هل اقترح بيدرسون على دمشق انعقاد الجولة التاسعة لاجتماعات “اللجنة الدستورية” في الرياض؟

الاثنين 18 آذار/مارس 2024

سوريا اليوم – دمشق

فجرت صحيفة سورية مقربة من حكومة دمشق مفاجأة بعد زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون إلى العاصمة السورية أمس الأحد، وأثارت تساؤلات حول ما إذا كان المبعوث اقترح على وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية فيصل المقداد، انعقاد الجولة التاسعة للجنة الدستورية السورية في العاصمة السعودية الرياض.

واستقبل المقداد في العاصمة السورية أمس بيدرسون، الذي جاءت زيارته ضمن محاولاته لعقد الجولة الجديدة من اللجنة الدستورية التي تضم أعضاء يمثلون “هيئة التفاوض” للمعارضة السورية، والمجتمع المدني، إلى جانب وفد مدعوم من النظام السوري.

وكشفت صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية (موالية) اليوم الاثنين أن “بيدرسون طرح خلال اجتماعاته بدمشق مقترحاً بأن تكون عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض، مقراً لانعقاد هذه الاجتماعات، وقد يتم ذلك في حال حصل على موافقة جميع الأطراف”. ونسبت الصحيفة هذه التصريحات إلى ما وصفته بـ”مصدر دبلوماسي بدمشق فضل عدم الكشف عن اسمه”.

وكان المبعوث الأممي الخاص قد اقترح نيروبي عاصمة كينيا، لعقد الجلسة التاسعة للجنة الدستورية، إلا أنه اصطدم بمعارضة موسكو التي كانت اقترحت بالتوافق مع عدد من العواصم العربية بغداد لعقد هذه الاجتماعات، الأمر الذي رفضته واشنطن والمعارضة السورية.

ونقلت الصحيفة عن “المصدر الدبلوماسي” غير المعرّف: “إن دعوة بيدرسون لعقد الجولة في جنيف في الـ22 من نيسان/أبريل الحالي، لا يمكن قبولها وسبق أن رفضها الرئيس المشترك للجنة الدستورية المصغرة أحمد كزبري الذي راسل بيدرسون بعد تلقيه الدعوة لحضور جنيف الأسبوع الماضي، وأكد له أنه لا يمكن إرسال دعوات قبل أن يكون هناك توافق كامل على المكان”.

وأضاف مصدر الصحيفة: “إن بيدرسون وصل إلى دمشق وهو مدرك تماماً أن لا مجال لعقد الجولة التاسعة في جنيف، لكنه أراد أن يستكشف آفاق الموقف السوري والاستماع من المسؤولين السوريين حول وجهة نظرهم تجاه استئناف المسار السياسي، وكان الرد السوري أن دمشق مستعدة في أي وقت لاستئناف هذا المسار، لكن يجب أن يكون على أرض محايدة وجنيف لم تعد كذلك بالنسبة لموسكو”.

وهنا كشفت الصحيفة أن بيدرسون قدم مقترحاً بعقد الاجتماع القادم في الرياض، دون أو توضح كيف ردت الحكومة السورية على هذا العرض.

بيدرسون غير متفائل

إلا أن هناك تساؤلات حقيقية حول ما نشرته الصحيفة السورية المقربة من حكومة دمشق. إذ كانت وسائل إعلام عالمية رسمت أمس الأحد صورة تعبر عن عدم تفاؤل بيدرسون خلال تواجده في دمشق، حيث نبه إلى أن الأمور تسير “في الاتجاه الخاطئ”.

فقد قال المبعوث الأممي للصحفيين عقب لقائه المقداد، إنه أبلغ وزير الخارجية السورية بأنه “طالما ما من اتفاق بين المعارضة والحكومة، يجب أن نستمر في الاجتماع في جنيف وتطوير اللجنة الدستورية وعمل اللجنة بطريقة يمكن أن تمنح الأمل للشعب السوري”، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وتطرق بيدرسون في تصريحاته إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بسوريا بعد 13 عاماً من الحرب، في ظل تراجع التمويل من أجل الاستجابة للاحتياجات الانسانية الهائلة.

وقال إنه من أجل احتواء تلك التحديات “نحتاج إلى إحراز تقدم على الجبهة السياسية”، مضيفاً “أخشى أنه ليس لدي أي شيء جديد لأخبركم به في هذا الشأن”.

وتابع: “الوضع في سوريا راهناً صعب للغاية. وأعتقد أن المؤشرات كلها تشير إلى الاتجاه الخاطئ، سواء تعليق الأمر بالأمن أو الاقتصاد أو المسار السياسي”.

وكان بيدرسن قد أعرب، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا، نهاية شباط الماضي، عن قلق عميق إزاء الوضع على الأرض في سوريا والأثر المدمر الذي يخلفه على المدنيين، منبها إلى أن الوضع يسوء هناك وفقاً لجميع المؤشرات، وأن الوضع الراهن غير مستدام ولا يمكن السيطرة عليه.

المقداد يكرر مواقف دمشق

وفي السياق ذاته، ركزت صحيفة “الوطن” السورية في تغطيتها للقاء فيصل المقداد مع غير بيدرسون، على تأكيد الوزير السوري “ضرورة قيام الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها إزاء وقف انتهاكات السيادة السورية الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية”.

وأشارت إلى بيان وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية بدمشق، الذي قال إنه جرى خلال اللقاء بحث التعاون القائم بين سوريا والأمم المتحدة والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للأمم المتحدة ومكاتبها في سورية، بما في ذلك مكتب المبعوث الخاص.

وتحدث المقداد عن جهود الحكومة السورية في تحسين الوضع الإنساني في سوريا، وتحقيق التعافي، لافتاً إلى الآثار الكارثية اللاإنسانية على الشعب السوري الناجمة عن التدابير القسرية أحادية الجانب اللاشرعية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون، بحسب تعبيره.

كما شدد المقداد على ضرورة قيام الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها إزاء وقف انتهاكات السيادة السورية الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتواجد غير المشروع للقوات الأميركية والتركية في سوريا.

في حين استعرض المبعوث الأممي غير بيدرسون الاتصالات التي قام بها مؤخراً من أجل تنفيذ المهمة التي يقوم بها، وأكد ضرورة احترام كل الأطراف ذات الصلة لسيادة ووحدة أرض وشعب سوريا، وشدد على أهمية أن تنفذ جميع الدول التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الجمهورية العربية السورية، بحسب ما نقلت الصحيفة.

سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.