخاص يشتبه بظهورهم في المقطع، أو وجود علاقة تربطهم بأشخاص ظهروا فيه.

وتواصلت الباحثة مع المشتبه بهم، وأخبرتهم أنها تجري بحثًا جامعيًا حول النظام السوري، مما أسهم بجعلها شخصية معروفة بين الأجهزة الأمنية كشخص متفهم لحالة الضباط أو “كتف يستطيعون البكاء عليه”، بحسب التقرير.

وقالت شحود حول المسؤولين والضباط الذين تحدثت إليهم، إن بينهم أشخاص قتلوا بأنفسهم أو كانوا داعمين لعملية القتل، “كانوا بحاجة إلى التحدث إلى شخص ما، وكانوا بحاجة إلى مشاركة تجربتهم، شاركنا بعض القصص معهم، واستمعنا إلى كل القصص، ولم نركز فقط على جرائمهم”.

وأشار أنجور إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص تعلقوا بـ”آنا”، وبعضهم بدأ الاتصال بها في منتصف الليل”.

ووصلت السيدة لثقة أكثر من 500 شخص من المسؤولين السوريين، كما استطاعت الوصول إلى معلومات تؤكد أن الشخص الذي ظهر في المقطع كان رائدًا في الفرع “227” التابع للمخابرات السورية.

ورغم التأثير السلبي الكبير الذي تركته التجربة على حياتها الاجتماعية وسلامتها العقلية، تمكنت في آذار/مارس 2021 من العثور على الشخص الذي ظهر في المقطع، وهو شخص أطلق على نفسه اسم “أمجد يوسف”.

وبعد محاولات عدة فشل بعضها بسبب شكوك “أمجد”، استطاعت “آنا” الحصول على اعترافات من قبله بارتكابه العديد من عمليات القتل، انتقامًا لمقتل أخيه قبل أشهر من حادثة التضامن.

أرسلت شحود المقطع المصور إلى “أمجد” مستخدمة اسمها الحقيقي، بينما اعتبر “أمجد” ما فعله “أحد مهامه الرسمية”، منتقدًا أعضاء “الدفاع الوطني” التي كان ينتمي إليها المصدر الذي سرب المقطع.

وأنهى حديثه برسالة “أنا فخور بما فعلته”، إلى جانب تهديدات بقتل شحود وعائلتها.

من هو المصدر؟

تلقى أحد العسكريين في قوات النظام السوري، قبل ثلاثة أعوام، أمرًا بإصلاح جهاز الحاسب المحمول لضابط في مكانة رفيعة، ودفعه فضوله لمشاهدة مقطع مصور مخزن في الحاسب يوّثق المجزرة، مما دفعه أيضًا لمحاولة نقل المقطع إلى العالم الخارجي.

واستطاع العسكري الذي ينتمي للطائفة العلوية أيضاً، وينحدر من عائلة بارزة في الطائفة، تجاوز مخاوف قتله أو التخلي عنه من قبل عائلته، لتحويل الجريمة التي وثقها المقطع إلى أداة في المحاكمات الدولية.

بدأ المصدر رحلته باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في حلب، واضطر لدفع رشوة بقيمة 1500 دولار لعقيد من “الفرقة الرابعة” التابعة للجيش السوري، مقابل عبور المنطقة الفاصلة بين الجانبين.

وتأخرت الرحلة يومًا واحدة بسبب تجهيز شحنة مخدرات “كابتاغون“ من قبل “الفرقة الرابعة” لعبور الطريق ذاته، لنقلها عبر مناطق سيطرة المعارضة إلى الشرق الأوسط.

وبعد أسابيع تابع المصدر رحلته إلى تركيا سعيًا للوصول إلى فرنسا، وخلال فترة تواجده في تركيا عمل على سد الثغرات المتعلقة بالمقطع المصور وتقديم المعلومات الكاملة حوله.

وفي شباط/فبراير الماضي، سلم أنجور وشحود المقطع والملاحظات الخاصة بهما التي تضمنت آلاف الساعات من المقابلات مع مسؤولي النظام السوري، والتي تعتبر دليلًا، إلى المدعين العامين في هولندا وألمانيا وفرنسا.

وتزامن ذلك مع أول محاكمة في ألمانيا لمسؤول آخر في المخابرات العسكرية السورية، أنور رسلان، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.